الفنان " خثير عبد القادر " المعروف بكادار العبّاسي خليفة المرحوم زرقي

                   *   يؤكد تهميش  مديرة الثقافة له  والسيدة الوزيرة

                  *     حالة اجتماعية مزرية في ظل غياب الالتفاتة المعنوية ...

إذا ماكان التغني بالرقي بالفن والفناّن ، وتحسين الوضعية الاجتماعية ومدّ جسور التواصل الفني بين الأجيال مجرّد شعارات جوفاء لا تمتّ بصلة لما يجري على أرض الواقع ، هنا نكون قاب قوسين أو أدنى بعيدين كل البعد عن المسار الهادف .

وعاصمة المكرّة مدينة الفن والراي قد أنجبت من رحمها خيرة الفنانين وفي شتى المجالات ، من بين الوجوه الفنية التي تعيش في الظل نجد السيد " خثير عبد القادر " الملقب فنيّا بـــ "كادار العبّاسي "  ابن مدينة سيدي بلعباس الذي يؤدّي فن الراي الأصيل ويراه معظم من استمع الى غنائه وصوته خليفة للمرحوم " زرقي ".

عن اختياره لهذا الطابع من الغناء صرّح لنا أن الهدف وراء ذلك يكمن في الحفاظ على الموروث الثقافي ، وأن المرحوم " زرقي " كان خير معلّم لهذا الفن وأهمّ تلامذته الكينغ خالد، الشاب الطاهر وآخرون ....مؤكّدا تهميش مديرية الثقافة له على يد السيدة

" حنكور حليمة"  والجهات الرسمية العليا المهتمة بالثقافة .

عن سبب اهتمام بطابع الراي القديم أكّد أنّه من أصعب الطبوع الغنائية ،ومن أساساته قوة الصوت باعتبار الراي القديم يعتمد على القدرة الصوتية للفنان ، ناهيك عن البحّة التي تنسج والإيقاعات الموسيقية ، مع التركيز على المواضيع الاجتماعية لحمل المستمع على التفاعل والإحساس بالكلام المتغنّى به ،  وعاصمة المكرّة وكل مكن عرف المرحوم "زرقي " من بعيد أو قريب يؤكّد أنّه الأب الروحي لأغنية الراي ، والسيد " عبد القادر " أو " كادار العبّاسي" بمجهود خاص يسعى جاهدا للحفاظ على الصورة المثلى للأغنية الرايوية ومواصلة مسيرة الرّجل عن طريق تداول قصائده الشهيرة التي أوصلت أغنية الراي الى العالمية .

وقد اكتشف صوت " كادار" عن طريق الصّدفة في صيف 1979 حين استدعي لزفاف أحد أصدقائه وكان المرحوم " زرقي " من يحيي العرس أين أدّى باقة غنائية متنوعة ، وفي فترة الاستراحة طلب منه صاحب العرس أن يقوم بالتبراح وهي عادة العبّاسيين في الأعراس ، حينها أعجب الشيخ " زرقي " بصوته وطلب منه الغناء ، فكان له ذلك وتفاعل الحضور بأداء " كادار العبّاسي " ، بعدها مباشرة صرّح المرحوم " زرقي " أمام الحضور قائلا " اليوم اكتشفت خليفتي" ، ولحد اليوم يسعى ليكون في مستوى الثقة التي وضعها فيه .

وعلى لسان ذات المتحدّث أكّد لنا أن بيت المرحوم زرقي كان قبلة للعديد من الفنّانين ، كما أنّه قام بوضع مبادئ خاصة بالقصائد ، وكان الكينغ " خالد" من بين المتردّدين على الشيخ " زرقي " الذي قدّم له العديد من القصائد في بداية مشواره الفني وقد  أوصلته لدرب العالمية ، لكنّه وللأسف لم يصرّح بذلك يوما ولم يذكر فضل الشيخ " زرقي " عليه .

وقد صرّح لنا ذات المتحدّث أن فرقة "الإخوة زرقي " جاءت بعد وفاة الشيخ " زرقي " أين استدعت والدته الحاجة " خيرة " بعض الشباب الذين يؤدّون نفس الطابع الغنائي من بينهم كان الشاب

" برابح " ، الشاب " محمد" والشاب " لخضر" وكان " عبد القادر" واحدا من بين هؤلاء ، وقد اختبرت صوته  حينها ذرفت عيناها بالدّموع لمدى تطابق الصوت مع صوت المرحوم ، بعدها تمّ تكوين فرقة موسيقية باسم " الإخوة زرقي " بين سنتي 1984 و 1985 ، خلالها أدّى " عبد القادر " معظم أغاني المرحوم " راشدة " ، "خالتي فاطمة " ، " دلاّلي ضاع صغري " ، " على مكتوبي "  و" أعطاتني هدية "   وثمّة بعض القصائد غنّاها المرحوم حسني ، وقد تلّقت الفرقة آنذاك العديد من النّجاحات إلا أنّها تفكّكت بفعل غياب الدّعم المادي والمعنوي .

وعن وضعه حاليا أكّد أنّه أب لعائلة ويعمل في الشبكة الاجتماعية بمبلغ مالي 3000 دج في الشهر ، والفنّان بشكل عامّ يعيش بين المطرقة والسّندان ، فاللامبالاة التي عايشها من لدنّ مديرة الثقافة التي صدّت جلّ الأبواب في وجهه وانعدام الدّعم من طرف الوزارة همّشت الفن والفنّانين بشكل رهيب بخاصة في ولاية سيدي بلعباس التي تعدّ مهدا للفن لاسيّما فنّ الرّاي .

يضيف حتى المنشآت الثقافية الضّخمة التي أسّست وتمتلك من المؤهلات والامكانيات الكبرى والتقنيات  يمنع أصحابها الفنّانين أمثالنا من الاستفادة من الآلات الموسيقية أو حتى تسجيل أقراص مضغوطة ، فأين الخلل ؟  وأين العدالة في كلّ هذا ؟

هكذا ختم السيد " خيثر عبد القادر" تصريحاته ليبقى التساؤل قائما الى حين رفع الغبن عن الفناّن مهما كان نوع الفنّ الممارس ، في انتظار الالتفاتة الفعلية لمثل هؤلاء الذين يحييون في الظلّ ويموتون في قعر اللامبالاة .

بقلم : عباسية مدوني – سيدي بلعباس – الجزائر .

صور متعلقة

الفنان " خثير عبد القادر " المعروف بكادار العبّاسي خليفة المرحوم زرقي