مواضيع للحوار

القدموس عراقة وليست فقط طبيعة ومناخ اصطياف

القدموس عراقة وليست فقط طبيعة ومناخ اصطياف

472 مشاهدة

القدموس عراقة وليست فقط طبيعة ومناخ اصطياف

الأديب الباحث #محمد _عزوز

#فتكم بالسالفة

( 25 )

القدموس عراقة وليست فقط طبيعة ومناخ اصطياف

قالت لي  صبية  جميلة في مقتبل العمر، أنها لاتعرف الحي القديم في القدموس ، ولم تزره مرة رغم أنها من عائلة قدموسية عريقة ، آلمتني في ماذكرت ، ورمت الكرة في ملعب والدها الذي لم يصطحبها مرة إلى هذا الحي .

وفي لقاء مع إعلامي شهير يزور القدموس باستمرار ، قال أنه لا يعرف شيئاً عن الحي القديم فيها .

ويسأل الكثير من سكانها عن بعض تفاصيل تخص أوابدها ، وهي بديهية في الأساس .

ترى من المخطئ ؟ ولماذا يحدث ذلك ؟

لماذا ترك الناس سوقها القديم الأساس ، وانطلقوا إلى أسواق مستحدثة بحجة اتساع التسويق فيها ؟

ولن تصدقوا في أننا نحن ساهمنا بهجرنا للسوق الأثري في تراجع التسويق فيها ، دون أن أنكر دور عوامل أخرى نعرفها جميعاً .

في العاصمة دمشق تحولت المدينة القديمة إلى موئل للسياح ومرتادي الجمال ، اعتنى الجميع بكل تلك المنازل القديمة ، رمموها وحولوها إلى مطاعم ومراكز ثقافة وإشعاع .

وعندما قرر المعنيون العناية بالسوق الأثري في القدموس ، ظهرت أصوات معترضة .

ماذا تريدون ؟ لن يتحول هذا السوق إلى سوق عصري ، بل سيبقى سوق أثري ، وسيرتاده الناس في المستقبل على هذا الأساس ولن تتأذى مصالحكم بل سيتحسن وضعكم إن فكرتم جيداً .

ويتساءل الكثيرون معي : لماذا ضاع الكثير من معالم القلعة الأثرية ؟ ولم يبق سوى بوابتها والدرج المرافق لها ومقام سنان راشد الدين والبيت ذو الشباك الكبير وبعض المتفرقات الأخرى ؟

وإذا كنت أنا أعرف الجواب فإن الكثيرين لا يعرفونه ، ولاتزال القلعة تعتبر حياً سكنياً ، رغم أهميتها التراثية والأثرية .

ألم يكن باستطاعة الجهات المعنية أن تفعل شيئاً ؟

ألم يكن باستطاعة تلك الجهات أن تمنع تحويل الحمام الأثري ( القريب من القلعة ) إلى بناء سكني قبل عشرات السنين ؟ ولو تم ترميمه لتحول إلى موقع أثري هام يؤمه الزوار والسياح .

أسئلة عديدة تطرح نفسها ، يعرف البعض الجواب ، والأكثرية لا تعرف ، خاصة جيل الشباب الذي لم يعد يهمه من الأمر شيئاً .

القدموس يا أصدقائي ليست مجرد طبيعة وطقس لطيف ، هي أيضاً تاريخ وعراقة ، هي أوابد لايزال بعضها يحكي عنها .. اسألوا من كان بذلك عارفاً وسيأتيكم الجواب الشافي.

القدموس ليست فقط حديقة عين الريس وغابة المولى حسن والأحياء السكنية الحديثة التي تنامت بشكل سرطاني في الآونة الأخيرة ، هي القلعة والمقام والجامع الأثري ذو الطراز المملوكي والقبو وبقايا السور والأحياء القديمة .. هي معبد الإله بعل في القضبون وهوة الجباب في قرية الدي ، والنواغيص في مدخل قرية الشنية... هي عيون الماء الأثرية المتناثرة حولها وفي ريفها .. هي.. وهي .. وهي

وآآآآآآآآآآآآآآآآخ يا قدموس

محمد عزوز

آب 2020