أخبار فنية

المؤلف سعيد الحناوي ... نص مسرحية إلى الأسفل دعوة للحياة

المؤلف سعيد الحناوي ... نص مسرحية إلى الأسفل دعوة للحياة

2348 مشاهدة

المؤلف سعيد الحناوي ... نص مسرحية إلى الأسفل دعوة للحياة

نص مسرحية "إلى الأسفل"، لمؤلفها المخرج والممثل والتقني الفنان المسرحي الشاب "سعيد الحناوي"، المجتهد والذي يحمل مشروعه المسرحي ذاهب به دون كلل أو ملل باتجاه الانجاز عبر التجريب والمحاولة الواعية والحوار مع المهتمين بالمسرح والجمهور من مختلف الشرائح الاجتماعية، ليرى الصواب ويكرسه ويرى الغث وغير المناسب فيتخلى عنه بروح وثابة للتجديد وترسيخ الأجمل، ويتكأ في ذلك على فريق عمل لا يخذله، مجموعة من الشباب المؤمن بالتغير نحو الأفضل والأجمل والمعبر عن متطلبات روح ونفس الشباب في كافة الأجناس الفنية...

ضمن فعاليات المهرجان المسرحي الرابع والعشرون الذي يقيمه فرع دمشق في اتحاد شبيبة الثورة..

التقينا الفنان المسرحي "سعيد الحناوي"، مؤلف نص مسرحية "إلى الأسفل"، وبالعودة للبروشور، نجد هذه الإشارة أن النص المسرحي مستوحى من الأدب الروسي... حدثنا عن النص وما يُريد هو كمؤلف من إيصاله للجمهور قائلا: «للأسف في الواقع المعاش/الحياة نرى أننا نتجه للأسفل؟؟؟ لكن عرض مسرحية "إلى الأسفل"، سيتجه إلى الأعلى...بدلالاته وإسقاطاته...في هذا العرض/النص أسلط الضوء على بعض المغمورين والعقلاء والمفكرين الذين هم مندثرون في الأقبية لا يسمح لهم بالخروج، ولا يسمح لهم بالنهوض...ربما لو خرجوا هناك من سيتضرر ولا يستفيد من خروجهم...في هذا العرض/النص أتوجه إلى كافة أفراد الشعب بالوسطية أتوجه إلى الناس وأشير لهم أن ينظروا إلى الجزء المليء من الكأس...هذا ما قصدت من الوسطية، وأن لا يركزوا فقط على الجزء الفارغ من الكأس...الوسطية أهم شيء في الحياة...أيضا في هذا النص أُحكم العقل والقلب معاُ...أدعو كل الناس للاعتراف بكل قواهم العقلية أن الحياة جميلة جدا جدا جدا...لكن بقمامة أخطائنا شوهنا الحياة وجعلناها مشجبا لكل أخطائنا...هذا ما أردت قوله كمؤلف في هذا العرض المسرحي».

بعد العرض حدثنا المخرج والممثل في هذا العمل الفنان الهاوي الشاب "رعد علوش"، عن فهمة ورؤيته الإخراجية للعمل قائلا: «لقد تم الاتفاق مع المؤلف على إنتاج نص كلاسيكي يقدم مشكلة اجتماعية، لذا تم اختيار هذا النص المسرحي، وتم التركيز عليه لأنه يتضمن أكثر من رسالة، وبشكل خاص العقبة التي تشكل يدا ضاغطة على الفكر الذي يريد أن يطلع وينير بأفكاره المجتمع...تُحارب لتبقى حبيسة التحت/الأسفل، وهذا يتعلق وموجه بآن معا لكل القضايا التي تساهم بنجاح المجتمع من أهل ومدرسة ومؤسسة ووو....».

وعن رؤيته الإخراجية بوصف المخرج الهاوي يحمل كل مقومات العرض المسرحي على عاتقه أجاب قائلا: «أعتقد أننا استطعنا بشكل معقول تقديم عرض مسرحي برؤية شبه احترافية...فقد تم التركيز على الشخصيات الثلاثة التي شاركت بالعرض، من حيث تركيب ونفسية وتاريخ كل شخصية وعلاقتها بالشخصية الأخرى من حيث الحوار والمعايشة والتصاعد الدرامي...وركزنا على الكركترات المستقلة بكل من الشخصيات الثلاث...وكنا فريقا متعاونا فقد جلسنا نحن الثلاثة مع المؤلف واشتغلنا العمل كمجموعة واحدة، وقمنا بتحليل العمل ككل وما هي الإمكانات المتاحة لصنع لوحات بصرية متضمنة حلولا إخراجية أيضا...وقد ساعدنا بكل ذلك المؤلف الأستاذ "سعيد الحناوي"، نتوجه له بالشكر والعرفان ، وبنفس الوقت لكل من ساهم وساعد بلقاء هذا العرض المسرحي مع الجمهور...».

كما التقينا الفنان "رائد مشرف"، الذي عرفناه ممثلا ومخرجا مسرحيا،ودراميا في العديد من المسلسلات التلفزيونية، في هذا المهرجان وفي المسرح الشبيبي تُشغل مهمة المشرف المسرحي، نتمنى أن تحدثنا عن دورك في هذا السياق؟ أجاب بالقول: «بداية أُرحب بكم وبجميع الأصدقاء من المهتمين بالمسرح والإعلاميين والمشاركين في المهرجان بدورته /24/لهذا العام من فرق مسرحية، وبلجنة التحكيم الكرام...بالحقيقة بدأ هذا المهرجان بالتصاعد بوتيرة هامة منذ عام 2001 وحتى الآن، وأصبح المهرجان يشكل عرفا سنويا أنه في الشهر الثالث أو الرابع هناك مهرجان للمسرح الشبيبي يقيمه فرع دمشق...وقد تطور المهرجان من خلال الفرق المسرحية الشابة من الهواة المشاركة في هذا المهرجان، كوجوه شابة هاوية جديدة تعمل بالتمثيل والإخراج...وبوصفي رئيس هيئة المسرح في فرع دمشق مهمتي الإشراف على هذه العروض مع لجنة مشاهدة مختصة في المراحل الأولى التي تبدأ بالجلوس مع هؤلاء المخرجين والاستماع والحوار للنصوص المقترحة للعمل والاشتغال عليها، ثم حضور ومتابعة البروفات وتوجيه الملاحظات والإرشادات التي يمكن أن تطور العمل المسرحي، بعدها المشاهدة الأخير للعمل المسرحي والموافقة على المشاركة بالمهرجان».  

نتمنى أن تحدثنا ما هي مميزات هذه الدورة؟فأجاب قائلا: «ما يميز هذه الدورة للمهرجان مشاركة هواة شباب جدد مندفعين للعمل المسرحي بإيمان وظرافة ولطف، كمخرجين وممثلين وتقنيين، وعروض هذه الدورة تدلل على ذلك من حيث السوية النسبية ما بين المتوسط والجيد والهام والمهم أيضا، وقد أثارت حوارات مهمة مع لجنة التحكيم والمهتمين والمختصين، والجمهور الشاب أيضا...والميزة الأهم استقطاب هذه الوجوه الجديدة للعمل في المسرح. وميزة أخرى لجنة الحكم التي تضم خبرات مسرحية أكاديمية هامة تشرف وتحاور وتوجه هؤلاء الهواة الشباب على آلية العمل المسرحي. وميزة أخرى وهامة أيضا هذا الجمهور الشاب الذي يتابع العروض بشكل يومي طيلة أيام المهرجان مشجعا وداعما معنويا للمهرجان».

وختامها المسك الحديث مع الفنان المسرحي والدرامي الأستاذ "يوسف المقبل"، الذي عاصر المسرح الشبيبي منذ انطلاقته الأولى مشاركا، إما ممثلا أو مخرجا ينافس لتحقيق الأفضل ونيل المكافأة التي يستحق، واليوم يشغل مهمة الإشراف والمسؤول عن المسرح الشبيبي في سورية. والذي تفضل بالحديث عن هذه الدورة /24/ قائلا: «المهرجان بدأ يتطور بشكل واضح جدا، ومعيار التطور ليس فقط من خلال ما يقدم من عروض مسرحية، وأستطيع القول أنه منذ أربع أو خمس سنوات أصبح هناك جمهور يتابع المهرجان ويواكبه انطلاقا من حب الناس لهذا المكان/المسرح...ووجود جمهور متابع هذه العروض المسرحية للهواة، هو جمهور غير مجبر على المجيء...انطلاقا مما ذكرت يمكنني القول أن المسرح لا يعاني من أزمة كما يُشاع، أن لا جمهور للمسرح، وبرأي الأزمة تتعلق بآلية التعاطي مع هذا الفن، وبأزمة مبدعين في المسرح...ومن حيث العروض معروف هناك تفاوت بالسوية الفنية للعروض المشاركة، لكن مع هذا التراكم من الدورات السنوية للمهرجان يمكن القول أنه بدأ المهرجان يفرض نفسه بشكل واضح وصريح، ودعني أقول موضحا أنك ربما تحضر مهرجانا دوليا يقدم /60/عرضا مسرحيا ربما يعجبك منها عرضين أو ثلاثة...لذا عندما يكون عندك مهرجان مسرحي شبيبي وهواة وبإمكانات مادية بسيطة، وليس بإمكانات فنية بسيطة فالشرط الفني هو المعيار في الحكم على هذه العروض المسرحية للهواة...ونحن في هذه الدورة أمام عشرة عروض مسرحية ويعجبك أكثر من عرضين أو ثلاثة، مسألة أعتبرها جيدة من حيث الانجاز...ودورة هذه السنة قدمت شباب جدد أخذت فرصتها بالإخراج والتمثيل، ودعني أشير هنا للتمثيل الجيد الملفت للنظر حتى في العروض المتوسطة أيضا. وقد لمست بالكثير من العروض التي شاهدتها جهود جدا مهمة على صعيد الديكور والإكسسوارات والملابس البسيطة المعبرة، والسينوغراف هذا المصطلح الجديد والذي أخذ يترسخ في تجارب هؤلاء الهواة الشباب الذين يتعاطون معه بشكل واعي أيضا. وفرع دمشق للشبيبة يحاول جادا تأمين ما يلزم لهذه العروض من مستلزمات وتقنيات يحتاجونها من إضاءة وصوت، يقوم باستئجارها لأن المسرح هنا لا إضاءة فيه، ويستعينون بمختص إضاءة وصوت يرافق هذه الفرق بعروضها المسرحية ويقدم المساعدة والخبرة والتوعية كمعلومة وليس فقط الاستخدام، وكما هو معروف المخرج الهاوي يتحمل كل متطلبات العرض المسرحي فوق رأسه، لذا عندما تقدم له هذه المساعدة تساهم في تحسين عطائه وكذلك الحوارات بين مجموعة العمل ولجنة التحكيم بعد العرض مباشرة يكسبهم الخبرة للمستقبل بطريقة التعاطي مع العرض المسرحي وتصنيع العرض المسرحي أيضا».

كل التوفيق والنجاح المتألق لهؤلاء الهواة الشباب، كما نتمنى من الجهات المعنية تقديم الدعم المادي والمعنوي والعملي لهؤلاء الشباب، ونتمنى أن تنجز لهم معهدا شبيبيا متخصص بالمسرح يصقل موهبة هؤلاء الهواة الشباب.  

كنعان البني –  دمشق

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية