المخرج المسرحي الجزائري بن سميشة قادة

في عرض (ايليس) لفرقة تعاونية مسرح الديك في الجزائر يحاول المخرج بن سميشة قادة البحث عن صيغ جمالية ومسرحية جديدة من خلال استخدام الأسطورة والملاحم التاريخية، فهو يعتبر أي (قادة) أن من حق المبدع العربي البحث المسرحي والتجريب عبر الحفر في التراث الإنساني لصياغة عروض مسرحية تعيد للحكايات ألقها...

والحكاية الممسرحة التي رواها لنا بن سميشة وابنه حوسين بن سميشة تدخل ضمن نطاق التجريب والبحث في الأسطورة اليونانية  عن عمق إنساني تفتقده الكثير من النصوص

وكمناخ يلاءم الحكاية التي يرويها قادة ورغم ضحالة الميزانيات استطاع من عناصر بسيطة خلق ديكور وإكسسوارات أوحت بأفكار العرض وشكلت حاضنا له..

والسينوغرافيا بحسب (قادة) الرسام أيضا والفنان التشكيلي  هي فن خلق شيء جميل من اللاشيء وتحويل الأشياء البسيطة إلى أشكال موحية جميلة...

حكاية العرض

يقول قادة : (عندما كنت صغيرا جاء أستاذ اللغة الفرنسية وأسمعنا أسطوانة (فنوغراف) تحكي حكاية العرض الذي قدمناه، بقيت القصة في ذهني حتى كبرت وشاهدت أفلام عن أسطورة ايليس...وقرأت كتاب (أومير) أو أوميروس ...وحين ذهبت إلى ايطاليا في مهرجان الحكواتي تحدثت عن مشروع ايليس ..وهذا ما أدى للحصول على الموسيقا الخاصة بالعرض ألفتها فرقة (تياتروا انفينتو) وبعد عودتي للجزائر بدأت التحضير للعرض مع  تبسيط الحكاية إلى حكاية أب وابن ..

قصة العرض

السفر والمغامرة ونضال الإنسان من اجل فكرته وبحثه عن الحقيقية والوطن المفقود ...هذه هي مقولة العرض

عشرون عاما من السفر في البحث عن هذه الأشياء وكشف خداع الأصدقاء ...أشخاص من بلاد اسمها ( ايتاك ) رحلوا إلى طروادة وجاء أصدقاء ايليس باسم الصداقة ليستولوا على العرش والزواج من زوجة ايليس ( بينيلوب ) وهي امرأة ذكية صنعت حيلا للتخلص من الأصدقاء الأشرار، تيليماك الابن ذهب للبحث عن أبيه ( ايليس ) وفي سياق الرحلة تقف الآلهة بجانب ايليس لذلك عندما يعود يظهر بهيئة درويش فلم يعرفه احد من الأشرار والوحيد الذي عرفه الكلب ولهذا استطاع ايليس التخلص منهم جميعا..

الشخصيتان في العرض هما جوالان يرويان القصص – يغنوا- يرقصوا وهم لا يستطيعون دفع النقود مقابل مبيتهم وأكلهم لذلك يدفعون مقابل ذلك لمن يستضيفهم حكايات وقصص عوضا عن النقود...

المخرج بن سميشه قاده هو أستاذ الرقص الكلاسيكي والتجريبي في معهد الفنون والدراما في سيدي بلعباس وهو ماريونيست ومدير متحف العرائس في سيدي بلعباس وله برنامج في التلفزيون عن العرائس والدمى

من مسرحياته : ( تويزه – الركاب – عادل – النساء والبحر – الرجل العاري – دون كيشوت ....) نال بن سميشة الكثير من الجوائز على عروضه (بونتيلا والسيد ماتي) لبريخت، وايليس في الدار البيضاء، كما نال جائزة أحسم ممثل وسينوغرافيا ثلاث مرات في الجزائر والجائزة الكبرى في المستغانم..