أخبار فنية

المخرج عثمان الباش: حمص محاصرة مسرحياً....

المخرج عثمان الباش: حمص محاصرة مسرحياً....

1669 مشاهدة

غابة... المسرح القومي... تضحية في عصر الأنانية!

المخرج عثمان الباش: حمص محاصرة مسرحياً....!؟


تضحية كبيرة في عصر يعج بالأنانية هي مقولة عرض مسرحية «الغابة» التي قدمها المسرح القومي بحمص على مدى الأسبوع الفائت في صالة مسرح الزهراوي

وهي كوميديا اجتماعية رومانسية تأليف ألكسندر استروفسكي وإعداد وإخراج د.سمير عثمان الباش وتتحدث عن أرملة إقطاعية في الخمسين من عمرها كريمة على عشاقها وبخيلة على أقربائها وأهل بيتها تقع في غرام ابن صديقتها الشاب الصغير السن «ألكسي بولانوف» الذي لم ينه تعليمه في المدرسة الثانوية بعد ومن أجل عشيقها اليافع ولكي تجعل منه رجلاً قوياً تبيع الغابة قطعة قطعة وتشتري له الهدايا بالمقابل لاتدفع قرشاً واحداً لتزويج قريبتها الفقيرة "أكسيوشا "من شاب تحبه ولاتساعد ابن أخ زوجها الممثل على حياة التشرد والفقر التي يعاني منها بل تسلبه نقوده التي ورثها عن أبيه وتحاول هذه المتصابية العجوز الظهور في المجتمع على أنها خيرة وكريمة وتقية ولكن ابن أخ زوجها الممثل التراجيدي «غينادي» يعود الى الضيعة التي ورثتها عمته ليزيل كل الاقنعة التي تستتر خلفها عمته ويختبئ خلفها المجتمع الزائف الذي يحيط بها كالوحوش في الغابة...والغابة رمز للحياة التي تفنيهاأطماع البشر حيث استفحلت الأنانية في العصر الحالي ونسي الانسان أهم صفاته وهي التعاطف مع الآخرين والتضحية لإسعاد الأهل والجيران والأقارب.... بطل عملنا ممثل مسرحي متجول لايضحي فقط من خلال عمله في المسرح الذي لايسد له رمقه ولايدعو الناس فقط للتضحية من على خشبات المسارح بل هو نفسه أول من يضحي في الواقع... إذ نجده وهو الفقير يقدم مايملك من أجل تزويج الفتاة الفقيرة "أكسيوشا" من شاب تحبه ويحبها ويقول : أنا سعيد لأنني صنعت عملاً خيراً.... المخرج عثمان الباش ذكر للعروبة بأن العرض ظهر بفضل جهود مجموعة كبيرة من الفنانين هم «شيرين منصور ـ أحمد منصور ـ أمل عمرو ـ محمد الحمصي ـ دلال اسحاق ـ زين العابدين طيار ـ سامر ابراهيم ـ تمام العواني ـ ياسر سلمون ـ محمد الأحمد ـ يوسف العلي» وبإدارة وزارة الثقافة ومتابعة مديرية المسارح والاستاذ عماد جلول الذي لولاه لما رأى العمل النور وقد كانت الخطة أن نعرض على مسرح دار الثقافة بحمص ضمن فعاليات مهرجان دمشق المسرحي وصممنا الديكور والعرض برمته ضمن مقاسات مسرح دار الثقافة وحتى الحلول الإخراجية اعتمدت على امكانات هذه الخشبة الكبيرة الحجم والمجهزة بالروافع لتغيير الديكور والمناظر ولكننا خذلنا لعدم جاهزية المسرح ولم نجد صالة أخرى في حمص مجهزة لنعرض فيها وهكذا توقف انتشار مهرجان دمشق المسرحي الدولي على حدود محافظة حمص وحتى مهرجان حمص الوحيد تم ايقافه هذا العام لنفس السبب ـ لعدم وجود صالة مسرح ـ تصوروا أن حمص مدينة بلامسرح وهي ثالث أكبر مدينة بسورية ـ والان وبعد العديد من التنازلات على حساب السوية الفنية للمسرحية نعرض على خشبة مسرح الزهراوي التي لاتتسع لخمسة عشر بالمائة من ديكور مسرحيتنا ولووقف الممثلون الأربعة عشر المشاركون في العرض على الخشبة معا لحجبوا بعضهم كما أن الاضاءة مصنوعة يدوياً فإذا أشعلت كل مالديك من لمبات فلن تضيء نصف وجوه الممثلين وبالرغم من الإمكانيات المتواضعة هنا لم نحصل على هذه الصالة إلا بالعديد من المراسلات الروتينية و الموافقات المختلفة وضمان التدفئة ودخول تفاصيل نفقات المازوت وتصليح المكيفات وتمديد أشرطة الكهرباء وشراء اللمبات.... وأضاف المخرج باش: أول الداعمين لنا كان الاستاذ معن ابراهيم مشكوراً فهو رجل مسرح قبل أن يكون مديراً للثقافة حيث قدم لنا صالة ممتازة في قبو المركز الثقافي للتدريب كما ساعدنا الاستاذ أسامة عيسى مدير مسرح الزهراوي والفنيون لإنجاح هذا العمل والخروج بأقل الخسائر الفنية وكذلك نقابة الفنانين بحمص وعلى رأسها الاستاذ أمين رومية فلولا دعمهم لما صعدنا على خشبة المسرح.... وحول العمل مع فريق الممثلين أضاف: لأول مرة أعمل مع فريق مسرحي يضم تنوعا00 أعمار بين /18/ والسبعين وفروق في الخبرة واسع بين ممثلين صعدوا على خشبة المسرح منذ ستينات القرن الماضي وآخرون يقفون لأول مرة أمام الجمهور لكن العامل المشترك بينهم أنهم جميعاً يمتلكون الموهبة وهذا هو الأساس في العمل المسرحي. وحول رؤيته للواقع المسرحي في حمص قال عثمان باش: حمص محاصرة مسرحياً ... لامسرح ...لافنيين ...والممثلون المطلوبون في التلفزيون يهجرونها للعمل بمسلسلات الدوبلاج في دمشق ولوتم اعتماد فرقة مسرح قومي في حمص وأعطيت أمكانيات للحياة لعاد الكثير من الفنانين لخدمة المسرح وأنا شخصياً مستعد للعمل منذ اللحظة لو توفرت أبسط الإمكانات. وعن أسلوبه الإخراجي أضاف : ليس لدي أسلوب واحد في الإخراج وشكل واحد ألبسه لكل النصوص أنا مخرج محترف أستخرج الشكل من المضمون مع الأخذ بعين الاعتبار المعطيات المتاحة من ممثلين وطاقم فني ومكان وزمان ومجتمع والعمل المسرحي فن وابداع جماعي يقود مساره المخرج ولكنه ليس المبدع الوحيد فيه لدي رسالتي طبعاً ولكنها انسانية عامة أجد بذورها في الكثير من الأعمال الابداعية ولابد أن أجد تقاطعات لها عند الفريق الذي أعمل معه لكي نتحد معاً لفترة زمنية ونقول معاً شيئاً واحداً وفكرة واحدة ولكي نعبر عن هم إنساني واحد بالشكل الأمثل هنا واليوم والآن.‏

جريدة العروبة الحمصية

العدد : 13451

20/1/2011

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية