المسرح الجهوي بوهران .. عبد القادر علولة
لاّه لا يزيد أكثر...تشخيص لواقع اجتماعي ونفسي
احتضن ركح المسرح الجهوي " عبد القادر علولة" بعاصمة الغرب الجزائري وهران ،
العرض العام لمونولوج " لاّه لا يزيد أكثر" للكاتب " بوزيان بن عاشور" واللمسة
الإخراجية لـ" عزالدين عبار" .
العرض الذي تقمص أدواره باحترافية عالية وحضور قوي على الركح الممثل المحترف
" أحمد بن خال" الذي ساير أحداث المونولوج بكل عفوية ولمسة إبداعية تنمّ عن
مميزات ذات أفق واسع وبعد مستقبلي .
" لاّه لا يزيد أكثر" كانت أنموذجا لشخصية " قادة بوجلال" الشاب الطموح الساعي
لاعتلاء سلم التميز الاجتماعي والمستوى الحضاري الراقي ، راح يسلك شتى المسارب
بهدف أن يلمع نجمه في سماء الشهرة.
في خضم الفوضى الحاصلة أمامه ، لم يخمد اصراره وبحثه عن المخرج كان منفذا
للخلاص النفسي والصفاء الروحي الذي راح يسعى لتبيّنه ، فكان " قادة بوجلال"
حبيس أحلامه وخيالاته الجوفاء التي دفعت به لسلك كل التجارب دون جدوى ،
فكان صورة طبق الأصل لمعاناة اجتماعية ومأساة إنسانية.
إن " قادة بوجلال" شخصية تختفي وراء ستار العبث الاجتماعي مقتنعة أن الخلاص لا
يكون إلا بالتجريب والغوص في مجالات الحياة العثرة ، وفي هذا دقّ كل الأبواب وخاض
كل مغامرة حياتية ومع ذلك لم يبتسم له الحظ فكان رقما ضائعا في سنّة الحياة وسرابا
قائما بذاته .
وممّا زاد الطين بلّة تحمّله المسؤولية تجاه شقيقته التي كانت عائقا حسب معتقداته في
وجه نجوميته المقوقعة في ذهنه ، ومع ذلك حاول المضي قدما فكان ركضه المضني
للحاق بالشهرة مجرد حلم ضائع الهدف والأساس.
ليكون " قادة بوجلال" واحدا من سلسلة المتوهّمين ، وحلقة ضائعة في زمن اللامبالاة
والعبث والتحيز الاجتماعي ، والمسؤوليات المقلدة والمناصب المرموقة المرصعة
بالخيانة والتغني بالمبادئ في زمن لا يعترف إلا بالسّلطة والجاه الفارغين من كل غاية .
وعليه ، إن مونولوج " لاّه لا يزيد أكثر" كان حاملا للعديد من المزايا والرسائل الهادفة
التي وفّق الممثل " أحمد بن خال" الى حدّ كبير في تقمّص شخصياته أين أكّد مدى
الطاقة الكامنة في داخله التي ماتزال في حاجة للدّعم والالتفاتة الفعلية .
التعليقات