أخبار فنية

الملمح المسرحي  في ديوان البطوسى الرثائي

الملمح المسرحي في ديوان البطوسى الرثائي

870 مشاهدة

الملمح المسرحي  في ديوان البطوسى الرثائي

مجلة الفنون المسرحية

 

أصدر الشاعر والمؤلِّف المسرحي (عادل البطوسى) ديوانًا كاملًا في رثاء السيِّدة والدته ـ رحمها الله ـ تحت عنوان (رحيل السيِّدة الورد) ضمَّ أكثر من أربعين قصيدة شعرية صاحبتها أكثر من خمسين لوحة فنية تمثل (وجه أمه) من تصميم الفنان السوري (رضوان بصطيقة) كما كتب الأستاذ الدكتور (صلاح جرَّار) وزير الثقافة بالأردن سابقًا والأستاذ بالجامعة الأردنية حاليًا مقدِّمة له أكَّد فيها على مظاهر التجديد في شعر ومسرح (عادل البطوسى) الشعري واستخدامه لتفاعيل عروضية نادرة ومهجورة، وأشار لمكانة الرثاء في تراثنا الشعري الذي أسهم في صياغة الوجدان العربيِّ وقال (إنَّ قراءة واحدة في دواوين الشعر العربيِّ من ديوان الخنساء قديمًا إلى ديوان الصديق المبدع "عادل البطوسي" سوف تكشف للقارئ كم نحن أمَّة مرهفة مسكونة بالحزن والحبِّ والشوق والحنين) ثم أشار لمعرفته الوثيقة على المستويين الإبداعي والإنساني بالبطوسى (لقد عرفت الأستاذ البطوسي كاتباً مسرحيّاً متميّزاً وناقداً أدبيّاً بصيراً بالشعر وقضاياه، وشاعراً متمكّناً من أدواته الشعريّة ولا سيّما في الشعر المسرحيّ) وأضاف (وقد تجلّت هذه الميزات الثلاث لدى شاعرنا في هذا الديوان، فالقارئ له قد يظنّ في الوهلة الأولى أنّ الكتاب نصٌّ مسرحيّ، ولا سيّما أنّ صاحبه بدأه باقتباسٍ من "يوريبيدس" في مسرحيته "ألكيستيس" سنة438 قبل الميلاد يقول فيها على لسان الجوقة :

اليوم يشهد موت امرأة

ليست غالية فحسب

وإنّما أغلى النساء جميعاً

وقال الدكتور جرَّار ـ أيضا ـ في تقديمه للديوان مؤكدًا ما يذهب إليه ( ويطفى على هذا الديوان أدوات الخطاب المسرحيّ وأساليب النداء والإستفهام والتعجب التي تكثر كثرة واضحة، لأنها تناسب حال الشاعر الذي يعاني حزناً شديداً على رحيل والدته، فيناديها ويلحّ في النداء وكأنّه يتوقَّع منها أن تجيب نداءه، ويتساءل عن هذا الموت وما الذي فعله بأمّه ويلقي عليه وعلى أمّه وعلى نفسه حشداً هائلاً من الأسئلة ومن إشارات الإستفهام والتعجب) واستطرد مؤكدا على "الملمح المسرحي" في ديوان "البطوسى" الرثائي قائلا ( ويتجلّى "الملمح المسرحي" في الديوان في الحوار الداخلي (المونولوج) بكثرة، حيث يخاطب الشاعر نفسه مثلما خاطب في حوار خارجي يائس والدته الراحلة وخاطب الموت، فضلاً عن الترابط والبناء السردي في الديوان) ....

وهكذا حمل ديوان "البطوسى" الشعري الرثائي ملامح كثيرة من ثوابت "الخطاب المسرحي" تتجلى لنا من القراءة الأولى للديوان الذي جاء في 128 صفحة من القطع المتوسط وتمت طباعته في طبعتين في وقتٍ واحد (على ورق أبيض ـ على ورق ملون) ومن هنا يلح علينا السؤال بالمناسبة : لماذا لا يصدر عادل البطوسى نصًا مسرحيًا كاملًا عن أمِّه التي رثاها في ديوان كامل؟! أو عن الام والأمومة؟ نترقب وننتظر، بل ونثق في ذلك إن شاء الله قريبا ..!!!