مواضيع للحوار

الوسائطية أنقذت المسرحيين في زمن الكورونا والحل في مسرح الشارع  الدكتور بشار عليوي

الوسائطية أنقذت المسرحيين في زمن الكورونا والحل في مسرح الشارع الدكتور بشار عليوي

309 مشاهدة

الوسائطية أنقذت المسرحيين في زمن الكورونا والحل في مسرح الشارع  الدكتور بشار عليوي

#إعلام _الهيئة _العربية _للمسرح

عزلة المسرح في زمن كورونا (35)

المسرح فن جماعي، وطبيعة جسد الفرجة المسرحية لا يتحقق جوهرها الا بالجماعة وفي الجماعة.. سواء على مستوى التشكل الابداعي من خلال التداريب والتحضير أو على مستوى التلقي والتفاعل الجماهيري الحي.

فماذا عن “عزلة المسرح في زمن كورونا”؟ وهل ما عرفته المنصات الوسائطية الالكترونية من مبادرات واسهامات “مسرحية الكترونية” قدم لهذا الفن الجماعي الحي والعابر، ما كسر شيئا من عزلته وانكماش فعله وفاعليته وتفاعله؟ هل تلبى رغبة الفرجة الحية بكبسولات فيديو ؟ وما تأثير الافكار المبتكرة الكترونيا على الفرجة المسرحية؟ المسرح وعاء ابداعي يحتضن الفنون جميعها.. فما تاثيرها على قواعده الثابتة والمتغيرة ؟ وما الفواصل بين التأثير الحقيقي والتاثير المزيف الزائل؟

ملف تشارك فيه مجموعة من الأسماء المسرحية العربية لإبداء الراي ومناقشة حاضر المسرح في الزمن المرتبط باكراهات الظروف المعطاة التي فرضتها الجائحة على الجميع… وما طبيعة النشاط المسرحي الإلكتروني الذي عرفه الظرف “الكروني”…

إعداد: عبد الجبار خمران

#الوسائطية أنقذت المسرحيين في زمن الكورونا والحل في مسرح الشارع

#الدكتور _بشار _عليوي _مخرج _وناقد _مسرحي _عراقي

#تعاقبت الأحداث وتسارعت في بلداننا جميعاً تساوقاً مع كُل ما يحصل في عموم العالم خلال أسابيع قلائل حينما اقتحمتنا جائحة كورونا ودون مُقدمات, فتغيرتْ مُجمل تمفصلات حياتنا فكانَ الحجر الصحي المنزلي والبقاء في المنازل والاغلاق العام الذي غيرَ مختلف أنماط العيش الانساني أبرز تمظهرات “زمن الكورونا” ولتكون عنونة توقف وإلغاء وتأجيل الفعاليات الانسانية المُعتادة هي أبرز سمات هذا الزمن , فتأثرتْ بشكل مؤثر جداً تلكَ الفعاليات ومنها مُجمل النشاطات المسرحية التي توقفت بشكل كامل وتمثلَ ذلكَ بالعروض والمهرجانات والندوات بسبب ما تتلبهُ النشاط المسرحي بوصفه عمل جماعي من تجهيز واشتراك وتلاقي عبرَ عامل الفُرجة الحية مما توفرهُ من حميمية عُرفَ بها الفن المسرحي عموماً منذُ نشأتهِ والى هذهِ اللحظة , لكن في “زمن الكورونا” فإن الحال اختلف بشكل جذري حينما تطلبَ اتخاذ اقصى إجراءات السلامة والصحة وأهمها عامل التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي , والذي يتقاطع بشكل كامل مع طبيعة النشاط المسرحي الذي يتطلب حضور الجميع (فاعلين وجمهور) في مكان وآن واحد وهذا شَكلَّ عبئاً إضافياً على المسرحيين وحرمهم من فُرصة التلاقي والتواجد والتفرج , ولإننا نعيش عصر الوسائطية التي تُعد جُزءاً هاماً من تمظهرات عصرنا الحالي حينما غدت ثقافة قائمة بحد ذاتها إنطلاقاً من ثقافة العصر الحالية التي أصبحتْ ثقافة بصرية عامة لا غنِى عنها بوصفها (أي الوسائطية) من أبرز تبديات العصر ولأن المسرح هوَ انعكاس طبيعي لظروف عصرهِ الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية فقد لجاً جميع المسرحيين في عموم العالم ومنهم المسرحيون في بُلدان العالم العربي الى توظيف الوسائطية في “زمن الكورونا” بُغية تقديم نشاطاتهم المسرحية المُتعددة بُغية تجاوز هذهِ المحنة عبرَ استثمار وسائط التواصل الاجتماعي وتطبيقات البث المباشر المتعددة بُغية تقديم عديد المهرجانات المسرحية التي أخذت صفة On Line والورش المسرحية والندوات المسرحية الوسائطية خصوصاً في الأسابيع الأولى التي شهدتْ تفشي الجائحة بشكل واسع تطلبَ فيها البقاء في المنازل وتوقف جميع أنواع الحركة والسفر براً وبحراً وجواً .

أن المسرحيون قد وجدوا في الوسائطية التي أنقذتهم في “زمن الكورونا” في مرحلتها الأولى , بديلاً في فترة الحجر المنزلي والاغلاق العام لتقديم مُمارساتهم المسرحية المُتعددة ولإدامة التواصل فيما بينهم معرفياُ وإنسانياً إلا إن تنفيذ فكرة مهرجانات المسرح On Line جاءَ مُشوهاً فليسَ كُل المسرحيون لديهم ذات البرامج كبرنامجZoom  وبرنامج GoToMeeting … وغيرها التي يحتاجها بث العروض في آنٍ واحد , لأن فكرة الـ On Lineتتطلب تواجد الجميع في وقت واحد وضمن برنامج بث واحد يتطلب حضور عنصر التفاعل interactive بين الجميع وسائطياً فيما تجاهلت هذهِ المهرجانات أهمية البث المُباشر للعرض المسرحي وليس كما حصل فيها من أعادة لبث عروض سابقة عبرَ وسيط الـ youtube  , إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن الممارسة المسرحية تحتاج الى الحضور المادي والتواصل الكيميائي بين المُتلقي والمؤدي ولا يُمكن لأي وسيط Medium كي يتحقق عامل الوساطةMedition  بين المتلقي والمؤدي أن يُحقق فعل التأثير والتأثر الذي عُرفتْ بهِ تلكَ المُمارسة لكن هذا لا يمنع من الإشارة الى تجربة ناجحة ضمن المُقدمات أعلاه تجسدت بـ(مبادرة شارع الحجر) وسائطياً لفناني الشارع في المملكة المغربية والتي دَعتْ اليها وأشرفتْ على تقديمها فيدارلية المغرب لفنون الشارع مع إقرانها بتقديم معونات ودعم مالي للفنانين الذين قدموا عروضهم عبر البث المُباشر لتحفيزهم واعانتهم خلال فترة الحجر الصحي فعمل هؤلاء الفنانين كان يتوقف سابقاً على وجود التجمعات البشرية في الساحات والأسواق الشعبية , لذا ومما تقد يُمكن القول أن الندوات والمحاضرات المسرحية واعادة تقديم العروض المسرحية المُسجلة هي الأقرب لتحقق الفائدة المعرفية المرجوة من استخدام وتوظيف الوسائطية في زمن الكورونا في مرحلتها الأولية .

في زمن الكورونا الحالي وبُغية التعامل مع مُخرجاتهِ ووفقاً لتقديرات وتوصيات المنظمات والمؤسسات الصحية الدولية والمحلية في بُلداننا التي توصي بتجنب الأماكن والفضاءات المُغلقة لأن الجائحة وعلى ما يبدو ستعيش معنا الى زمن ليس بالقصير مما يتطلب التعامل معها كواقع معاشي وهذا ما يفرض على جميع المسرحيين إعادة النظر بشكل كامل في آليات تقديم نشاطاتهم المسرحية وتقف في مُقدمتها العروض والمهرجانات المسرحية بُغية تحقيق عامل السلامة الصحية والوقاية المُسبقة , لذا وبُغية إعادة الحياة الى مسرحنا بشكل تدريجي ولان هدف المُمارسة المسرحية في أساسها هوَ الإنسان فإن الحل يكمن في مسرح الشارع عبرَ تقديم العروض المسرحية في الفضاءات المفتوحة وتقديم عروض مسرح الشارع في المرحلة الحالية من زمن الكورونا وفقاً لمُعطيات الواقع زمن الحالي التي تفرضها الحاجة المُلحة لمُراجعة جميع آليات التعامل والتواصل بين الآفراد تحقيقاً لإجراءات السلامة العامة لكن كيف سيكون شكل وآليات تقديم عروض مسرح الشارع في زمن الكورونا ؟ وما هي تحديات هذا التقديم وآفاق ذلك ؟ هذهِ هي الأسئلة التي ينبغي على المسرحيين توجيهها لنفسهم قبل النزوع نحو تقديم عروضهم في الشوارع والأسواق والساحات والحدائق العامة وباقي الفضاءات العمومية الأُخرى , اذ يجب على المسرحيين أن يضعوا اشتراطات جديدة لتقديم عروضهم المسرحية في الفضاءات المفتوحة وعروض مسرح الشارع بحيث لا تتعارض مع مبدأ “التباعد الاجتماعي” التي أقرتهُ جميع الدول تعاطياً مع أجراءات السلامة في زمن الكورونا الحالي وما بعده , على الرغم من أن مسرح الشارع سيواجه بالتأكيد تحديات التجمعات المحظورة في زمن الكورونا ويُمكن تفادي هذهِ المحظورات عبرَ تقديم عروض لمؤدي واحد أو اثنين فقط تضع بنظر الاعتبار تحقيق مبدأ التباعد الاجتماعي , وتكون هذهِ العروض سريعة وخاطفة ومُكثفة لناحية الشكل والمضمون والفكرة . كما يجب الآخذ بنظر الاعتبار التغييرات المُحتملة لفضاءات تقديم مسرح الشارع , ما بعد الكورونا , فضلاً عن تأكيد دور مسرح الشارع توعوياً في الزمن الحالي لناحية عبر ابراز مخاطر الاصابة بالمرض وشرح طرق الوقاية منهُ فرجوياً , وهذهِ أهم فوائد مسرح الشارع المعروفة