أخبار فنية

الياس الحاج‏  أيام  القدير زياد مولوي  عبده

الياس الحاج‏ أيام القدير زياد مولوي عبده

519 مشاهدة

الياس الحاج‏  أيام  القدير زياد مولوي  عبده

#البورتري بريشة المبدع Issam Ismandar

 

#يظهر الجمال الخاطف كل لحظة في صورة ، فيَحْمِلُ القلبَ ويختفي، في كل نفسٍ ، يظهر ذلك الصديق في ثوب جديد، فشيخاً تراه تارة وشاباً تارة أخرى ،انظر إليه وقد خرج من طينة الفخار، وانتشر في الوجود، وفي نهاية المطاف ظهر بصورة ذلك الجميل فتان القلوب ..

تلك بعض ما يمكن أن يقال عن طريقة العائلة التي يعود إليها نسب الفنان #القدير _الراحل _زياد _مولوي أبن شيوخ الطريقة المولوية .. والمولود في دمشق عام 1944 .. والذي عرف بشخصية "عبده" في أعمال الثنائي دريد ونهاد فاستحق تلك الشهرة كأحد نجوم بدايات الدراما السورية .. وهو ( أبو جمال الحبيب ) كما عرفناه بيننا ، والذي كنت ألتقيه غالباً نهاراً في الإذاعة ممثلاً ومخرجاً للأعمال الدرامية والمنوعات ، وكان من نصيبي أن شاركت في أعمال من إخراجه ( حزورة رمضان في عدة سنوات ، والبرنامج الأسبوعي الدرامي حمكم العدالة .. وأعمال منوعة وسهرات درامية كنت مؤلف لبعضها ، كما عمل ممثلاً أو مخرجاً لنصوص سهرات وثنائيات ومسلسلات من تأليفي منها ( أوراق النواطير ، الشرك ، عشرة عمر ، المهاجر ، حكايا زقزوق للأطفال ، إضافة للوحات كوميدية قصيرة .. ) .. كما كنت ألتقيه دائماً في النقابة بصفته مهتماً بالشأن النقابي ، وشغل لفترة منصب رئيس فرع دمشق لنقابة الفنانين الذي مقره تحت النقابة المركزية ، والجميع يطمع بكرم محبته فيمر ليرمي تحية المساء أو ليزوره فيكون خير مضياف ومحب وفنان قدير جاد في لحظات تتطلب ذلك ، وطريف ودود صاحب ضحكة محببة في لحظات كثيرة تجعله في حالة مرح مع كل من أحب طريقته العفوية .. وكم كنت محظوظاً في لقاءات كثيرة شجعني من خلالها على الاستمرار بفرقتي الخاصة بمسرح الطفل والعائلة ، ودعاني أكثر من مرة لكتابة نص للأطفال يقوم من خلاله بجولة على كافة المحافظات السورية لإيمانه في رسالة المسرح وحاجتنا لتأسيس جيل يعشق المسرح ، وكم حدثني عن تمسكه بالتقاليد والمبادئ وتأسيس عائلته على المحبة والطموخ والخير ، وعن علاقاته الواسعة من مختلف المجالات ومن مختلف الدول العربية ، وعن عالمه الخاص مع المسرح الذي أحب .. وعن مغامرته والتحدي في إثبات استمرار أعماله وخاصة دخوله الإنتاج ، وكم كان يشعر بالنشوة في أحاديثه عن أسفاره ومشاركاته الأخيرة في مهرجانات عدة ، كان آخرها مهرجان القاهرة الدولي للإذاعة والتلفزيون ، لكن المرض العضال داهمه فعاش مرارت الألم بصمت ثم غاب عنا جسداً في 29 / 9 / 1997 مخلفاً لذاكرة الفن السوري أرشيفاً غنياً بالأعمال التي لن تمحوها الذاكرة والتي أنجزت عنها قبل وقت ليس ببعيد فيلماً ضمن سلسلة ظرفاء الدراما لصالح قناة سورية دراما .. ومع الأيام تشرفت بمعرفة الفنانين الحبيبين الموهوبين خالد وعمر زياد مولوي ، وقد أنعم ربنا سبحانه وتعالى على خالد بمولود أسماه زياد ، استمراراً لاسم جده النجم الكبير الراحل .

عاش القدير زياد ( #أبو جمال الحبيب ) طفولة مدللة ، وتلقى دراسته في مدارس دمشق التي عرفت عنه بدايات موهبته الفنية .. ومع حصوله على الثانوية العامة التحق بالعمل الوظيفي في وزارة المواصلات ، فكان مقرباً من زملاء العمل لخفة ظله وظرافته .. لكنه لم يستملر في المواصلات طويلاً مقدماً استقالته لتعلقه أكثر بأحلام الفن والشهرة .

بدأ حياته الفنية مع فرق الهواة المسرحية مجسداً شخصيات عدة على خشبات المسارج والتي شهد من خلالها الجمهور تميزه في الأداء والحركة العفوية الظريفة ، إلى أن جاءت الفرصة ودخل العمل الفني المحترف بالتحاقه بفرقة المسرح العسكري ، وبلقائه مع الفنان الكبير محمود جبر شكل معه ثنائياً مرحاً من خلال شخصيتي ( طريف وظريف ) .

كان حلم الفنان زياد مولوي بسيطاً ، ولم يكن يفكر كثيراً بالابتعاد عن المسرح وأعماله الجماهيرية الأقل بكثير من جمهور التلفزيون حتى في بداياته .. لكن الفرصة الأولى جاءت فكيف يتخلى عنها وقد دعي للمشاركة الأولى وبدور صغير له في سهرة من إخراج الفنان الكبير دريد لحام ، والذي رغب أن يستمر فيما بعد مع فريق العمل الكوميدي آنذاك .. والذي ضم معظم ظرفاء الدراما السورية آنذاك ، والذين شكلوا علامات فارقة في مسيرة الكوميديا السورية والعربية ، أمثال الثنائي دريد ونهاد والفنان الكبير عبد اللطيف فتحي ، وفنان الشعب رفيق سبيعي ، وناجي جبر ، وياسين بقوش ، ونجاح حفيظ ، ومحمد العقاد .. وغيرهم ممن عرفهم الجمهور منذ بدايات التلفزيون العربي السوري .

اشتهر اسم الفنان زياد مولوي ، وكان أحد نجوم أعمال الثنائي دريد ونهاد من خلال مشاركته في عدة أعمال منها ( مقالب غوار وحمام الهنا ) .. وفي تلك المرحلة جاءت فرصة العمل في لبنان فشكل مع فنان الشعب رفيق سبيعي ثنائياً من خلال عدة برامج وأعمال درامية أنجزت لصالح التلفزيون اللبناني ، بالتوازي مع تقديمه لعدة سهرات تلفزيونية منها ( مرتي عالم نفسي ، عقد بيع قطعي ، شجرة في ظل رجل ) وغيرها .

أما عن تجربته في السينما والتي حققت له انتشاراً عربياً أوسع فكانت بداياته مع فيلم ( الصعاليك ) الذي حقق له فرص عمل أوسع وأكثر شهرة من خلال أفلام عديدة متوالية منها ( بنات للحب ، بنات آخر زمن ، إمرأة من نار ، ذكرى ليلة حب ، خيمة كراكوز ، حياتي عذاب ، العالم سنة ألفين ، خياط للسيدات ، الدنيا نغم .. وغيرها من الأفلام التي كان يترقبها الجمهور بشغف ويحضرها أكثر من مرة ..

ولأنه كان مولع بالفن ومغامر في بعض مراحله كان لا بد أن يدخل مجال الإنتاج السينمائي فأنتج عدة أفلام منه حب وكاراتية ، وغرام المهرج ، وحبيبي مجنون جداً ، كما كان أحد نجوم مسرح الشوك الذي أسس له الفنان الكبير عمر حجو وضم إليه معظم ظرفاء الدراما مشاركاً في لوحات قصيرة عديدة أضحكت الجمهور كثيراً ، وأصبح بعض ما صور منها أرشيفاً خاصاً بالتلفزيون ، يعاد عرضه في كل سنة أكثر من مرة ..

ورغم الشهرة الواسعة لم يبتعد عن المسرح خلال مسيرته الفنية الطويلة ، فأسس فرقة خاصة به مقدماً مسرحيت عدة ، منها ( ضيف الحكومة ، عريس الزين يتهنى ، أذكى غبي في العالم ، دكتور لحقني ، دبرولنا حل ، قتل على الطريقة الأمريكية .... ) وغيرها .. كما أسس فرقة خاصة بمسرح الطفل حيث قدم من خلالها عدة مسرحيات ، منها ( الشاطر زياد ، حكايا عمو زياد ، زياد النبهان ..) وغيرها من الأعمال .

عرف بنشاطه الفني المتنوع ، فلم يكن ممثلاً في المسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما فحسب ، بل كان مخرجاً مبدعاً في الإذاعة السورية ، والتي أنجز لها مئات الحلقات من البرامج الدرامية الهامة ، منها ( حكم العدالة ، وحزورة رمضان السنوية .. ) وغيرها من الأعمال الكثيرة .. كما كان له حضور متميز بين أهل الفن ، مما أهله لأن يرشح نفسه لإنتخابات فرع دمشق لنقابة الفنانين الذي ينتسب إليه ، ففاز بأصوات تؤهله لأن يتسلم منصب رئيس فرع النقابة .

#القدير _الحبيب _زياد _مولوي ( عبده ) تحية وفاء

إلى روح من بدأ موظفاً بسيطاً ثم حلق في عالم النجومية فكان أحد ظرفاء الحياة والدراما السورية .. إلى من عشق تنوع التجارب الفنية بين مسرح الكبار ومسرح الصغار ، بين الإذاعة والتلفزيون ، بين الإخراج والتمثيل والإنتاج فكان له حضوراً مميزاً في مسيرة حافلة بالعطاء .. إلى من أدخل الفرح لكل من عرفه في مشوار الفن والحياة .. إلى الفنان والإنسان القدير زياد مولوي ( أبو جمال الحبيب ) تحية وفاء لروحك .