مهرجان دمشق المسرحي الدولي الخامس عشر 2010

باسم قهار ... وأُناس الليل

باسم قهار ... وأُناس الليل

3243 مشاهدة

باسم قهار ... وأُناس الليل

ضمن التحضير للمشاركة بمهرجان دمشق المسرحي الدولي الخامس عشر، وفي مساء يوم الجمعة 26/11/2010  أجاز لنا المعد والمخرج "باسم عبد القهار" حضور بروفة لمسرحية "أناس الليل" عن رواية "الطاهر بن جلون – ليلة القدر" والتي ستعرض صمن فعاليات المهرجان يوم الأحد28/11/2010 الساعة السادسة مساء على مسرح القباني. وبعد البروفة حدثنا المخرج عن العمل قائلا: "هي صورة الانعتاق من السلطة الديكتاتورية والأبوة والعرف والعادات والتقاليد والموروث الديني والشعبي والذكورة.. أي محاولة لبث نوع من التسامح الإنساني بغض النظر عن الجنس واللون والعرق والهوية...".

وعن هوية العرض وهل ينتمي لمكان أو زمن محدد.. أجاب قائلا: "العرض لا يحمل أية هوية سورية أو عراقية أو مغاربية ... هو عرض إنساني مفتوح لكن في منطقة عربية اسلامية...".

وعن الرؤية الإخراجية قال: "تعاملت مع نص سردي قمت بإعداده للمسرح... حافظت على الرؤية السردية الروائية ولكن استعضت عنها بالتقطيع السينمائي وبث نوع من الحركة والعمل البصري لتهشيم البنية السردية في النص...".

والتقينا الفنانة المسرحية "رائفة أحمد" خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1990 وحدثتنا عن مشاركتها قائلة: "أنا سعيدة لمشاركتي في مهرجان دمشق المسرحي .. وبالتالي سعيدة أكثر بمشاركتي بهذا العمل المسرحي مع الأستاذ "باسم عبد القهار" في نص "أُناس الليل" أجسد شخصية "الجلاسة" في حمام النساء .. والأخت الكبرى لأخيها الأعمى وحبها العنيف وغير السوي له ...إلى أن تجتمع مع أحد النسوة في الحمام وتستقدمها لتساعدها في البيت بتلبية طلبات أخيها الضرير..تنشأ علاقة بين الأخ والمرأة وترى الأخت من يقاسمها حب أخيها فتعمل على الانتقام من المرأة والعالم من خلال المونولوجات والفلاشات الخلفية.... العمل إنساني يعتمد على الداخل الإنساني بما يحمل من هموم ومعاناة تعتمل بالداخل من جراء المحيط الخارجي ... استمتعت بهذا العمل الذي يمس كما قلت الداخل وهذا ليس بالسهل وخارج عن المألوف والتقليدي بعمل الممثل.. وهنا أفرز قدراتي في الصوت والتعبير والإحساس الداخلي...".

كما التقينا الممثل "حسام سكاف" خريج معهد "أورنينا" بإدارة السيدة "نائلة الأطرش" لمدة عامين، بعد اجتيازه للعديد من الدورات وكانت إحداها في "موسكو". حدثنا عن مشاركته قائلا: "أجسد دور الأخ الأعمى الذي أطلقت عليه أخته تسمية القنصل... لكن هو مدرس لمادة التاريخ والديانة في المدارس ... وهو بالشكل الظاهر أعمى... لكنه حاضر البصيرة وليس ضريرا تقليديا ... وقد اشتغلت على هذا الدور محاولا تجسيد هذا النوع من فاقد البصر المتنور... وأردت أن أقول أن العمى عمى الرؤية والقلب كما يُقال .. وقد حاولت تقديم كل إمكاناتي .. طبعا ساعدني المخرج بشكل كبير .. وقد لمست من ردات فعل الحضور بالصالة أنني قد حققت ذلك..".

والختام كان مع الفنانة المسرحية "فيحاء أبو حامد" التي كان لها الفضل بحضورنا هذه البروفة بعد إذن المخرج بالتأكيد، وفيحاء كممثلة لها تجارب عديدة مع عدد لابأس به من المخرجين المسرحيين المهمين وحققت جوائز عدة كممثلة واليوم عن مشاركتها في هذا العمل حدثتنا قائلة: "هذه تجربة خاصة بالنسبة ليّ وهي تشكل نقلة نوعية في عملي كممثلة، خصوصا وأنا أعمل مع مخرج مهم له باع طويل بالعمل المسرحي والدراما بشكل عام .. واستطاع بخبرته أن يضع فريق العمل ضمن فضاء الرؤية الإخراجية في المسرح والسينما وبما يتناسب مع النص المعد مسرحيا...ولا أخفيك أن العمل يحتاج إلى جهد ملموس وكبير من فريق العمل .. وبشكل خاص الممثل، فكوني أجسد شخصية رئيسة في العمل وهي أحد المحاور التي وقع عليها فعل الآخر محولا إياها من الأنوثة للذكورة/ كمسخ مشوه، ليرضي إرادته الجاهلة والمتخلفة والقائمة على وهم الرجولة والفحولة؟؟ وقد تطلب مني هذا الدور تجسيد الإحساس الأنثوي والذكوري من حيث المضمون/الإحساس والشكل/الحركة في نسق الحدث والحوار... وهذه نقلة مهمة ضمن إطار تجاربي الكثيرة كممثلة وأطمح للأفضل..".

ويمكنني القول كمتلقي أن البروفة استطاعت أن تضعني بفضاء العمل نصا ومشهدية بصرية قدمت حلولا إخراجية أوصلت ليّ مقولة العمل وأعجبتني الموسيقا وتصميم الإضاءة المرتكزة على محاور النص في استخدام "الظل والنور"....

كنعان البني – دمشق  

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية