أخبار فنية

بعيد رحيل محمد شيخ الزور1944- 2011

بعيد رحيل محمد شيخ الزور1944- 2011

1852 مشاهدة

بقلم: الدكتور راتب سكر


  • غادر دنيانا الفانية فنان مسرحي من طراز خاص، ومثقف وإنسان موسوعي الروح والحضور، هو محمد شيخ الزور ، في يوم الثلاثاء الواقع في العشرين من شهر كانون الأول من عام 2011.
    انتهى كل شيء بسرعة، كما يحدث في استقبال حالات الموت عادة، ألمت بقلبه أزمة حادة، فأسرع ولده وعدد من محبيه في مسرح الشارقة الذي يعمل فيه منذ سنوات، بنقله إلى المشفى، غير أن القلب المتعب، استسلم في فضاء الأسرة البيضاء لحنين الراحة الأبدية، فنظر محمد بعينيه المعروفتين بقدرتهما على بث أشعة الحب والود والتراحم، إلى لهفة الولد والأصدقاء، مصغيا إلى أدعيتهم، ورحل.
    تابع ولده ما تقتضيه الحال، ووقف يستقبل المعزين الكثيرين في صالة مسرح الشارقة، بعد أن اتصل بإخوته في ربوع العاصي، يعلمهم بكل ما حدث ... المسرحي الذي ترافق اسمه مع عدد كبير من الأعمال المسرحية المهمة، مخرجا وممثلا وإداريا، يرحل في السابعة والستين، ساحبا بساطا قشيبا من أمجاد النجاح الفني والوجداني، على الرغم من عنت الدهر معاندا خطاه، وقسوة الأيام مثقلة أحمال منكبيه... هتف لي واحد من أولاد رفيقه في الفرقة المسرحية، صديقنا المشترك عبد الكريم الصالح الذي سبقه برحيله قبل أعوام، وأخبرني بلهجة شاب يعرف قسوة الخبر الذي ينقله، متوقعا أثره في نفسي، ومن الراجح أن ذلك ضاعف من حجم هذا الأثر في نفسي التي خبرت معاني الخذلان والفقد بالموت وغيره من قبل خبرة واسعة، وصار عليها أن تبدو هادئة رزينة، في استقبالها الأخبار المتعلقة بدوائر الفقد والخذلان والألم...
    كان ذلك المساء من مساءات كانون باردا وكئيبا، والشوارع شبه خالية إلا من عويل ريح مبهمة المعاني، اصطحبت صديقا يهمه أمري وأمر المناسبة، واجتزنا ساحة العاصي إلى الصالة المحددة لتقبل التعازي، وها أنذا أحاط بمجموعة من الشباب، معظمهم من أولاد فنانين أصدقاء تابعت أعمالهم المسرحية بشوق موصول طوال نحو خمسة وثلاثين عاما، محمد شيخ الزور وعبد الكريم الصالح ومختار كعيد، وقد رحلوا تباعا... كنت أقف مع أولادهم، )صاروا كبارا حقا)، مشاركا في استقبال معزين، ما يلبث معظمهم أن ينضم إلى صف المشاركة في الاستقبال، ففي مقام وداع محمد شيخ الزور يدرك الجميع مواقعهم الحميمة من الحدث..
    في غمرة الوقوف والجلوس، استمر شريط الصور يتدفق إلى ساحات النفس، فتبتسم الشفتان تارة، وتغالب العينان دموعهما تارة أخرى، وسط صالة تحتضن صفوف الألفة، متناسية برودة الشوارع الخالية، وعويل ريحها الكئيب.
    كان محمد في الثانية عشرة من عمره، في عام 1956، عندما شارك ممثلاً في مسرحية قدمها الاتحاد الكشفي، لتبدأ رحلته مع الفن المسرحي، الذي جمعه بأساتذة وزملاء وطلاب يصعب حصر عددهم، ومن أساتذة نشأته ظل اسما المسرحيين المهمين فؤاد سليم (الحمصي المقيم في حماة)، و عبد المجيد مغمومة، يحتلان مكانة أثيرة لدى قلبه في أحاديث العمر.
    كان إخراجه مسرحية "حفلة سمر من أجل /5/ حزيران" من تأليف «سعد الله ونوس» في عام /1971/، محطة مهمة في مسيرة علاقته بالمسرح، وقد قام فيها واحد من زملائي في مرحلة الدراسة الثانوية بدور ثانوي، اسمه "مرهف عصاية " غدا من أقرب الأصدقاء إلى روحي، وزاده منها قربا رحيله المبكر في عام 1995. كانت شخصية "مرهف" قادرة على تحويل دوره المسرحي الثانوي ذاك، إلى حدث مهم في حياته وحيوات أقرانه، ظل يمنح عرض تلك المسرحية ومخرجها قيمة تاريخية ووجدانية عالية في مخيلتي، تلك المسرحية التي حاز بها "شيخ الزور" جائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجان الهواة الأول لوزارة الثقافة في دمشق.
    في نهار شتائي من عام 1976، تحلق عدد من الشباب – كنت واحدا منهم- حول الفنان "محمد شيخ الزور"، يصغون باهتمام إلى قراءته الممتعة لنص مسرحية "المهرج" التي كتبها الأديب الكبير "محمد الماغوط" (1934- 2006). جمعتنا غرفة صغيرة في بناء قديم، يقع في منتصف شارع /جمال عبد الناصر/، وهو الشارع المنحدر من كلية الطب البيطري إلى مركز المدينة.
    سرعان ما وجدتني بحماستي الأدبية والاجتماعية اللافتة، مندمجا بحياة الفرقة المسرحية، فسافرت مع أعضائها..الذين راحت صداقتي معهم تتعزز يوما بعد يوم، ولاسيما ( يوسف نعمة، وحسن شيخ الزور، وكاميليا بطرس، ونرجس حزوري، وماجد أبيض، وياسر الأسعد، والراحلين محمود الحمود، وعبد الكريم الصالح، ومختار كعيد، وغيرهم)، إلى مدينة "حمص" في باص عتيق، اتسعت رحابته لجميع المسافرين وما حملوه من أمتعة الديكور المناسب لعرض "المهرج" في مسرح جميل يقع خلف المتحف الوطني .. في جلسات الحوار التي انتقلت بالضيوف ومضيفيهم إلى متنزه "ديك الجن" على الضفة اليمنى للعاصي، تفتحت بذور صداقاتي الحمصية الجديدة التي ستؤثر في مسار مستقبلي اللاحق .. شكل الحوار حول تدخل المخرج شيخ الزور معدا لنص الماغوط، محورا مهما للكلام، فهذا التدخل وصل ذروة صراحته، برفع عدد من الممثلين في نهاية العرض، يافطة قماشية كبيرة كتب عليها: "وصل صقر قريش يا ماغوط".
    استمر ذلك الحوار يوقظ أسئلته الجوهرية إيقاظا متنوع الدلالات في الحوار مع أولئك المهتمين بالعلاقة بين النصوص الأدبية وإخراجها فنيا، ومنهم "هيثم يحيى الخواجة"، و "محمد بري العواني"، و "فرحان بلبل"، و "سمر روحي الفيصل"، الذين منحوا تلك الأسئلة في مؤلفاتهم مساحة لائقة، ماتزال تجدد أثوابها القشيبة في محطات صداقاتنا تجديدا لائقا، يحتفي بتجربة " المسرحية، احتفاء يوحي لكل منا بأنها مكون ثقافي ذو أثر وجداني من مكونات علاقاتنا الشخصية.
    راحت جلسات القراءة تتكرر، معمقة مسار علاقتنا بالفن المسرحي، لتتوج في كل مرحلة بعرض مسرحي يصبح جزءا من مكونات أيامنا وأعمارنا، وقد جاء عرض الفرقة مسرحية "الصراط" في أواخر السبعينيات انعطافة مهمة في ذلك المسار، فقد حضر العرض مؤلف النص الكاتب المعروف "وليد إخلاصي"، الذي جاء من "حلب" لهذه الغاية، وأثرى برؤاه الثقافية العميقة ما يرافق العروض عادة من حوارات. كان نصه معنيا بوظيفة الفنان في الحياة، ومعبرا عن تشبثه بجمرة المثل والقيم، وسط العواصف النفسية والاجتماعية العاتية، وسرعان ما سرى إشعاع شخصية "عبد ربه" المسرحية في نفوس المشاركين في العرض والمقربين منهم مسرى العهود والمواثيق، مما قوى إيمان كل منهم برسالة الفن في الحياة، وعزز ألق علاقات الزمالة والصداقة في قلوبهم.
    في أثناء التدريبات على عرض مسرحية "الصراط" خرج الفنان "محمد شيخ الزور"، الذي قام بدور الشخصية الرئيسة عن خطوط الحوار المكتوب، مرتجلا عبارات جديدة راقت لصديقه الخصيص "يوسف نعمة" الذي أخرج المسرحية، وشارك في تمثيلها، فتجاوب معه، ليشكلا موقفا يضاف إلى النص، فاتحين أبواب المناقشات اللاحقة للمزيد من الحوار حول العلاقة بين النصوص المسرحية وتقنيات إعدادها وإخراجها، ذلك الحوار الذي أخذ من قبل مع عرض "المهرج" تشعبات لن تخفت أصواتها السنوات المتلاحقة بتجاربها الجديدة .. كان حضور كاتب النص "وليد إخلاصي"، يثير غير قليل من القلق في النفوس، من خشية ألا ترضيه التغيرات الطارئة على نصه بالإعداد والإخراج، غير أن كلماته التي ظلّتْ ترنّ في حوارات سامعيه على مدارج السنوات بأمثولات عميقة الدلالات، وهو يقول بصوته الحلبي الدافئ: "لو أنني اطلعت على هذا الإعداد قبل طباعة النص ونشره لأخذت ذلك بعين الاعتبار"، هو الذي ربطته "بمحمد شيخ الزور" ورفاقه مودة المعرفة والصداقة منذ سنوات، وجاء في تلك الأيام يجر خلف منكبيه سنوات طويلة من المجد الأدبي الباذخ، بعد مؤلفاته المسرحية والقصصية والروائية المتلاحقة منذ عام 1963، وقد بوأته مكانة خاصة في المشهد الثقافي السوري والعربي، ومن الراجح أن ما تشع به روحه وشخصيته من ألق إنساني مميز، أثّر في خصوصية تلك المكانة ..
    عني "محمد شيخ الزور" و "يوسف نعمة" الذي أخرج مسرحية "الصراط"، بتجربة المسرح داخل المسرح في إخراجها وعرضها عناية خاصة، ووظفاها توظيفا فنيا متألقا، هما اللذان خبرا في أعمالهما السابقة، ولا سيما "المهرج"، قدرة هذه التجربة على منح العروض المسرحية طاقات تعبيرية ذات دلالات إيحائية واسعة وعميقة.
    جاء تقديم الفرقة مسرحية "عريس لبنت السلطان" للكاتب المصري اللامع "، حدثا مهما في تاريخها، إذ استفاد "محمد شيخ الزور" في إخراجها من ثراء قصص الحب النامية على بساط موضوعها التاريخي المرتبط بغزو المغول، والترجح بين مقاومتهم ومداهنتهم، ومن بنائها الفني المنكشف على "سبل الحداثة في العرض المسرحي، عبر اللجوء إلى لعبة الدمج بين الصالة والمنصة" ، تلك السبل التي برزت في أعمال الكاتب الإيطالي "لويجي بيرانديللو" Pirandello، (1867- 1936)، وشاعت في المسرح العربي المعاصر. ولعله من المناسب في هذا المقام ذكر اللمسات الفنية "لنرجس حزوري" في تصميم الملابس التاريخية بما يضفي على مشاهد العرض بعدا لونيا تشكيليا ذا دلالات تعبيرية مهمة متناغمة مع مكونات العرض الأخرى، وهذا الجانب من عطاء الفنانة "نرجس حزوري" يتكامل مع عطائها التمثيلي الذي بلغ شأوا مميزا في أدائها دور أم ملك غرناطة المهزوم، آخر ملوك العرب في الأندلس، أبي عبدالله الصغير (ت940هج\ 1533م) ..

في مسرحية "كشف الضو عن معنى لو"، التي أخرجها شيخ الزور في عام 2007
ارتبطت تجربة "محمد شيخ الزور" الفنية باختيار نصوص مسرحية لكبار الكتاب العرب، حافظ إعدادها وإخراجها على لغتها العربية الفصيحة، مما وفّر لمتابعي تلك التجربة فرصة الإطلاع على باقة مميزة من النصوص المسرحية في الأدب العربي المعاصر. لم تخل هذه التجربة من اعتمادها في مرات محدودة على نصوص محلية، من الراجح أن أهمها مسرحية "مدرسة العدالة" من تأليف الفنان "يوسف نعمة" وإخراجه، وقد عني موضوعها بالواقع المعيش للمعلمين، عناية قاسية في سخريتها السوداء، مما أرخى ظلالا مرّة على مناقشة عروضها التي نفذت في أواخر السبعينيات، بتعاون شخصي مع محمود كسرى حداد الذي كان نقيب المعلمين تربطه مودة وصداقة بنعمة وشيخ الزور، ويتميز بعلاقاته الحميمة مع أوساط الأدباء والمثقفين.
على مدارج السنوات الطويلة، راحت أسماء من جيل جديد مثل "ماهر صليبي"، و "كمال الديري"، و "غياث السحار"، و "طلال الصالح"، و "غالب الحارس" وغيرهم، ترفد بطاقاتها الفنية الفرقة المسرحية، التي تعاونت في مراحل مختلفة مع الفرق المسرحية الأخرى في أعمال ناجحة، من أبرزها التعاون مع الفنان الراحل "سمير الحكيم"، الذي أسهم طوال سنوات في انطلاقة "مهرجان حماة المسرحي" وتكريسه ظاهرة ثقافية سورية وعربية.
عندما كان "محمد شيخ الزور" في بدايات طريق المسرح، حمل بعض الأثاث من منزل العائلة، ليكمل ديكور مسرحية يشارك فيها، فأنبه أهله على ذلك، وقد شعرت في سنوات مرافقتي له أنه استمر يكرر فعلته تلك بصور مختلفة، من دون أن يؤنبه أحد.
في عام /1992/ غادر "شيخ الزور" مدينة حماة إلى "الإمارات العربية المتحدة"، ليعمل فنيا في مسرح "الشارقة الوطني"، الذي احتضنه حتى رحيله، نحو عشرين عاما لم تنقطع فيها صلاته بربوع العاصي، اجتماعيا وفنيا، وفي الإمارات قدم أعمالا مسرحية وفنية متنوعة، فسجل لتلفاز دبي في عام 1997 اثنتين وخمسين حلقة من برنامج الباقة للأطفال، متضمنا تمثيليات مؤسسة على عبر ومثل ومضامين تربوية كالشجاعة والمروءة والمحبة وغيرها، ولوحات فنية تعبيرية بأداء الأطفال تؤكد هذه المضامين وتظهرها، وقد أعدت تلك اللوحات بحركات فنية معبرة "غادة عطالله" التي تعاونت مع "محمد شيخ الزور" طوال سنوات سابقة في تصميم وتدريب الحركات التعبيرية لعدد من مسرحيات الأطفال الغنائية (الأوبريت)، من أهمها "أحلام البستان"، و"القنديل المسحور" من تأليف الشاعر "عبد الرحمن نعيمي".
تحتاج مرحلة نشاطه الفني في الإمارات إلى وقفة مطولة خاصة، عززت اسمه فنانا ذا رسالة نابضة بالقيم والمثل، كما يحتاج تتبع كل الأعمال المسرحية التي أخرجها أو شارك في تمثيلها منذ بداية علاقته المبكرة بالفن المسرحي في عام 1956 إلى وقفة مماثلة، يبرز في عناوينها إخراجه لمسرحيات: "محاكمة رجل مجهول" لعز الدين دياب، و"الفتى مهران" "لعبد الرحمن الشرقاوي"، و"باب الفتوح" لمحمود دياب، وغيرها من أعمال عززت إيصال نماذج من نصوص الأدب العربي الطليعية والمهمة إلى الناس، بلبوس الفنون القشيب المزدان بألق الروح.
في مجال السينما شارك "شيخ الزور" بأدوار متنوعة في عدد من الأفلام السينمائية، من أبرزها مشاركته ممثلا ومساعد مخرج، في فيلم "الطحالب" الذي أخرجه الفنان "ريمون بطرس"، الذي اكتشف بذكائه الفني المؤسس على أهمية تضافر الجهود الفردية في نجاح العمل السينمائي، أهمية "محمد شيخ الزور" في تعزيز لمسات روح بيئة "حماة" وعاصيها في عمل سينمائي تتأسس رؤيته إلى الوجود والعالم بصلصال تلك البيئة وأنين نواعيرها، ذلك الأنين الذي تداخل مع صوت "شيخ الزور" في أدائه دوره تداخلا عميق الغور في مرجعياته النفسية، التي حملتها كاميرا التصوير في تنقلها بين ضفة النهر ودورة الناعورة المثقلة بالماء والأنين، إلى فضاء فني وإنساني رحب، سيظل محتاجا إلى وقفات حوار متجدد مع الدلالات التعبيرية لأمكنته، وابنيها البارين "ريمون بطرس" و "محمد شيخ الزور".
إنها تجربة فنان وإنسان من طراز خاص جديرة بالتأمل الطويل، اختار البقاء في محافظته بعيدا عن العاصمة، ليشتغل على فن صعب، يحتاج ارتقاء سلمه الطويل إلى تقانات وعلاقات لا توفرها عادة غير المدن الكبرى والعواصم، وظل أمينا لفكرة مسرح جاد مؤسس على منجز الأدب العربي الطليعي وأعلامه، غير آبه لغضب غاضب، أو لخسارة مكاسب مادية عجلى، فهمّه كبير، وهمّته عالية، وبهما أسس مشروعه في الفن والحياة، وبهذا المشروع ربطت حيزا مهما من حياتي الشخصية، كما فعل كثيرون من الذين عايشوه وعملوا معه.
لقد رحل "محمد شيخ الزور" تاركا في نفوسنا الكثير مما تلهج بمباهجه، على الرغم من قسوة الأيام وعنت الدهر، تلك القسوة التي واجهها طويلا بحنان شخصيته الفائق، وابتسامته الرضية، وحبه لأصدقائه والعاملين معه، هو الذي سمّى ولده ذات يوم "مختار" تيمنا باسم رفيق دربه "مختار كعيد"، ونظر بعين الفرح وهو يرى ولديه يصاهران رفيقي دربه "مختار كعيد" و "عبد الكريم الصالح".
أبا عبدو وداعا، شكرا لك كل ما فعلت لإبقائك هذه الجذوة من الصداقة والحب والوفاء، وهذه الجذوة من الأدب والفن والثقافة، دافئة المواعيد في نفوسنا...


التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية