حوار مع مبدع

بيت القصيد المبدع جهاد سعد

بيت القصيد المبدع جهاد سعد

452 مشاهدة

بيت القصيد المبدع جهاد سعد…

الأستاذ الفنان #شادي _فضة

#زاهي وهبي: ما هو سرّ ازدهار بعض الفنون الإبداعيّة أحياناً في الأزمات الكُبرى وفي اللحظات الحَرِجة من حياة البشرِ والمُجتمعات؟

جهاد سعد: مثل معجون الأسنان حين نعصره يخرج منه المعجون

زاهي وهبي: (يضحك) بهذه البساطة

جهاد سعد: القارورة لا يُمكن أن تفوحَ بالعِطر من دون أن نضغط عليها. الناس الآن مضغوطون في سوريا وجميعهم   (تحت الضغط)، وما زال الضغطُ غير مُكتمل وما زال الناس مضغوطين داخِل القارورة، لكن حين تُضغَط القارورة يحدث ألم فظيع في الروح والعقل والأحاسيس فيبدأ الإنسان بإعطاء عطائه الفنّي إذا كان يملِك الوعي الكافي لبرمجة ما يعيشه لأن الإبداع هو نظامٌ عالي المستوى، والبرمجة ضرورية حتّى لا يتحوّل هذا النظام الإبداعي إلى فوضى. أي لا يمكن كما تعرف حضرتك أن يكتُب الشاعر قصيدة إن لم تكن روحه منظّمة في تلك اللحظة على الرغم من أن القصيدة قد تكون نتيجة معاناة كبيرة أو ثقافة كبيرة أو تراكمات. ما يحدث حالياً هو أن الكثير من الناس توقّف إبداعهم تحت ضغط القارورة ولم يخرج عطر إبداعهم. العطر الذي يخرج من القارورة الذي هو جوهر الإبداع الفنّي الـ Pure (النقي) هو الذي يُعطي فنّاً ولو كانت العمليّة مؤلمة جداً للعقل وللروح ولكنك تولد من جديد في  الوقت نفسه. الفنّان يولد من جديد في الأزمات، وأنا أقول دائماً جملة أرجو ألا يفسرها أحد بطريقة مغلوطة ولا تنتمي إلى أيّ انتماء لكنها تعجبني وهي، "ليس العار أن نُنكب وإنما العار أن تحوّلنا النكبات من رجالٍ أقوياء إلى رجالٍ ضعفاء". نحن في نكبة كبيرة لكنها ليست عاراً. لكن كيف نتحوّل، التحولات، الـ Metamorphosis   وذكّرتني بـ "كافكا" حين يتحوّل إلى صرصار. الإنسان لا يتحوّل إلى صرصار أو إلى حشرة، والإنسان المُبدع يتحوّل إلى طيرٍ أخّاذ، إلى قصيدة دائمة ويعطي ويُبدع أكثر وأكثر لكن يتعذّب كثيراً