مهرجانات منوعة من العالم العربي

تهنئة ولكن .. الشاعر معاوية كوجان..

تهنئة ولكن .. الشاعر معاوية كوجان..

1771 مشاهدة
وحل رمضان شهر التوق إلى التماس رضا الخالق الحكيم ،وشهر محاسبة النفس وإعادة حقنها برحيق الإصرار على تطهيرها مما علق بها من سخائم ودنس وشرور وضغائن ،وافانا والآلام تعتصر قلوبنا والكآبات تجتاح نفوسنا والمصائب تعصف بنا من كل حدبٍ وصوب، والبلاء والغلاء يزجان بنا في أتون العذاب ولا يدعان لنا مساحة صغيرةً للاستبشار والأمل .وافانا وغياهب الغيب تجوس سماءنا وقد اكتنزت حقائبها بأسرار الآتي المبهم والغد المجهول اللذين يمطران ما بقي في عقولنا من طاقة ضئيلة ٍ من التفكير والتحليل والاكتناه بالخوف الرازح والتوجس الجامح .وافانا شهرنا الكريم وقد أصابنا الخور والتعب واليأس ونحن نشهد عياناً مصرع بلادنا وتداعي بنيانها وانهيار كل ما فيها من جمال وبهاء وقوة ومنعة وعزة وأمان وسلام ودعة .بأي وجوهٍ نستقبله ونحسن وفادته وكيف نقوم بواجب الترحيب به وهو يحمل لنا فيوض الخير وأنهار البركات وبحار الرحمات وقد طلى الشجن مرايا وجوهنا بالدكون والوجوم والتحسُّر .أتراني أهنِّىء بحلوله الميمون أخوتي المسلمين وجلُّهم مفجوع بفقيد أو منكوب بداهية أو مجروحٌ بصرفٍ من الدهر أليم أو دائخٌ لائبٌ بدوامة الأسى وقد فقد الطاقة وسُلب التصبُّر وثكل الوسيلة والقدرة على الاستمرار في تلبية نداءات الحياة.أكتب كلامي هذا الآن وعيناي تدمعان وقلبي يجزع ونفسي تئنُّ وروحي تنقبض وتصطخب غماً وحزنا.ذهب عنا كل ما كان يُبهجنا .أفل نجم كل ما كان يتحفنا بالمسرَّة والحبور.طُوي بساط الأمان الذي لطالما انسرحنا عليه طائري الفرح منشرحي الوجدان .ولَّتْ أعراس البركة التي كنا ننعم في ظلالها إذ كنا نبتاع ما نشاء ونشتري ما نريد ونحن قادرون على الشراء وأسعار السلع معتدلة قريبة من الرخص وكل شيءٍ نحتاج إليه متوفر دانٍ ليس بعصيٍّ على الحيازة والاقتناء.أحسبني لا أقوى على الإسهاب أكثر من هذا.تقبل الله صيامنا وأعاد وطننا الغالي الحبيب إلى ما كان عليه وليكن شهرنا هذا صحوةً لتجَّارنا اللذين أتَّهمهم بالاشتراك في تأجيج مأساة وطننا العزيز وتوبةً لهم عن الجموح إلى امتلاك مزيدٍ من المليارات التي قد تطير بطرفة عين، فقارون مضى ولم يأخذ خزائنه الحبلى معه.فإلى مزيدٍ من الإحسان أيها المحسنون وإلى توبةٍ لا رجوع بعدها إلى الغفلة والجشع أيها المتعبدون للمال والثروة.الدنيا محطة قطارها يطوف بنا بسرعةٍ لا متناهية إلى الخاتمة الأكيدة ألا وهي الموت.فبئس متعٌ عمر التلذذ بها قصيرٍ قصير.وطوبى لمن سخَّر ماله للخير وعمارة الأرض وفق ما أراد المولى وكل عام وأنتم مسلمون حقاً عابدون لله صدقا.ولتسلمْ بلادنا الحبيبة ولتَشْمَلْها يد الله بالرأمِ والحنان واللطف ولا حول ولا قوة إلا بالله.

معاوية كوجان

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية