أخبار فنية

تواصل عروض مهرجان المسرح العربي في الجزائر

تواصل عروض مهرجان المسرح العربي في الجزائر

1289 مشاهدة

نشر : محمد سامي

شهدت الليلة السابعة من ليالي مهرجان المسرح العربي، المقام حاليا في الجزائر، تقديم العرض المسرحي التونسي «ثورة دون كيشوت» ضمن عروض المسابقة الرسمية، للمخرج الشاب وليد الدغسني وأداء كل من: أماني بلعج، ويحيى فايدي، ومنى تلمودي، وناجي قنواتي ومنير العماري.
تدور أحداث العرض، الذي أنتجته «فرقة كلندستينو للإنتاج المسرحي»، في عالم غرائبي؛ حيث تستيقظ المدينةُ فجأةً على وقع كائنات غامضة تخرج من النفايات وتتمدّد بسرعة، لتبسط سيطرتها على كامل المدينة وتحتل مناطق حيوية فيها.
تواجه الكائنات مقاومة من سكّان المدينة، لكن ذلك لا يكفي للوقوف في وجهها، إذ تُواصل بسط سلطتها على الفضاء العام والخاص، وتخريب كلّ ما يمتّ إلى الحياة والجمال بصلة، مستعينة بشبكة من أصحاب المال والنفوذ، ومؤسّسة بذلك لواقع جديد مرعب، من خلال هذه الحكاية، يبدو العرض بمثابة مساءلة للواقع السياسي والاجتماعي في تونس اليوم، حيثُ تعبّر الكائنات الغامضة والغريبة التي تخرج من مكبّ النفايات عن ظواهر استجدّت في المجتمع كالتطرّف والإرهاب.
إنها الكائنات التي يتحالف معها رجال المال والنفوذ، الذين يبدون مستعدّين للتحالف مع أية جهة تفرض منطقها.. وفي تقديمه للعرض، يوضح الدغسني انه استوحى فكرة مسرحيته من رواية «دون كيشوت»، مضيفاً أنه وظّف هذا الإرث الأدبي العالمي حسب معطيات الحالة التونسية، ليقدّم «طرحاً فكرياً وفلسفياً للواقع السياسي والاجتماعي والنفسي الذي يشهد تحوّلات كثيرةً ومعقّدة». انبنت المسرحية في مختلف مشاهدها على ثنائيات الظلمة والنور، الجنون والعقل، الظلم والعدل، الشعب والنخبة، الإرهاب والأمن، الجهل والمعرفة، السفسطة والصدق، الإعلام والحقيقة، والخير والشر..، وهي ثنائيات اتسمت بالتباين إلى حد التضاد، وأجهضت أحلام الثورات العربية وجعلتها تنحرف عن مسارها وعن تحقيق أهدافها.

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية