تجمع أرابيسك تعرض
" حصار القصيدة " لفرقة نواعير المسرح – سوريا
نوتات متتالية لسمفونية أمل ....
الرّكح جنون الفنّ الرّابع ، لعبة
أنيقة ومرهقة ، متعة ومعاناة ، تضحية دونما حسابات مسبقة ، المسرح الرسالة
الإنسانية السامية تؤتي ثمارها دونما كلل أو ملل ، وبعيدا عن الظروف والضغوط ،
وبمنأى عن كلّ تبعيّة ، هذا ما يتجسّد فعلا في أيّ عمل فنيّ ، وفي ظلّ حمل تلكم
الرسالة كانت فرقة " نواعير المسرح" لتجمّع أرابيسك من سوريا الشقيقة ،
حاضرة ضمن فعاليات المهرجان الدولي للمسرح بمدينة "بجاية" ، بمونودراما
" حصار القصيدة " تأليف: الدّكتور " ماهر الخولي " ، اعداد وإخراج
:" يوسف شموط " ، مع علاقات عامة –
إضاءة:الأستاذ " كنعان البني " ، وأداء الفنانة " يارا بشور"
العرض في شكله المونودراما توزّع بثلاثة
مدن من التراب الجزائري من "باتنة" إلى "عنابة" ، إلى
"جيجل" .. وعلى مستوى الإقامة الجامعية للبنات ، بمبادرة من السيد مدير
دار الثقافة وحرصا منه أن يكون الجمهور مضمونا للتعرّف على مسرح سوريا .. ولتكون
آخر محطة للعرض مدينة "بيجاية"..
" حصار القصيدة " ترنيمة أمل مغموسة في
لجّة الوجع ، لغة تحمل على تشريح صور العرض بفكرته الأساس المرتكزة على سلسلة من
الأهداف والآفاق ، هي رحلة بحث شاقة عن الذات في يمّ الأنا الباطن المثخن فجعا ،
أخذ وعطاء ضمن بناء دراميّ محكم الفواصل ، متعدّد النّقط المتتالية التي ترفض أن
تضع نقطة النهاية لحكاية فتيّة ما تزال في ميلادها المستعصي ومع ذلك تقاوم وتقاوم
اكراما للإنسانية ، للأمل الذي لن تنطفئ فتيلته مادامت فوانيس الرجاء مضاءة ومسرب
الوجود معبّدا بفعل أمان بريئة تستحقّ المعاناة والتضحية في خضمّ تاريخ موثّق هو
ذاكرة كلّ أمّة ، في ظلّ ثوابت وقيم راسخة لن تزول مادام الإيمان بالعقائد والمصير
ثابتا ، مادام دويّ الصّراخ نظيفا من
آثام الصّمت الموجّه ....
المونودراما عرّت وشرّحت واقعا مضلّلا
بفعل الهيمنة والتبعيّة للآخر ، كانت رسالة أمل وحبّ ، كانت تاريخا شاهدا وغدا
يخطو أولى خطواته نحو الأمام ، ملامح ذبلت من التأمّل وأخرى تلوّح للقاء قريب
وواعد ، لقاء الأزمنة واختصار المسافات، لقاء مع الحقيقة وفضح المستور، حصار يقبض
على الأنفس تارة وتارة يحمل على التمرّد حيث لا مساومة في ظلّ الأنفة والمكابرة ،
ليكون الأب مركز تاريخ أمّة ، والجدّة وطن قائم برمّته ، والحبيب يجمع التاريخ
والوطن ليغزل حكاية وطن بأصول الانتماء ....
" يارا بشور " جمعت بين النوتات
المترابطة أداء لعزف سمفونية الوطن الأم ، الوطن الأمل ، الأرض الخصبة لتربة وطن
ما يزال يفتح فاه لإشباع جوعه من الضحايا ، ضحايا القضية وضحايا الوصل ، هي لحن
مغرّد في سماء الفنّ الرابع لابدّ ألاّ تصمت لتسمع صداها للآخر ، لمن رضي بالفتات
وامتهن الخيانة ، لتظلّ راقصة فوق الرّكح وكأنّها ترقص لملائكة ما يزالون أوفياء
في ظلّ النّجاسة والغدر .....
هي " حصار القصيدة" أمل متجدّد
وأمنية تتكرّر ......
بـقـــلـــم عــبـــاســـيـــة
مـــدونــــي – الجـــزائــــــر
ســوريــــا بــالــمهــرجان الدّولي للمــســــرح بــبـــجايــة
الأربعاء تشرين الثاني,2013
1541 مشاهدة
التعليقات