أخبار فنية

صرخة نور في لوحة التشظي

صرخة نور في لوحة التشظي

619 مشاهدة

صرخة نور في لوحة التشظي

#الفنانة _التشكيلية _ريما _الزعبي

بقلم _عباسية _مدوني _سيدي _بلعباس _الجزائر

      الفنانة " ريما الزعبي " وضمن رحلة استكشاف مغرية بين اللون والموضوع،  بين البعد والتوجه الفني، تصاب كمتلقي بالتشظي، التشظي بمعناه الفلسفي والفني العميق، حيث تدخل غياهب ذلكم العالم الفني، لتلامس لهفة العطاء، وتشظي اللحظات التي تكتسيها وتسكنها وهي تبدع بأناملها بإيعاز من روحها الشاهقة فنّا وإحساسا، حيث هناك الفن لا يعترف بقواعد ولا بقوانين، كما الإحساس له حرية التحليق في لحظة تشظّ لا يد لنا فيها بالإمساك بزمام الأمر.

     في التشظي ههنا، نلمس الكثير من الحيوات التي تطلّ علينا من شرفة الوجود، تحيك فلسفة قد لا نفقه بعدها الزمكني لأنها غير ملتزمة بقواعد الزمان والمكان، وهو التشظي كذلك حالة من عنفوان الذات في الإيقاع باللون، وإشراك البياض بين كلمة وكلمة تتمّ هندستها فنيّا بالريشة واللون، في ذلكم التشظي لفيف من الأقنعة المرصوفة وهي تحاول عبثا الاستناد على منفى نهائي نسعى أن نملأه بذاكرة مصابة بالزهايمر، وذكريات تحاول أن تؤثث لمواسم غنّاء في زمن العبث ...

     في ذلكم التشظي وأنت تقحم ذاتك ووجدانك ومنطقك العقلاني لن ننصحك بذلك، إذ ستغيب كمتلقّ رفيع بين دهاليز اللون، وستضيع بين سلّم البعد وبين حبور الانتظار، وكأنك تساق دونما سابق إنذار إلى أرض غير أرضك، وموطن غير موطنك، قد تكون أرض حياة متجدّدة وموطن المعجزات في زمن التشظّي ...

   حيث تسكنك لحظات التماهي، وحيث تغتسل بملح الوجود، حينها فقط ستحصد ثمرة الاحتواء والاكتفاء ولربما الرضا والقناعة بين عوالم متشنّجة ما تزال تبحث عن إيعاز السحر واللحظة، وفي ذلكم كله الفنانة " ريما " تهندس لبرهة دهشة، وهي تحمل بين شغاف روح الفنان المتمرّد عديد الظلال، وبين شفتي بوحها صرخة النور، حيث الأشياء جميعها تهوى عند قبلة الحنين، وحينها تحدث كل الأشياء حيث نطرق معا وسويّة أبواب البوح العتيق بين دروب اللون والريشة والخطوط، لنمطر وتزهر بين أكفّنا عريشة ياسمين بِــكْر، ونغفو عند نجمة عطاء.

وبين ملامح " التشظي " تقضي لوهلة على حزن شرس وكآبة غير مرحّب بها، وبين العرفان الدسم يتّسع الجرح حينا ليلتئم برشّة ملح، تكون فقط من امتدادا لضحكة مبتلّة بالدمع الأنيق، أجل حتى في البكاء أناقة، كما لحميميّة اللون في اللون إغراء شاهق، ولتلكم الملامح قصيدة تبحث عن صدر الكلمة الأولى حتى لا نشنق لحظة الميلاد غداة تشظّى الأزمنة.