مهرجان المونودراما المسرحي العربي الخامس

فعاليات اليوم الثالث لمهرجان المونودراما المسرحي العربي الخامس اللاذقية

فعاليات اليوم الثالث لمهرجان المونودراما المسرحي العربي الخامس اللاذقية

1816 مشاهدة

فعاليات اليوم الثالث لمهرجان المونودراما المسرحي العربي الخامس اللاذقية

 

فعاليات اليوم الثالث بدأت مع اليوم الثاني لدورة إعداد الممثل التي تشرف عليها المخرجة المسرحية العربية التونسية " زهيرة بن عمار " . لقد جاءت هذه الدورة متابعة للدورة التي أشرفت عليها الفنانة " أمل عمران " وقدم الطلاب مشاهد من نتاج هذه الدورة في يوم افتتاح المهرجان . وهؤلاء المتدربين في الدورات يقدمون يومياً مشاهد مسرحية ضمن سياق فن المونودراما من تأليفهم وإخراجهم وتمثيلهم في المقاهي الثقافية في مختلف مناطق تواجدها في اللاذقية. ليتلمسوا حجم الفائدة التي حصلوا عليها من هذه الدورات .

وقد أشارت الفنانة " زهيرة بن عمار " في سياق إيصال المعلومة للمتدربين، أن كل شيء موجود عند الممثل، فقط يحتاج إلى إرشادات ليطلق هذا الشيء، ضمن ترتيب منطقي لتسلسل المهمة المكلف بتنفيذها، فقط تحتاج من الممثل/ المتدرب أن يكون صادقاً مع موهبته، ويشعر بالمسؤولية بضرورة تطويرها، وبشكل دائم.

الفعالية الثانية كانت توزع المتدربين الذين خضعوا لدورة إعداد الممثل، وتقديم نتاجهم في المقاهي الثقافية وبترتيب زمني يسمح لمن يرغب بمتابعتهم أن يحضر أغلب هذه التجارب.

الفعالية الثالثة كانت مع العرض المسرحي " رقعة شطرنج " تأليف وإخراج:بشار عبد الغني، تمثيل : مصعب ابراهيم . من العراق، على خشبة مديرية الأسد للثقافة بالثامنة مساءً.

لقد تحدث العرض عن الواقع المؤلم في العراق، وما نتج على الصعيد الاجتماعي من واقع بائس، وقد اختار المؤلف مجموعة من النماذج البشرية المنتمية لمختلف الطيف الاجتماعي، والمركونة في مشفى يقوم على رعايتهم، والجميع مصاب " بالعماء " فقدان البصر، وكل شخصية تحدثت لنا عن مأساتها على طريق الاستحضار عن طريق المذيع الذي دخل هذا المشفى والتقى مع هؤلاء ونقل لنا وضعهم .مستعيناً بمقاطع سينمائية، ترينا ما لايمكن أن يكون على الخشبة من حياة هذه النماذج.

قبل كل شيء أعتقد من المفيد الإشارة أن العمل يحمل فكرة فنية طيبة، وتجربة بحاجة للدراسة والحوار، لأنها تتناول موضوعاً لازال خاضعاً لتأثيرات قوى محيطة منها ذاتي ومنها خارجي، والاحتمالات مفتوحة بلا حدود لما يمكن أن يحدث. تناول هكذا مواضيع ليس بالسهل فنياً، ويحتاج إلى دقة لتقديم حالة إبداعية قادرة على ضبط المشاهد/ المتلقي بشرطها الفني العالي. ولا يسعنا هنا سوى القول شكراً لكل حبة عرق روت خشبة المسرح.

وأتمنى أن أوفق ضمن رؤيتي الانطباعية في الإشارة لما أحسست به بعد متابعتي لهذه التجربة. لقد بدأ العرض بكلمة من الممثل الوحيد الذي وصل إلى الصالة من فريق العمل، مع مخرج العمل، وشرح لنا ماذا يريد أن يفعل معبراً لنا سلفاً عن قدراته وإمكاناته في فن التمثيل. وحدد لنا الشخصيات التي سيلعبها بالخطوط العامة. هكذا وبناء على ذلك، أراد منا أن نوافقه على اللعبة/ التمثيل الذي سيقدمه لنا، ونحن وافقنا معه أنه سيقدم لنا مسرحاً ضمن المسرح. بتقديري كان هذا الدخول غير موفق، لأنه كشف لنا كل شيء من البداية، وأن ما سنشاهده ليس سوى تعبير عن قدراته الفنية كممثل مجتهد وقادر على تجسيد مجمل الشخصيات .

بعدها تتالت الشخصيات المنتقاة تروي لنا ما حدث معها ضمن تقطيعات اعتمدت على المشهدية البصرية وعلى المقاطع السينمائية التي أشارت للتحولات التي حدثت للشخصية النموذج المنتقى، ولشخصية أخرى موازية حملت إشارات مفرداتها "القبعة الغربية – السيكار – الويسكي – الكفوف الجلدية – الطائرات الحربية – التدمير – القتلى....الخ" لتشير إلى دور الطاغية ونهايته، وجميع الكوارث كانت من نتاج سلوكه الأناني في السيطرة القائمة على دعم الآخر، الذي قال له في النهاية " كش ملك " انتهت اللعبة. لكن المخرج لم ينهي اللعبة عند هذا الحد بل تابع عبر أحد هؤلاء الذين سرد لنا قصتهم في سياق العرض، أن يرمي باتجاه الصالة الرايات / القماش الأبيض ليصل للصفوف الأولى مطالباً الجميع بالتوحد والتماسك لتجاوز هذا الواقع المؤلم؟؟

العمل بالعموم يحمل أفكار مبتورة على صعيد النص، وكذلك على الصعيد الفني، وهذه كما أعتقد تحتاج إلى إعادة صياغة، ولخيط درامي يصل المشاهد مع بعضها البعض، والتوقف أمام متممات العرض المسرحي وبشكل خاص الإضاءة ومدلولاتها، وتوظيف الإظلام بما يخدم العمل كما هو الصمت أيضاً، والأهم أن ندقق في الخيارات للموضوع الذي نود أن نقدمه والحامل الأساس لمعرفة المخرج ورؤيته وماذا يريد؟

كنعان البني - اللاذقية  

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية