هكذا تمضي الأيام سريعة، لا نشعر بثقل الزمن لأن المتعة التي تحققها فعاليات المهرجان لجمهورها الكريم وضيوفه من مختلف المدن السورية اللذين انضموا لعوائلهم في "طرطوس" ليحظوا بشيء من المواساة بحضن الأهل الأحبة.. ندرك حجم الحزن والألم الذي يعتصر العقول والقلوب ..لكن الحياة ستمضي يحدوها الأمل..بالأجمل الأفضل ..
الفقرة الأولى لهذا اليوم كانت مسرحية "الزهر الحرام" تأليف الأستاذ: فؤاد معنا.. إخراج: اليانا سعد .. تمثيل: ريتا حمود..
هذا العرض من جديد فرقة طائر الفينيق المسرحية..تقدم الموهبة الشابة على صعيد الإخراج وعلى صعيد التمثيل..وعرض اليوم مونودراما تحتاج لخبرة الممثل وتجربته في العمل المسرحي معرفة وتطبيق عملي..لكن روح المغامرة والثقة بالنفس تحمل هدفا واضحا لحامله كمخرجة، وممثلة في هذا العمل الذي يحمل فيه النص رؤية المؤلف للأحداث المتعلقة بما يجري في البلد وخصوصا استغلال الدين وتجييره لممارسات لا يقبلها العقل الإنساني لأنها لا ترتكز للدين بشيء بقدر ما ترتكز على مصلحة خاصة أنانية وحشية الأسلوب والرؤية..يمكننا القول أن النص متعب يحتاج لرؤية إخراجية تنتج حلولا تنسجم مع مقولة النص وتطلق طاقة الممثل لتمارس فنها وعفويتها وعشقها لخشبة المسرح..لكن والحق نقول أن المخرجة الشابة "اليانا سعد" قد بذلت جهدا واضحا في تشكيل الصورة الفنية بمكوناتها الأساس، محمولة على وفاء الممثلة لهذه الرؤية موهبة وإيمان أن الشخصية لها منطوقها الذي لا علاقة للممثلة بها سوى نقل الرسالة للجمهور الذي هو بالنهاية الحكم الأساس..لذا يمكنني القول أنه رغم إقرارنا في الفن لا شيء مكتمل، بل خاضع للتجديد والارتقاء للأفضل، هناك وجهات نظر مختلفة حول النص وهذا شيء طبيعي يهذبه الحوار..واحترام الرأي الآخر..لكن على صعيد الإخراج والتمثيل المغامرة.. قد حققتا كلاهما مع الفنيين من إضاءة وصوت بتوصيل الرسالة للجمهور الذي صفق مطولا واقفا لهذه الجرأة في تبني هذا العرض المسرحي من قبل طاقة شابة طموحة بكل المعايير..طبعا قبل أن يبدأ العرض قدم المؤلف رسالة رجاء للجمهور للتحلي بسعة الصدر للحوارات التي ستسوقها الممثلة في سياق ونسق الأحداث والمصطلحات والألفاظ المحفورة بالنص وعدم التحامل على الممثلة التي لا علاقة لها بما تحمله الشخصية/النص من رؤية قد لا ترضي الجمهور..الحق أقول لقد ارتقى الجمهور الجميل فوق التنوية وكان رده التصفيق الطويل واقفا لهذه الموهبة الشابة إخراجا وتمثيل...
الفقرة الثانية كانت مع سكتش بعنوان "إعلام جاد ملتزم" تأليف وإخراج الأستاذ: فؤاد معنا ..تمثيل: هاني معنا، واليانا سعد..
وقد تعرض النص للإعلام الذي يراه غير مواكب للحدث عبر رؤية ساخرة لرجل الإعلام الجاد الملتزم الذي تحول من إنسان من لحم ودم كما يقال إلى روبوت يتحرك بالأمر الداخلي حتى في حياته الاجتماعية..شاهدنا ذلك عبر الكوميديا الساخرة الهادفة لضرورة التغيير والانتقال للأجمل والأكثر وفاء للمجتمع..وقد برع الممثلان المشهود لهما بالخبرة والتجربة في العمل المسرحي..وقدم الجمهور لهما المكافأة مباشرة بالتصفيق المطول والمباركة ...
الفقرة الثالثة لفعالية اليوم كانت مع العرض المسرحي "مشروع شيخوخة" إعداد وإخراج الأستاذ:فؤاد معنا..تمثيل: هاني معنا، واليانا سعد..
هذا العرض المسرحي معاد فقد تم عرضة في دورة المهرجان العام الماضي..لكن وبناء على طلب الجمهور الذي شاهد العرض طالب في حينه متمنيا إعادة العرض، وكذلك وضع الفرقة التي غادرها بعض أعضائها للقيام بواجبات متنوعة حالت دون مساعدتهم لتقديم عروض جماعية..وقد كنا تحدثنا عن هذا العمل سابقا، لكن والحق نقول أن هناك تجديد بالعرض وخصوصا عمل الممثل وارتجالاته الإبداعية أضفت فنية وجمال على العرض...
وقد قدمت عرافة المهرجان اعتذار الفرقة التونسية الذي وصلها من الفرقة ومديرها ومخرجها الفنان "عماد أوسلاتي" الذي ضمن اعتذاره أن وزير الثقافة التونسي ونتيجة تعرضه للضرب من قبل فنان مسرحي أودت به للمشفى..لذا أصدر قراره بعدم مساعدة الفرقة الذي كان قد وعدها بتقديم ثمن بطاقات السفر..لذا وبكل الأسف لن نرى إبداع الفرقة التونسية ... نتمنى حضورهم في الدورة القادمة..وسيكون البديل إعادة عرض مسرحية "ورشة رجالية" التي أيضا طالب الجمهور بإعادة عرضها ..
هكذا مضى بنار قطار المهرجان باتجاه فعاليات اليوم الرابع نلقاكم غدا بالخير.
اللجنة الإعلامية
كنعان البني
.JPG)
التعليقات