مهرجان طائر الفينيق المسرحي العربي الخامس 2013

فعاليات اليوم الرابع لمهرجان طائر الفينيق المسرحي العربي الخامس 2013

فعاليات اليوم الرابع لمهرجان طائر الفينيق المسرحي العربي الخامس 2013

1941 مشاهدة

قبل ختام فعاليات المهرجان بمسافة يوم .. كنا وكان الجمهور مع الفقرات المنوعة لهذا اليوم تابعناها وعقلنا يحاول رفض ما يهمس به اللاشعور هل من المعقول أن المهرجان قد انتهى وغدا لناظره قريب .. أسئلة تركها الجمهور الكريم الذي شكل مع أسرة المهرجان عائلة سورية تشكل نموذجا للمحبة والسلام والتآخي الإنساني الرائع الجميل..هل فعلا ستكون هناك دورة سادسة للمهرجان .. أجابت إدارة المهرجان عبر اللجنة المنظمة للمهرجان أن اللجنة منذ اليوم الأول وهي تستعد وتجري الاتصالات مع الفرق المسرحية المحلية والعربية لوضع مسودة برنامج المهرجان بدورته السادسة بدعم هذا الجمهور الكريم المعطاء، وبالدعم من الفعاليات الاقتصادية الخاصة، ومن أصحاب المحلات التجارية التي شعرت بحجم المهمة التي يقوم بها المهرجان على الصعيد الحضاري المعرفي الجمالي الإنساني مبديا بكل الصدق استعداده للدعم المادي والمعنوي...لذا لن نقول وداعا بل إلى لقاء ...

الفقرة الأولى كانت مع مسرحية "أنا رجل" تأليف الشاعرة الأديبة: ماجده حسن..إعداد وإخراج الأستاذ: فؤاد معنا .. تمثيل: هاني معنا، اليانا سعد، ريتا حمود، حسن سعد..

لقد حمل النص المسرحي حالة اجتماعية ساقتها الكاتبة على شكل حكاية طريفة مليئة بالأحداث والأفعال التي حمل بعضها سمات الخير متمثلة ب"حمود/فطوم" الشخصية الرئيس، في النص المسرحي، فقد كان يقوم بالرعاية لقطعان القرية، التي كنت المسامر له في البرية، وقد أطلق على كل تيس أو مرياع اسم معين، وكذلك على النعاج والعنز، وكان يسرد عليننا قصص علاقاتهم ببعضهم البعضالمفترضة حسب رؤيته، مصورا الواقع الاجتماعي في قريته بطريقة غير مباشرة وبلغة عفوية بسيطة تتناسب وشخصيته، وكيف كان محط أنظار الصبايا اللواتي شككن برجولته لطيبته وسذاجته..وكانت القرية تسخره بأداء بعض الخدمات لبيوتهم..لذا أطلق عليه أهل القرية اسم "فطوم" باعتباره وبالتجربة غير رجل.. حسب قناعاتهم..ووالدته التي تمثلت بها الطيبة أيضا والحنو على فلذة كبدها "حمود" تحممه وتشد من أزره عندما يبوح لها بمشاعره وإحساسه بالاضطهاد والاستغلال، حتى أنه وبعد وفاة والدته يغادر قريته لكن أفعال الآخرين تطارده فيتهم باغتصاب فتاة وقتلها ويودع السجن..هناك يلتقي ابن قريته الذي يبلغه أنه ميت وقد دفن البارحة..يطلب من صديقه أن يشيع بالقرية أنه اغتصب فتاة وقتلها أيضا..كي يثبت لهم رجولته..لكن لم تكتمل معه فقد تم القبض على الفاعل الحقيقي، والميت أخرج من القبر ودفن بمقابر الأكابر..بينما نجد أخاه تميم بعكسه تماما يمثل السمات السيئة، ورغم ذلك كان يغار من أخيه "حمود"..والمستغلين له من أبناء قريته في قضاء حوائجهم..هذه الحكاية استطاع المخرج أن يقدمها بحلول تتناسب مع الشخصيات من مظاهر البساطة والطيبة..واستخدام اللغة الدارجة التي لها إيقاعها الخاص القادر على جذب الجمهور .. وفيها جرس يشجي الآذان عند الترغلة به على لسان "حمود" بشكل خاص، وعند والدته أيضا..وقد استطاع حامل شخصية "حمود" الفنان الممثل "هاني معنا" أن يجسد بخبرته وامتلاكه تكنيكا استطاع توظيف قدراته التمثيلية في إقناع الجمهور أنه للتو قادم من المرعى من خلال الحركة، والحوار الذي خرج يتلون بمقامات تتناسب مع الأفعال..وكذلك خفة ظل الممثلتان "اليانا سعد، وريتا حمود" أضفتا اللمسة الكوميدية على العرض بعفويتهما وتعاملهما ببساطة مما أقنع الجمهور بأدائهما..وهذا ينسحب على بقية فريق العمل "عمار الحاصوري، وحسن أسعد" .. ومما يسجل للمعد المخرج تكريسه للفنية في القاء الضوء على المفارقات الاجتماعية من الأحداث أوصلتنا حد الدهشة، بمعنى لم نستطيع أن نتخيل ماذا سيأتي من أحداث من خلال متابعتنا لهذا العرض المضحك المبكي ..أكيد العمل يحتاج المزيد من البروفات كي ينضج أكثر لأن النص رغم أن الحكاية فيه مطروقة ..لكن حنكة الكاتبة الشاعرة الأديبة "ماجده حسن" نقلتها لنا بنبض الحياة..وكذلك استطاع المعد المخرج أن يساهم من حسه الدرامي الارتقاء بالعرض المسرحي، ودفع الممثل لتفجير امكاناته لتقديم الأفضل..حمل العمل الهم الإنساني بصيغة فنية تحمل من الجمال ما جعلنا نتذوق ذلك على مسافة زمن العرض..     

 الفقرة الثانية كانت مع مسرحية "ورشة رجالية" إعداد وإخراج الأستاذ: فؤاد معنا..تمثيل الفنانة الشمولية: سناء محمود .. والعرض المسرحي مونودراما تتحدث بقضية اجتماعية حول نظرة المجتمع للأنثى/المرأة كشيء مشتها ومطلوب لتحقيق المتعة/الغريزة دون النظر للروح والنفس التي يحملها الجسد النابض بالمشاعر والأحاسيس الإنسانية..طبعا العرض معاد بسبب اعتذار الفرقة التونسية عن المجيء للمشاركة بالمهرجان حيث رفض وزير الثقافة التونسي تقديم المساعدة بعد تعرضه لهجمة فنان مسرحي قادته للسرير بالمشفى..وكردة فعل حجب المساعدة؟؟..ودائما وخصوصا بالمسرح يقال بالإعادة الفائدة..فعلا هذا ماكان فقد تألقت الفنانة "سناء محمود" بحملها هذه الشخصية الأنثوية والبوح بمونولوجها/مونولوجهن على مساحة الجهل والاستغلال والفهم المغلوط للأنثى/المرأة في غالبة مجتمعاتنا العربية..

هكذا كنا مع فقرات اليوم الرابع من فعاليات المهرجان .. نلتقي غدا بالمحبة والسلام.

اللجنة الإعلامية

كنعان البني

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية