مهرجان المحبة 19

فعاليات مهرجان المحبة 2008 :  يوم الأحد 10 / 8 / 2008

فعاليات مهرجان المحبة 2008 : يوم الأحد 10 / 8 / 2008

2007 مشاهدة

* - فعاليات يوم الأحد 10 / 8 / 2008 جرت على الشكل التالي :

 

1 – الفعالية الثقافية

ندوة اليوم كانت بعنوان " كيف ترى المرأة الكاتبة الرجل في إبداعها " شارك في الندوة الأديبات كوليت خوري ، أنيسة عبود ، هيفاء بيطار ، رشا عمران .وأدار الندوة الكاتب والصحفي نجم الدين السمان .

بعد الترحيب والتعريف بالمشاركات كانت البداية عند الأديبة القاصة والروائية المهندسة أنيسة عبود:

بدأت مداخلتها بمقطع أخذته من قصة الحضارة مفاده" قال زعيم قبيلة" التي تش "خلقت النساء للعمل فالواحدة منهن بوسعها أن تجر من الأثقال ما لا يستطيعه إلا رجلان ،وهن كذلك يقمن لنا الخيام ويدفئننا في الليل ،إنه ليستحيل علينا أن نرحل بغيرهن فهن يعملن كل شيء ، ولا يكلفن إلا القليل لأنهن مادمن يقمن بالطهي دائماً ، فإنهن يقنعن في السنين العجاف بلق أصابعهن " .

لا أدري ماالذي جعلني أفتتح مداخلتي بهذا القول الموغل في القدم والذي له دلالات عميقة في المسار الاجتماعي الذكوري .

لقد وجدته مناسباً لأنطلق من البيئة ومن الموروث ومن الذاكرة الجمعية التي ستؤثر في نظرتي أنا الأنثى حاملة الخطيئة إلى رجل بريء ولو شاركني أكل التفاحة ،إن مجرد وجود شخصية ذكورية في الرواية لا يكون معيارا لاستقصاء مكانة الرجل عند المرأة الكاتبة تحديداً، لأن التصنيف يكون خاطئاً والتوصيف يكون مربكاً ،حيث أنه لا يتناول الرجل بالمطلق ،أي أنا لا أتحدث عن الرجل بالمطلق، فأنا أوصف الرجال الذين يحملون النص الإبداعي، فالتصنيف له مستويات متعددة وآفاق كثيرة حتى في الرواية الواحدة والتي قد تحتوي رجالاً عديدين فهناك الحبيب والسيد والأخ والأب وكل شخصية لها مواصفاتها الخاصة ،و لها عمقها وبعدها النفسي والإيديولوجي بحيث تشكل لوحة من لوحات الرواية ،إنه الذي يكملني، إنه الذي يكمل المشروع  الساعيه مع البطلة أو المرأة التي ستحمل معه سلم الرؤية وسلم اللغة والأسلوب وأي توصيف أو توظيف للرجل في الرواية لا يكون توصيفاً أبدياً ،بل توصيف لحالات فردية ، أو لأشخاص مجتزئين من بؤرة المجتمع. في النعنع البري يتواجد الحبيب والصديق والطاغية والأب والشيخ ليشكلوا نسيج الرواية،إنه ليس العدو بالتأكيد وهو ليس الصديق بالمطلق،كما أنه ليس الحارس الأبدي هو كل هذه النعوتات والدلالات، أي هو المكمل للحياة لأن الحياة رجل وامرأة. ولا استطع ككاتبة أن أقتطع صورة الرجل من السياق الاجتماعي، أو أنقيه من شوائب الموروث الذكوري ، وأنا لا أجرده من الامتيازات التي نالها عبر القرون الماضية،فأكون بذلك قد قدمت صورة غير واقعية.فأنا أكتبه كما هو في الواقع وأراه ضمن حروفي كما هو يعيش فعلاً أب وزوج ومغتصب وظالم وسيد وحبيب وابن ،وهو الذي تسانده التشريعات الاجتماعية والدينية وتعطيه حق الوصاية وأنا أحاول رفض هذه الوصاية ،وأحاول اقتلاعه من عمق الموروث كي أجدني امرأة أكثر حرية وأكثر إنسانية .إن الرجل هو نتاج مجتمع أبوي للرجل مثل حظ الأنثيين ،وكيف سينسحب منه امتيازاته ،أحاول جاهدة أن أنحيه ،أن أسلبه بعض الامتيازات ،ولكن ليس بالمطلق أيضا.لأنه سيناضل ليحتفظ   بامتيازاته، فهو سيد اللغة بالأدب أيضاً،وهكذا يعتبر نفسه على المرأة أن تتقلد نظرته ورؤيته  ولغته وأن تتبنى مشروعه الفكري ومع ذلك لا يقبل أن يعترف بها إلا من خلال ماتسمح به نفسه من اعتراف وكأنها صدقة ،ولكن كل ذلك لا يعطي الكاتب حق التعميم ومن هنا أتت قصة ( شلعة نسوان ) التي كتبتها مجموعة من النساء لمجموعة من الرجال.

وإن الرجل لا يأتي هكذا من سراب وإنما من ظروف قاهرة أو أنه ابن امرأة مقهورة  وذليلة ، وإن الأم الذليلة المهزومة لا تقدر أن ترى رجلاً  أو تربي إلا رجلاً مهزوماً وذليلا غير أنه يرتدي أقنعة الكبرياء والرجولة وإنه لا يمتلك أية شروط لذلك فلا بد له من البطش والاغتصاب والتنكيل حتى بأمه حتى يغطي عجزه وهزيمته. وفي رواية باب الحيرة هناك نماذج من المثقفة والمتنورة التي تتجاوز العصر التي هي فيه مثل جاسم المثقف الحضاري حبيب رولا وهناك شخصيات تغيرت أما زوج زينب الذي كان مناضلاً فقد ذكر حلمه عند الاجتياح الإسرائيلي للجنوب اللبناني فراح يطلب من زوجته زينب أن ترقع غشاء البكارة وهي الزوجة والأم ليدخل عليها من جديد حيث يفض بكارتها ليشعر بالانتصار فيكون الانتصار على غشاء . لذلك تهرب زينب وتفر من هذا العقاب إن الهزائم المتكررة والأنظمة القمعية والعادات البالية التي تساندها النظم التشريعية هي إلى جانب الرجل والنظم الدينية جعل من الرجل والمرأة كائنات مهزومة مأزومة سلبية.

فالكتابة تعني التغيير الرفض والاحتجاج على واقع يكبل المرأة والرجل معاً.

وأعتقد أن نظرة المرأة للرجل بكتابتها لا تبدل في اختيار النماذج لتشكل بتغييرها ورفضها وإنما يتبلور في التحدي القوننة الذكورية من حيث اللغة الرؤية والأسلوب.  

بعدها كانت المداخلة للدكتورة هيفاء بيطارا لتي بدت متفائلة بالألفية الثالثة هي للنساء خاصة أنه خلال السنوات الثلاث الماضية كاتبتين حصلن على جائزة نوبل النمساوية "الفريدا يلي " والإنكليزية دوريت لسن ، ولن ننسى الكاتبة التي ستدخل في عجائب الدنيا السبع التي كتبت ( هاري بوتر ) .

ثم أعطت بعض النقاط في صورة المثقف في كتابات المرأة العربية وهذه دراسة حيادية .لا أدعي أنني قرأت كل روايات الكاتبات العربيات لكن ما قرأته ليس بالقليل ولقد توصلت لقاسم مشترك مهم جداً فيما قرأته وهو نظرة الكاتبة العربية إلى المثقف كمدعي وخائن ومصاب بازدواجية شخصية أي أنه يتصرف عكس ما يتكلم ويدعي أنه يؤمن به من مبادئ وقيم ، إذا تشترك كاتبات مبدعات مثل سحر خليفة وعلوية الصبح وهدى بركات وغيرهن وأنا أشاركهن بنفس الرأي بنظرتهن للمثقف بأنه يعاني من ازدواجية الشخصية ،هكذا تبدو صورة المثقف في إبداع الكاتبات العربيات .

هو رجل مثقف غالباً يمارس نشاطه سياسياً ويؤمن بأفكار ثورية وينادي بتحرر المرأة وهو يدعي أنه يؤمن بالمساواة الكاملة مع الرجل . موهوب بالكلام واسع الاطلاع ذو خبرة حياتية هامة وقد يكون شخصية أدبية مرموقة وقد يحتل منبراً ثقافياً هاماً يقيم علاقات عاطفية مع المتحررات يؤمن ظاهرياً بالحب والمساواة بعد أن يسقط القناع عن المثقف الجذاب والمتحرر نرى رجلاً آخراً في أعماقه نرى بدوياً يريد زوجة للخدمة مطيعة لم يلمسها أحد غيره عذراء تنظر إليه كمثل أعلى وتبهر في شخصه وتدور في فلكه كما تدور الكواكب حول الشمس.

ثم تحدثت بعد ذلك الشاعرة رشا عمران منطلقة من تجربتها الشخصية مع الرجل الأب والرجل الزوج ، خاصة بعد وفاة والدها الشاعر الكبير محمد عمران.

فقالت : سأتحدث عن الرجل انطلاقاً من المعاناة التي عشتها مع الرجل وحزني عليه ، عبر المرحلتين التاليتين اللتان كانتا في زمن واحد وفاة والدي وطلاقي من زوجي بعد إنجاب طفلة كان قد بلغ عمرها أربع سنوات.

ثم تحدثت عن ديوانها الأول ( ظلك الممتد في أقصى حنيني ) ففي هذا الديوان ترى أن الأنثى حاضنة الدنيا وحاضنة الحياة وهي التي تنقي الحياة من شوائبها وبرأي لو حكمت النساء العالم لاختلف العالم .

هذا لا يعني أن الرجل مشكلة بالنسبة ليّ، على العكس ،ولكن أرى أن قدرة الرجل على الاستيعاب أقل من المرأة فالمرأة تستطيع أن تفرغ أي مشكلة من تفاصيلها السيئة ، أما الرجل فقد يزيدها وهو يدخل في هذه الدائرة التي يراها المجتمع عموماً مجتمع بطريركي ذكوري منذ آلاف السنين دخلت فيه المرأة والرجل ،والاثنان يحتاجان إلى حل .

ثم أضافت أنها في هذا الديوان تصالحت مع الرجل تماما في كتاباتي أما في الديوان الرابع ( معطف أحمر فارغ ) فالأمر اختلف جداً فقد بدأت أرى الحياة بمنظار آخر فصورة الرجل لا تكتمل بلا امرأة وصورة المرأة لا تكتمل بلا رجل ، والرجل يدخل في كل شيء فهو هاجسي اليومي وفي اللاوعي الشخصي الذي تربيت عليه فحين أفكر في الموت الرجل موجود وعندما أفكر بالحب فهو أيضاً موجود وفي مشكلتي هو مشارك كجزء آخر.

في الختام تحدثت السيدة كوليت خوري فقالت بمداخلتها مايلي : إن المرأة ليست نصف المجتمع بل هي المجتمع بأكمله فإذا كانت المرأة نصف المجتمع الأول عدداً ، فهي نصف المجتمع الآخر الذي يربي النصف الآخر.فالمثل الصيني يقول " عندما يخرج الطفل الشاب من بيت أهله يحمل معه كف أمه " متابعة أنا لا أريد أن أكون نداً للرجل ولا أريد أن أفقد أنوثتي ، مع الرجل أريد حقوقي كاملة وأن أحتفظ بأنوثتي كاملة لا أريد أحمل ( بلوكات – وأقود كميونات ) فهناك عمل لرجل وعمل للمرأة فأنا أريد الأنوثة وأن أقف إلى جانب الرجل كأمراة لنبني المستقبل .

ثم قدمت قطعتين شعريتين الأولى تغازل فيها الرجل فقالت :

لا تسلني ما أريد

وعن أماني لا تسل حبيبي

يا سؤالاً مع الصيف أطل كأجمل الأناشيد

يا موعد العمر على عمري أنا فزين للدنيا المواعيد .

وفي الثانية تهاجم الرجل فقالت :

تتكبر علام يا رجل

الأنك رأيت نفسك في حكاياتي ملكاً يتبختر.

وكنت أنا العبدة ولك انحنيت الأنك في وحشتي حضنت طيفك وانطويت

وسكبتك ألوانأ على البياض ونثرتك على الصفحات بيتاً بعد بيت .   

الفعاليات الأخرى كانت مع المسرح للكبار إعادة لمسرحية ( سهرة مع أبي خليل القباني ) ،ومع المسرح للصغار مع مسرحية ( الأمير لامار ) تأليف وإخراج : فؤاد معنا من طرطوس .

والفعالية الرياضية كانت مع الكرة الطائرة الشاطئية.

والفعالية الفنية كان مع المغني حسين الديك ، هويدا ، والمطرب رضا .

كما أن المعارض مستمرة باستقبال زوارها الكرام .

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية