مهرجان القدس لنا حماة 2009

فعالية اليوم الثاني .. نرجع كالريح سندريلا مهرجان حماة المسرحي

فعالية اليوم الثاني .. نرجع كالريح سندريلا مهرجان حماة المسرحي

1899 مشاهدة

"نرجع كالريح" سندريلا مهرجان "حماة" المسرحي

المسرح ببوابته المفتوحة لكل طازج جديد، يكسبنا الحيوية والمثابرة على التجريب والتأكيد على الحضور، لتقديم مشهدية بصرية تجسد مايجري من أحداث وأفعال برؤية ترتقي بالموضوع المعالج على الخشبة وبشكل خاص القضايا الوطنية والقومية.

"نرجع كالريح" العرض المسرحي الثاني في أيام مهرجان "حماة" المسرحي الحادي والعشرين. "eSyria" حضر هذه الفعالية مساء يوم الثلاثاء الثاني والعشرون من شهر كانون الأول 2009، والتقى مخرج العمل الفنان "رفعت الهادي" الذي حدثنا عن العرض المسرحي قائلا: «تقديم عرض مسرحي لقضية معلقة على المستوى العربي كالقضية "الفلسطينية"، التي قيل فيها الكثير، لا بد من البحث عن الجديد، حاولنا أن نكون صادقين مع أنفسنا مقدمين رؤية نقدية للذات، بوصف الفن المسرحي معني بهذه القضية، للوصول بموضوعية لفعل يكون بوابة للأمل الذي لا بد قادم».

كما أضاف موضحا فكرة أو مقولة العمل المسرحي قائلا: «بكل بساطة فكرة العمل قائمة على موقف إنساني مفاده أننا عندما نفشل بالحب، ونفشل بالقضايا الوجدانية الإنسانية، وبصدقنا مع ذواتنا، بالتالي سنفشل بالحرب. والشخصيات موزعة مابين غربة واغتراب، العمل بالعام وقفة مع الذات».

عن ظاهرة المؤلف المخرج والممثل أجابنا قائلا: «أغلب الكتاب العالميين الكبار هم من كتب وأخرج نصوصه المسرحية، هذا فعل يقود للمنهجية، وبالتالي لتقديم رؤية معينة لهذا الفن. لكن نحن تعودنا نتيجة عملنا على المسرح الواقعي أن نخضع للتقسيم كاتب ومخرج وممثل، رغم موضوعية التقسيم، أرى أنها ظاهرة المؤلف المخرج صحية، لأن منطلق الإبداع في النهاية فردي».

أما عن النص المحلي فأجاب قائلا: «أرى ضرورة هضم المؤلف المحلي لتجارب الآخرين، لمعرفة أن هذا البناء الدرامي لعبة، لكن غير قابلة للاستسهال، ونحن مع النص المحلي ومع تشجيعه لأنه يلامس قضايانا وبالتالي هو مسرحنا».

أما عن تبديل ممثلين قبل العرض بثلاثة أيام قال: «نتيجة ظرف قدري شاء أن يسافر الممثلين"عتاب نعيم ومنذرأبوراس"، بمهمة مسرحية خارج القطر، ونحن كفريق متناغم ومنسجم ويضم ممثلين محترفين لهم تجارب كثيرة، أحببنا أن ندخل المغامرة ونفي بوعدنا مع مهرجان "حماة" المسرحي، نتمنى أن نكون قدمنا الحد الأدنى من المتعة للجمهور». 

الممثلة "رانيا الخطيب" التي لعبت دور الشخصية المحورية بالعمل "سلمى"، حدثتنا عن دورها قائلة: «هو حلم "سلمى"، بدايته جاءت من حضور "سلمى" عرس بنت ابنها، التي كان البوابة لحلمها مستحضرة الشخصيتان اللتان أحباها وأحبتهما، "عادل" ذهب للغربة ليجمع ثروة، و"خليلل" ذهب متطوعا بالعمل الفدائي يحارب ويناضل، تركت "سلمى" لتواجه مصيرها بزواج غير قائم على الحب من "ابن خالتها" الذي أيضا لا يحبها، وتنجب منه ولدان، ثم يطلقها. العمل صرخة لأبناء الوطن للعودة والوقوف نقديا مع الذات للخلاص من حالة الغربة والاغتراب، لتحقيق حلم العودة».

"قصي العبسي" أحد مشاهدي العرض المسرحي عبر عن رأيه قائلا: «المسرحية بشكل عام حلوة، حققت بكل بساطة من خلال الممثلين الثلاثة جمالية لمسناها  من خلال أدائهم المتقن، وحكاية عودتهم للوطن وذكرياتهم عن مسألة إنسانية تطرح رؤية جديدة للتعامل فنيا مع القضية "الفلسطينية"، شكرا لفريق العمل، الذي بعرضه استمتعنا».

الكاتب المسرحي والشاعر "مصطفى صمودي" قدم لنا ملاحظاته على العمل قائلا: «إذا أراد المخرج أن يحذف النص فهو يحوله إلى لغة سمعية وبصرية، وبشكل خاص البصرية، لأن "أرسطو" جعل العين أولا، وأقصد هنا الإضاءة التي لم تتغير سوى مرتين، لذا استطعت أن أجد هدوء كبيرا يجعلني أن لا أدخل في النص لأن العين سرقتني قبل الأذن».

الممثل المسرحي "محمد الشعراني" حدثنا عن رأيه بالعمل والذي يشاهده للمرة الثانية قائلا: «مشكورة جهود فريق اليوم، لكن غياب الممثلين الأساس، حرم الجمهور في مهرجان "حماة" متعة المشاهدة لعمل كان أكثر حرارة وحيوية بمشاركته في مهرجان "الشام بدمشق"، والعمل يحمل سمات التجديد برؤيته كنص وإخراج للتعامل مع القضايا القومية الحارة كالقضية "الفلسطينية"».

الناقد المسرحي "زيد الظريف" قدم لنا رؤيته لهذا العمل المسرحي قائلا: «لقد تعودنا على أعمال المخرج الأستاذ "رفعت الهادي" التي تطرح إشكالات فكرية وفنية تحرض المهتم بالشأن المسرحي أولا، والجمهور ثانياً على الحوار وطرح وجهات النظر فيما يخص العمل، عمل اليوم عبارة عن استراحة مقاتل، فهو عرض هادئ يمثل حالة حنين والعودة للمرأة للوطن، ويلامس قضايانا وواقعنا، برؤية نقدية جديدة».

وعن أداء الممثلين وبخاصة أنهما أسعفا العمل بمشاركتهما الإنقاذية فقال: «لقد استطاع الأداء أن يشدنا لمتابعة حكاية تمسنا مباشرة، وهذا طبعا ناتج عن الخبرة الجيدة المتراكمة لدي البدلاء من الممثلين، والعمل مغامرة أشخاصه عجائز، وبنية العمل واقعية من الحياة منتقاة بحالة فنية».

بطاقة العمل :

منتج العمل مديرية المسارح والموسيقا

مسرحية "نرجع كالريح"

تأليف : الدكتور "محمد قارصلي"

إخراج : "رفعت الهادي"

تمثيل:

"ثائر حذيفة" بدور "عادل"

"عمرو أبو سعد" بدور "خليل"

"رانيا الخطيب" بدور "سلمى"

فني صوت "فراس حاتم"

فني إضاءة "أمين الهادي"

مساعد مخرج "منيرة الشماس"   

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية