لمهرجان القصة القصيرة في سلمية

فعالية اليوم الرابع لمرجان الخريف للقصة القصيرة في سلمية الأربعاء 26 / 11 / 2008

فعالية اليوم الرابع لمرجان الخريف للقصة القصيرة في سلمية الأربعاء 26 / 11 / 2008

1776 مشاهدة

مهرجان الخريف السادس للقصة القصيرة في سلمية 2008

فعالية اليوم الرابع الأربعاء 26 / 11 / 2008

اللقاء الأول كان مع القاص الصحفي رياض محناية الذي عرفه للجمهور عريف أمسية اليوم الأستاذ مهتدي غالب قائلاً : في منتصف سبعينات القرن الماضي حين كنا نرسم بكلماتنا بعضاً من آمال مشرقة على صفحات مجلة الثقافة الأسبوعية التي كان يشرف على تحريرها الشاعر المبدع اسماعيل عامود.. كانت كلماتي تتراقص مع قصص مغرقة في واقعيتها الساخرة لأديب حفظت اسمه لكنني لم أتعرف عليه شخصياً...ومرت السنوات وتعارفنا كما تعارفت كلماتنا ليزهو ضيفنا الصحفي والأديب على صفحات جريدة الفداء التي سرقته من القصة وأخذته إلى الهموم اليومية فيبدو في قصصه متأثراً بالحركة اليومية للإنسان العادي والمهمش لينفض عن مشاعره وآلامه غبار القهر ... بلغة تؤدي واجبها اليومي . أهلاً به في مهرجان سلمية للقصة القصيرة .

قدم القاص / الصحفي رياض محناية مجموعة من القصص ( قلق – كلب وغزال – قطعان – وحده لا شريك له – تسول ) البداية كانت مع هذه القصة القصيرة جداً " قلق " : " جاري الذي أمضى حياته في رعي الأغنام كان قلقاً جداً هذا الصباح، همس في أذني قائلاً: أين سأخبئ عصاي. المسكين سمع عن طريق المصادفة أن أمريكا تبحث عن الأسلحة النونية في البلاد العربية ". القصص الأخرى جالت بنا عبر عناوينها المختلفة بالشكل، لكن المتفقة بالمضون الذي ركز من خلاله القاص على عملية السحق التي يتعرض لها الإنسان فتسلبه إنسانيته وتحوله إلى شيء تابع لاحول له ولا قوة أمام جشع الظلام من الداخل والخارج، بتقنية فنية كوميدية ساخرة، جعلتنا نضحك ونغسل هذا الهم بدموع حارة.

اللقاء الثاني كان مع القاصة الأديبة حنان درويش، التي قال فيها عريف اليوم مهتدي غالب: أهدتني في عام 1995 نسخة من مجموعتها القصصية الأولى " ذلك الصدى " الصادرة في مصياف عام 1994 متوجتين بكلمتين " الكلمة زوادة " كم تخفي هاتان الكلمتان من دلالات وعمق. كتبت دراسة نقدية لها محاولاً اكتشاف وكشف جمالية قصصها التي تقارب اللحظات الحياتية الساحرة.. فكان لكل مفردة دلالاتها المتعددة.وفي خريف نفس العام أهدتني أيضاً عملها الثاني " فضاء آخر لطائر النار " الصادر عام 1995 .. عند مشاركتنا في نشاط أدبي .. في زمان ما ومكان ما من عالم يحصد سنابلنا بمناجل القسوة والنكران ..فوجدت في قصصها صياغة لواقع لم تعرف أن تزيفه بالزركشة والكلمات المنمقة بل نفضت عنه الغبار الحربائي زإعادته إلينا كي نحاوره ويحاورنا فنطال المكان ويطالنا الزمان.. ومن بعدها توارت خلف أسترة الزمان، وبين الفينة والأخرى تطل علينا بمفرداتها على صفحات جريدة الفداء .من أعمالها الأخرى : مجموعة قصصية بعنوان " لوح من الزمن الأخير " وقصص للأطفال منها ( حكمة الهدهد – وعادت العصافير – أمنيات خالد ..... ) وفازت بجائزتين للطفل العربي.أهلاً بالأديبة القاصة حنان درويش .

قدمت ثلاث قصص قصيرة ( أغنية النهر – زنبقة واحدة لا تكفي  " زنبقتان " – احتجاج ) أكدت عبر قصصها الثلاث على التعريف الذي قدمها به عريف الحفل، مؤكدة على مرة أخرى أن الإنسان روح الإبداع، يمتلك مفردات الحب المشتهاة ، ينثرها على مساحات الحلم بالحرية.

اللقاء الثالث كان حسب تقديم العريف : من مواليد حماة، يحمل إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق. بدأ النشر في سبعينات القرن الماضي أصدر مجلة مصورة للأطفال بعنوان " تعال نقرأ " تفرغ للعمل الصحفي، وعمل في التدريس، نال الكثير من الجوائز الأدبية في القصة، عضو جمعية القصة والرواية في اتحاد الكتاب العرب، يعتبر من أكثر كتاب القصة للأطفال و الناشئين إنتاجاً. إذ أصدر أكثر من ثلاثين مجموعة منها " أحلام الذئب – لماذا حزنت العصافير – السنونو طارت – بيتنا الصغير " أصدر المجموعات التالية : وجه القمر عام 1987 - عذراً أيها السادة عام 1992 – صورة المشتاق عام 1998 – تمثيلية تمثيلية. وأصدر دراسات عدة منها " أدب الناشئة – في أدب الأطفال ..... " فأهلاً بالأديب القاص نزار نجار بين أهله في سلمية .

قرأ للجمهور قصة بعنوان ( يا هو..و..و ) التي تحدث من خلالها عن الحيّ الذي نشأ به " حيّ النحاسين " موصفاً بالكلمة الساخرة، التعديات التي جرت على هذا الحيّ / المدينة من تشويه للمكان والإنسان تحت مسميات عدة، رمت جميعها سلبنا الهوية / الانتماء للوطن. لقد ذكرنا هذا الوصف الدامي  بقول الشاعر مظفر النواب " النملة حتى النملة تعتز بثقب الأرض أما أنتم؟؟؟" " قالت الجدة : الحزن يخرب القلوب، كما يخرب السوس جذور الأشجار!! اضحكوا يا أولاد، اضحكوا على هذا الزمن!!! كيف نضحك يا جدتي، والتلفزيون حتى الآن لم يعرض صورنا، ولا مر على ذكر حارتنا!!! نحن زعلنا من التلفزيون... زعلنا من المذيعة منال، زعلنا من السيارات الرسمية والضيوف يا هو..و..و.. هل تسمعون !!! " .

اللقاء الرابع والأخير كان مع: مفزعة وجارحة وقاتلة مفرداتك كسهام من حنان وصراخ كورود من ألم وحرائق وحب. عندما شاركت مرة في أحد مهرجانات القصة انهالت عليها الاتهامات بأنها جريئة جريئة لحد لا يطاق... قلت ابداع دون جرأة لا تطاق..إنها تكسر الحواجز وتفك عقدة الحجب عن العقول المغفلة التي نعيشها ولا نقولها .. لا أحد يعيها ويدركها.. كم نحن نكذب الأكاذيب كي نبني منها قصراً من رمال الأقنعة لنخفي وجوهنا وراءها بعد أن نعتقد أنها الحقيقة فتتلاشى الحقيقة وتبقى الأكاذيب وتذوي الوجوه لتصبح الأقنعة وجوهنا الأبدية. إلا نفر من الحاملين على أكفهم وفي صدورهم وهي براكين من جمر تحرقهم في كل لحظة ملايين المرات.. وأنت يا شريكة احتراقنا ومقاصلنا .. جمّرتك الكتابة شمعة لا تذوي بل تلعن الظلام والظالمين وتكشف عريّ ما يرتكبه الأوغاد في هذا العالم الجميل بطيبته وإنسانه المكون من امرأة ورجل معاً ... يعرفان العناق تحت المقصلة الحرية. من أعمالها : تساؤل – خواء الروح – احتمالان للموت . أهلاً بالأديبة المبدعة محاسن الجندي.

بدأت بهذا العرفان لبلدتها بعنوان " إلى سلميتي "

وكما لك السهول الفسيحة،

فأنا العصفورة التي لها مجد الحياة على ترابك.

وكما لك الحضن الدافئ،

فأنا لي شرف الموت بين ذراعيك.

وكما لك الأزهار الشرسة،

فأنا لي نشوة الرقص حزناً.

وكما لك عذاباتك وأشجارك اليابسة،

فأنا لي قوة جذورك.

وكما لك بيتك المزركش بنوافذ الشهداء،

فأنا لي سعادة الحرية.

وكما لك سماؤك الملونة بالبلابل،

فأنا لي همس الكلمات الصادحة.

وكما أنت وطني ... أنا لك قصيدة.

ثم قرأت من مجموعتها القصصية " احتمالان للموت " قصة بعنوان " السلسلة الذهبية " التي جالت بها على حواف الجرح الذي لا زال ينزف من خاصرة الأرض / الأم حزناً لما آلت له الغيمة الحاملة الفرح؟؟ والعين / الصورة ترصد لحظات السلب والقهر والهدر للمرأة / الرجل الإنسان.

غداً نودع المهرجان ملوحين بسنابل العطاء ربيعاً للإبداع.

كنعان البني – سلمية

www.festivalsinsyria.com

 

 

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية