أخبار أدبية

في ذكرى رحيل الشاعر أبي القاسم الشابي .. بقلم محمد عزوز

في ذكرى رحيل الشاعر أبي القاسم الشابي .. بقلم محمد عزوز

1560 مشاهدة

وُلِدَ أبو القاسم بن محمد الشابي في 24/ شباط / 1909 في قرية الشابية قرب توزر ( وسط وغرب تونس ) في عائلة تعشق العلم والأدب فوالده محمد من خرّيجي الأزهر بالقاهرة ومن جامع الزيتونة بتونس وقد عُيّنَ في سلك القضاء قاضيا متنقّلاً من مدينة إلى أخرى التي مكّنتْ الشاعر من التعرّف على معظم المدن التونسية حيث كان يُرافق والده في تنقلاته إلى أن التحق بالمدرسة الابتدائية

فاقتصرت مرافقته لوالده أثناء العطل المدرسية فقط
وقبل أن يُتِم الثانية عشرة من عمره أرسله والده إلى مدينة تونس عام 1920 لمتابعة دراسته الثانوية في جامع الزيتونة حيث كانت دراسته الأساسية " الفقه واللغة العربية " وحصل على الشهادة الثانوية عام 1927 ثم التحق في مدرسة الحقوق التونسية وكان يتردّد على المكتبات العامة وعلى المجالس الأدبية والحلقات الدراسية والمنتديات الفكرية . حيث تكوّنت لديه ثقافة عربية واسعة جمعت بين التراث العربي القديم في أزهى عصوره وبين روائع الأدب الحديث بمصر وسورية ولبنان والعراق والمهجر .
كان باكورة شِعره قصيدة (ياحُب ) نظمها عام 1923 ثم توالت أشعاره التي نشرها في الصحف والمجلات لاسيما خلال عامي 1926 ـ 1927 . ثم ظهر شعره عام 1929 مجموعاً في المجلّد الأول من كتاب : ( الأدب التونسي في القرن الرابع عشر ) للأديب التونسي زين الدين العابدين السنوسي .
مرض في صيف عام 1929 بمرض تضخّم القلب وفجع بوفـاة والده في /إيلول/1929 .
وفي بداية عام 1930 بدأ بكتابة مذكراته لكنه توقف بعد فترة قصيرة وأتم في تلك السنة دراسته في مدرسة الحقوق التونسية وبالرغم من ازدياد مرضه ونصح الأطباء له بالراحة كان يسهر على مصالح عائلته ويواصل إنتاجه بكتابة الشعر والنثر .
و بدأ في صيف 1934 بجمع ديوانه ( أغاني الحياة ) فنسخه بنفسه ، لكن أزماته النفسية والجسدية أعادته إلى صراعه المرهق والمؤلم مع المرض الذي ألزمه على الدخول إلى المشفى الإيطالي في تونس في 3/ تشرين أول / 1934 وصارع فيه المرض لمدة أسبوع إلى أن توفي يوم الثلاثاء في 9/تشرين أول/1934 ساعة الفجر . نُقِل َجثمانه إلى بلدة ( توزر) ودفن فيها .
كان أبو القاسم الشابي نحيف الجسم ، مديد القامة ، قوي البديهة ، سريع الانفعال ، حادّ الذهن ، يراه أصدقاؤه : بشوشاً ، كريماً ، وديعاً ، متأنّقاً ، طروباً لمجالس الأدب يحب الفكاهة الأدبية . كان محباً لبلاده صادق الوطنية يؤمن بأن لقادة الفكر رسالة إنسانية سليمة حاول جهده أن يحقّقها في أثناء حياته القصيرة قولاً وعملاً .
من مؤلّفــــاته :

ـ (الخيال الشعري عند العرب ) وكانت صفحة الإهداء لوالده .
ـ ديوان ( الينبوع ) : الذي أوكل صديقه الدكتور أحمد زكي بإصداره
ـ ديوان ( أغاني الحياة ) : منشورات دار الكتب الشرقية بتونس 1955

وأشهر قصائده قصيدة : ( إرادة الحياة ) التي يقول في مطلعها :

إذا الشعبُ يوماً أرادَ الحياة فلا بُدَّ أن يســتجيب القدرْ
ولا بُدَّ للّيـلِ أن ينجــلـــــــــي ولا بُدَّ للقَيْـدِ أن ينكسِرْ
ومَن لم يُعانِقْه شوْق الحياة تبخَّرَ في جوِّها ، واندثَــرْ
فويـلٌ لمن لم تَشقهُ الحياةُ من صفْعة العدَم المنتصِرْ
كذلك قالـت ليَ الكائنـات وحدَّثني روحها المُســـتترْ

بقلم: محمد عزوز

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية