مواضيع للحوار

قاروط الشعر ديوان العرب ولن يترك عرشه للرواية

قاروط الشعر ديوان العرب ولن يترك عرشه للرواية

831 مشاهدة

قاروط الشعر ديوان العرب ولن يترك عرشه للرواية

دمشق - سانا

 

وصفه النقاد بأنه صاحب تجربة شعرية مختلفة عن السائد في المشهد الشعري لتصبح الجرأة عند الشاعر الدكتور ماجد قاروط أهم ما يميزه بالفكر والرؤى مع ميله للتمرد في تشكيل النصوص وملئها بصور جمالية عميقة وفلسفية فضلا عن حضوره في النقد الأدبي.

والقصيدة عند قاروط حالة تنتمي إلى السهل الممتنع ويقول عن ذلك في حديث لـ سانا الثقافية: “حين يضرب الشاعر الإلهام يكون ذلك نتيجة لظروف معينة وكمون ثقافي معرفي ورؤية جديدة للواقع ليدخل في حالة صوفية تهيئه لبناء حالة إبداعية بعيدة عن الصنعة والتكلف والقوانين التي تؤثر على القصيدة وتبعدها عن الإدهاش”.

وحتى ييدع الشاعر قصيدة عليه بحسب قاروط أن يمر بعملية ولادة ومخاض عسير وألا يقف محكوما بجدران تقف حائلا دون كتابة القصيدة معتبرا في الوقت نفسه أن الموسيقا شرط لازم غير كاف في القصيدة والتي تتطلب فنيات عالية ناتجة عن انفعالات قوية لتأتي القصيدة سليمة غير خديجة أو مقطعة الأوصال.

ويعطي مؤلف مجموعة “لم يعد للكلام فضاء” الشعر والفن بشكل عام قدرة كبيرة على تغيير العالم عموما والإنسان خصوصا فالمتلقي يحتاج الفن كحاجته الملحة لأي سبيل من سبل الحياة والفن يعمل على تربية الذوق الإنساني أما الشعر فهو ديوان العرب يؤرخ حياتهم ووعيهم المعرفي الجمالي فضلا عن دوره بمقاومة الاحتلال ومواجهة العدوان.

أما المرأة ملهمة الشعراء عبر العصور فتجلت في شعر قاروط بأبعادها الروحية الاجتماعية بعيدا عن التجسيد المبتذل وهي عنده معادل للخلاص الإنساني بما تحمله من قيم سامية كالأم والأرض والمخلص من العذاب والمأوى.

وحول ما يتعلق بقصيدة النثر ومشروعيتها يشير قاروط إلى أن الشعر ولد مع الموسيقا فلا شعر من دونها ولكن تطور مراحل الشعر العربي فنيا على مراحل دون أن يستقر أدى لظهور قصيدتي التفعيلة والنثر.

ويؤكد المختص أكاديميا في علم الجمال أن مصطلح قصيدة النثر في ذاته غير صحيح متسائلا: “كيف يتداخل مصطلح سردي محض نثر بمصطلح صوتي موسيقي قائم أصلا على الموسيقا بصفتها العروضية” وهذا ما يجعل من أن أنصار قصيدة النثر برأيه متخبطين حول شكل القصيدة الفني رغم إسهامات بعضهم بصورة فعالة في بناء قصيدة تنتمي إلى ميدان الشعر كالراحل رياض الصالح الحسين.

ويعرب قاروط عن أسفه مما تنشره مؤخرا الصحف وصفحات التواصل الاجتماعي من كم هائل من الكتابات خالية من أي نوع من الموسيقا تحت مسمى قصيدة النثر ما يجعل النص الشعري ضائعا دون هوية.

ويدعو قاروط لإعادة هيكلة النص الشعري المعاصر من جديد عبر تقنيات فنية عالية حتى يمكن الشروع بالحكم على أن ما نطالعه هو نص شعري أم لا مع إيمانه العميق بأن الحفاظ على الموسيقا حتى على صعيد قصيدة التفعيلة يحفظ وجه القصيدة من التشتت والضياع.

ويختم المدرس في جامعة البعث حديثه بالتأكيد على أن الشعر ديوان العرب وسيبقى ولن يترك عرشه للرواية لأن الشعر العربي ضارب في عمق التاريخ ويحمل بين طياته أخبار العرب وبيئتهم وتاريخهم ووعيهم الجمالي بينما الرواية جنس حديث الولادة في البيئة العربية ولا تحمل سوى تطلعات محدودة حول تاريخنا العربي والمستقبل وحده يعرف كيف سيكون مستقرها.

والشاعر ماجد فارس قاروط من مواليد حماة حاصل على دكتوراه في الأدب العربي من جامعة حلب عام 2006 من مؤلفاته في الشعر “فصل الانتحار” وفي النقد المعذب في الشعر العربي الحديث في سوريا ولبنان حاز عدة جوائز منها المركز الأول لمسابقة اتحاد كتاب العرب في حلب عام وجائزة مسابقة ربيعة الرقي في الرقة.

محمد خالد الخضر