قصة قصيرة

قصة قصيرة بعنوان

قصة قصيرة بعنوان

1949 مشاهدة

حروف الدمع

 

                                قصة : محمد عزوز

 

سألت عنكَ وأنا أمارس طقس الوصول اللذيذ بعد غياب طويل ... صمتوا .. ففزعت ..

قالوا : لاتخف ..!! بعض المرض ليس إلا ..

اطمأن بالي ، فاستمرأت طقوس السؤالات اللذيذة عن أخبار الغربة كما اعتادوا أن يسمونها ، رغم أن الوصول إلي لم يكن يحتاج لأكثر من ساعات في وسائل نقل جماعية معتادة ..

وعندما أردت أن أتأكد من بعض المرض كما وصفوه ، لم أجدكَ في زاويتكَ المعتادة في منزلك العامر بالدفء ..

قطعوا علي أي تفكير في الأسوأ :

ــ هو معتكف في القبو البارد ..

لم أسمع الكثير ، تغلغلت في العتمة ونتن الرائحة القادمة من بقايا روث البقر والرطوبة وأشياء أخرى يصعب تحديد ماهيتها ..

لم أصدق أنك أنت .. كنت تزداد نحولاً واصفراراً  بشكل فظيع ، تفترش بعض أخشاب سرير قديم وفراش مهترئ ولحاف فقد لونه وماتت قدرته على نشر الدفء ..

ملت إليك .. إلى خدودك ألثمها ، متناسياً نتن الرائحة من حولك ..

حاولت أن تترك لي مكاناً كي أجلس إلى جوارك ، أردت أن تسمعني بعض همومك ، ولما قطعت حديثك بسؤالي :

ــ لماذا فعلت كل هذا بنفسك ..؟

صمت قليلاً وبكيت ..، لم أرك من قبل تبكي .. ، فتهجأت معك حروف الدمع وبكيت ..

لم يكن الأمر كارثياً كما أظن ويظنون ..

أردت أن تهرب من عجزك إلى هذه الزاوية العفنة .. ، عرفتُ كل التفاصيل ..

وفي الأعلى حيث كان يعم الدفء ويشع الضوء في الزوايا ، أعلنتْ أنك اتخذت قرارك ولم تعترضْ ..

وصرحت دون مواربة بافتقاد جسدك دفء الرجولة ، وأنها غير مطالبة بتبديد دفء الأنوثة الطافحة لديها هكذا دون أن تحصل على أي شيء غير دفء العواطف ..

وأعلنت بكلمات لم تقلها :

ــ هناك من يقرع الباب على كل حال ..

 

 

       سلمية 23/10/2006

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية