شعر

قصيدة...محمود عبد اللطيف

قصيدة...محمود عبد اللطيف

1923 مشاهدة

 بدوي ..
يحمل في رحتيه ناياً و قلب
في أزقة التذكّر ..
يرتّلُ همس حجارة الطرقات
لـ يسكر ..
بـ ضوء قمر يسكن عيني حبيبته
منذوراً ,, للخيبات ..
كـ جواد مكسور الخطوة
أرهقه .. سوط بـ يد الحلم
موجوعٌ ..
بـ خرير النبيذ في خواء الليل

بدوي
ترك قطيع النجم ..
يرعى .. في سهل قصائده
وراح يلملم من عيني الألهة
فتات الوقت ... لينجو
من ذاك المنفى البارد
و يعود الجرح بـ ماء من طُهرِ أصابعها
لـ يرتّق صدره ..
و رؤى العرافة .. أن خلوده سيكون
بـ رحيق امرأة من ياسمين

بدوي ..
كبّله الوجد .. بـ سلاسل من جمر
وراح يغني .. في برد المنفى ..

)
اقيمي المراثي، اقيمي المراثي
ايتها المروج، اقيمي المناحة، اقيمي العزاء(

فـ الظلام .. لفنّي .. كـ حكاية
مات روايها .. قبيل قرون
و انين .. عظام الموتى
صخب الحانة .. في بوح الصدف
حين الغيم .. سؤال الهطول على باب العطش

بدوي ..
مجنون كـ أي خرافة روتها الأيام
يطرز .. بـ عيون الماء العذب
أرض الملح ..
ويسأل ياسمينها .. و الارصفة
أن تعيد على قلبه .. سورة العشق
بحثاً عن سكينة
نزفتها الأيام .. حين الزوال
فعلٌ .. مارسته الريح .. على الاثر
فـ يتوه في تبخر الندى
من شفاه الورد ..
فـ يقضم من خبز يابس
بعض نارٍ .. تعيد أتقاد العشق ..
في كأسه ..
صارخاً : يا أمهم .. لن يموت العطر

بدوي ..
كان اسمه في رنين الشمس .. تموز
يشبه .. ذاكرة المطر
ينادي في الشوراع ..
)
عشتار ) كيف رميتي عظامي للنار ..
وما راودك الدفء .. عن نفسه ؟
كيف سكبت دمي ... فوق التراب وما نمى العشب
إذا .. ما ستقتات النجوم .. في البرية
ومن سيمتطي الوجع.. ..
أرصفة الياسمين ..

عشتار .. قولي لأمي .. لم يمت تموز
و إن انتهت الفصول

)
تموز) .. على أرصفة الياسمين

-----------------------------
هامش : يُحكى .. أن تموز ..هو سر ايلول

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية