شعر

قصيدة   هاربٌ إلى نفسي   للأديبة الشاعرة ريما بسام نزيهة

قصيدة هاربٌ إلى نفسي للأديبة الشاعرة ريما بسام نزيهة

573 مشاهدة

قصيدة   هاربٌ إلى نفسي   للأديبة الشاعرة ريما بسام نزيهة

"هاربٌ إلى نفسي"

من ديوان قيامة الأقلام

#الأديبة _الشاعرة _ريما _نزيهة

أنين الغيوم ينادي للغائبين

يتأوه دوني ويترنح بالاخضرار

يجلس في ركني المنسي ويترك رحيقه للعائدين

يذكر ضفائري العتيقة فيبكي

ويجمع أهلوه و ظلهم وما تبقى من أنين

ما كان للعمر أن يترك منه طفلاً للعابرين

بل ترك له صهيلاً أسوداً دون أطفال..

سنودع الهررة على مشارف الحزن

عندما تموء وتخدش المصلين..

عندما تركناها تموت فرحاً على ابنها الذي اغتصب

بذريعة الأبقى

عبثاً تنادينا ذواتنا وما كنا يوماً بشاهدين

نحن أينما حللنا تلبسنا الشموس رمادها

وتطلب من نورها طيفاً لا يَهَب الخاشعين

شتان أيها القدر.. شتان

إذ لا مطارق على ذنوبنا تخبرها أننا قيد الفاقدين..

أيها الصباح الهَرِم.. انتظرنا انتظرنا

فنيسان على مشارفي يولد وأنت

ونواقيس الأمس قد حطمتما كأسكما الأخير..

انتظرنا بما حملتَ من أجساد لا وزن لها

وبكل ما أوتيت من سنابل الحاصدين

فلم يكُن الليل فتاةً لا تريد التحليقَ

ولا جزءاً من وطن مغتصب..

بل كان يمامةً جاءتنا من كل أصقاع العاشقين

أخبرتنا أن الصباح قادمُ يلبس النورَ تاجاً

يعدنا بالصبا نخلةً تطول ظلام الراحلين..

موقدٌ واحد يملئ نهداً واحداً

وأنا أملئ نفسي بظلال الغائبين