مواضيع للحوار

كتب الدكتور جبار خماط حسن العيادة المسرحية والتفكيك

كتب الدكتور جبار خماط حسن العيادة المسرحية والتفكيك

579 مشاهدة

كتب الدكتور جبار خماط حسن العيادة المسرحية والتفكيك

#العيادة_المسرحية_والتفكيك

#منهج_السلوك_الجديد

كثيرا ما نقول، إذا أردت التخلص من مشكلة؛ اعمل على تفتيتها، وتحويلها إلى ذرات صغيرة ممكن التحكم بها والتخلص منها آنى شئت!

وتتواصل الفنون مع الواقع، رافضة له تارة، ومؤمنة به تارة أخرى، لكن الواقع في كل الأحوال، قرين اساس في التفكير الفني، بمنطق ابداعي أصيل يتحدد بالتكثيف والازاحة، فالواقع من حولك ثوبك اليومي، اجعل مقاسه مناسبا لجسدك، تضمن حركة منسابة، لا سقوط فيها مستقبلا، لهذا نجد الفلاسفة يحرصون على كتابة وصفات ذهنية، تناسب أذواق الجميع، محاولة منهم فهم الوجود من حولنا، وما تدور من عوالم ضاغطة أو مرنة تسمح لنا بالانتماء مؤمنين، أو إنكاره رافضين !

 وكثيرا ما أقول، هل العيادة المسرحية، حل ناجع لمشاكل الأفراد والجماعات ؟

كيف لها ان تضمن التواصل المؤثر والنجاح، وتقريب التباعد، وتبعيد غير المرغوب فيه ؟

 وقد توصلت بالتفكير والتجربة والملاحظة، أن الماضي لن يعود، فلا تجعله محركا أساسي في التفكير والمبادرة والفعل، ولتقريب التصور لديك، نأخذ مقولة جاك دريدا(( كل أصل ملوث)) في مدونته (( الكتابة والاختلاف )) ونعرف ان الثنائيات تحكم التفكير والوجود، فلا حركة أحادية إلا بوجد محرك لها، يساويه في القوة ويخالفه في الاتجاه، ولأن الماضي قوة غير مرئية او غير قابل للاستعادة بالتجربة، فإنه بالضرورة أصل غير فعال في عالم الهنا والآن / الحاضر التجريبي، بالتالي هو أصل غير نقي أو ملوثا ينبغي معرفته أولا ثم تجنبه !

هل تتمكن ؟

هل تستطيع نسيان الماضي ؟

أنه طاقة ملوثة - في حالته المرضية الضاغطة - نبغي تجنبها خوفا من انعكاساتها السلبية عليك وعلى الآخرين بالعدوى!

إن النظريات العلمية لم تتمكن من إنكار الماضي أو الغاؤه، لأننا ببساطة محكومين بالماضي!

يقيد الإرادة، ويضخم المشكلة بالتفكير السلبي، يجعل من أفق المستقبل، غشاوة تفصله عنك !

 تعيش كائن متوترا، قلقا، هياجك مستمر، وتذمرك عالي الشدة، يوم لا ينفعك هروب أو هياج هيستيري، إلا من أتى المشكلة بقلب سليم وفكر إيجابي، له القدرة على تجميد الماضي بدرجة إصرار عالية على مقاومته !

إن منهج العيادة المسرحية، يستفيد من فكرة الأصل الملوث فالمشكلة التي نعانيها، ماض راسخ يلح عليك، يهيمن على تفكيرك، يجعل قرارتك في صالحه، يريدها سلبية أو إكراهية أو عنيفة. أن محاولة ابعاد المشكلة العالقة بالماضي باستعادتها ومحاولة مقاومتها - مثلما تفعل النظم العلاجية التقليدية - بل العمل على تجميدها وابدالها بأفق سلوكي مستقبلي جديد، نفكر به بالخيال، ونختبره بالتجربة المسرحية، ونؤمن به بديلا أصيلا عن ماض ملوث يمثل أصل المشكلة الذي نسعى إلى تجاوزها بالتمثيل المسرحي. العيادة المسرحية اختبار يومي لسلوك جديد، يكون حاضرا مستمرا، ينفتح نحو مستقبل جديد تمثله الشخصية المؤدة على خشبة المسرح. ينبغي ان يتواصل معها الجمهور بوصفها حالة مستقبلية نقية.