كتب الدكتور جبار خماط حسن نص مسرحي
#حوار_مع_وقف_التنفيذ
#نص_مسرحي
الشخصيات
المسرح : ( شيخ هرم)
اون لاين : ( شاب حيوي )
( لا يوجد في المكان سوى رجل كهل ، لحيته بيضاء ، على ملابسه كلمات قديمة من كل اللغات )
الرجل : ( بعد صمت وتأمل) ماذا يحدث؟ لماذا غابت الأضواء؟ الأبواب مقفلة ، الستائر مسدلة! لم تعد الشخصيات تخرج من كياني! اقول لها اخرجي .. إلى الخشبة، حيث الوجود والاحتفاء، أو الفشل والاحتفاء! تمتنع ! لم يعد من اعرفهم طوال تاريخي الطويل، قادرين على الخروج والذهاب إلى الأماكن التي نجتمع فيها، الناس والممثلون يحتفلون بطقس روحي يغسل ما علق بالجسد والحواس .. أشعر بالغثيان!
( يدخل رجل يتحرك بنشاط ، يحمل هاتفه المحمول ويتواصل مع الآخر)
الرجل : نعم اراك ، تحقق الاتصال ؟ جيد ، سارسل لك العرض ، اتممته البارحة ، أنه جاهز للعرض والاشتراك في المهرجان. . شكرا لك ، تحياتي.
( يغلق هاتفه المحمول )
( ينظر باستغراب إلى الرجل الشيخ .. يجلس بجواره، تفصلهما مسافة التباعد )
الشيخ: ( يتكلم مع الرجل ) تعال اقترب ..
الرجل : اعتذر .. الوقاية خير من العلاج ، انت شيخ وسهل الإصابة بالفيروس ، لهذا لن اقترب ..
الشيخ: تخاف مني ؟!
الرجل : لست المقصود .. بل الفايروس ، لقد اربك العالم ، اوقف كل شي ، الاقتصاد والتعليم والرياضة و
الشيخ : ( يقاطعه) مثلي لا يصيبه هذا الفايروس !
الرجل: ( يضحك ) هل تعرفه ؟ هل عقدت معه اتفاقا ؟ ممنوع الاقتراب منك! ، انت واهم ، أنه كائن يحب الضعفاء ، وانا اراك شيخا هرما، قريبا تصافح الموت ( يضحك)
الشيخ : انا لست وحدي ، معي عشرات الشخصيات، الابطال والإمراء والقضاة والشعراء..
الرجل : ( يقاطعه) من انت ؟
الشيخ : انا المسرح !
الرجل: اهلا وسهلا، كم عمرك يا مسرح؟
المسرح: عمري مع وجود الإنسان، منذ قابيل وهابيل ، أحدهما قتل الآخر، احتار ماذا يفعل بجثة أخيه المقتول، حتى جاء الغراب، حفر حفرة ، انتبه اليه ، بدأ بالتقليد والمحاكاة، وهذا أول عرض مسرحي.
الرجل : ما شاء الله ، عمرك طويل ولم تمت حتى الآن؟
المسرح: اموت متى مات آخر انسان على وجه الأرض، بالمناسبة لم اتعرف عليك ؟ من أنت ؟
الرجل : انا أون لاين.. هل سمعت بي ؟
المسرح: لم أسمع بك ؟ اسمك يذكرني باسماء المطاعم !
اون لاين: نعم بإمكانك أن تقول انا اشبه المطاعم المعاصرة؛ المهم لديها راحة الزبون ، شعارها ابق في بيتك وياتيك ما طلبت !
المسرح: يعني ديلفري؟
اون لاين: نعم .. بالضبط ، فكرت اثناء الوباء.. هل ابق مكتوف الاداء ، اجلس في البيت لا أتحرك، مثل جسد مشلول ؟ قلت مع نفسي ماذا لو قدمت عروضا على شبكة الإنترنت ؟ المواقع كثيرة ، هكذا بدأت العروض تنتج في البيوت !
المسرح: اين الجمهور ؟ أين الممثلون؟
اون لاين : في بيوتهم ! انهم يصنعون عروضا ، لا تقدم في المسارح.. بل في شبكة النت ،
المسرح: انا احتج ! أنكم تخربون بيتي الذي عمره الآلاف السنين، انا احتج.. ( ينتابه سعال حاد مع ضيق في النفس )
اون لاين: ( يشعر بالخوف ) هذه الاعراض لفايروس كورونا، اعتذر منك ساغادر، ضروري يا شيخ .. الذهاب إلى المشفى، علاجك أيها المسرح هو العزل، وإلا ستموت! ( يخرج اون لاين )
( المسرح مع نوبة سعال حادة)
ظلام .. نسمع المسرح يردد، لست مريضا، أرجوكم، انا بصحة جيدة ، اتركوني )
( خبر عاجل )
المذيعة: بعد إصابة المسرح بفايروس كورونا ، تقرر عزله في محجر طبي ، تحت اشراف كادر طبي متخصص ، وذكر أحد الأطباء أن هذا العزل قد يستمر إلى أجل غير مسمى )