كتب الفنان الأستاذ كاظم نصار ميكاواط

#ميكاواط

صديقي 56عاما

غريب الاطوار

ينام في النهار ويتجول في الليل

يمشي لمسافات طويلة ويدمدم

ولاتفهم من دمدمته الاعبارة

وينهم .....وينهم .....وينهم

يمشي على قدميه من حي العدل حتى سبع البور ثم يعود من المشتل الى الرستمية وبالعكس ...

يرتدي نظارة سوداء وفي فمه على الدوام سيجارة حتى ان دخان سيكارته (مثعول) تكاد تراه على بعد 40كم مربع

يضع موبايله في حزامه وكلما رن الموبايل قفز الى السماء من الفزع

وكلما رأى كلبا في الشارع او قطة يركض وراءها ...يركض ...يركض حتى يختفي الكلب اوتقفز القطة في النهر .

حتى انه يكتب عبارات غامضة على الفيس بوك مثل ؛

(عزيزتي المبردة الصينية ...انت وحيدة وغريبة بين اخوات التكييف المنبثقة من سلالة مكيفات الحافظ )

لكن اشد مايؤلمه ويصعد من وجع المرارة عنده هو حساسيته المفرطة تجاه اللغة المكررة والجمل المكررة والكلمات المكررة

فمرة قفز من الطابق الثالث هربا من عبارة (علاوة على ذلك ) التي يستخدمها صديقه كل 12دقيقة ...

ومرة رمى بنفسه من سيارة مسرعة لان احد الركاب استخدم عبارة (من هاي العين لهاي العين )عبر الموبايل 18مرة خلال المكالمة .

وعبارات اخرى مثل (اني جسر للطيبين ) و (يجد ابو كلاش وياكل ابو جزمة )

ومرات عديدة رصده الاصدقاء وهو يهيم في نواحي واقضية مثل جمجمال و سدة الهندية و البعاج و الحمزة الشرقي وحي التراث بسبب كلمات مثل (جينج اوفر .) و(ميزانية وبلنص ) و(3ابر بالوريد )و(حامض شلغم) و (سلفة ام 5ملايين) و(3دفاتر )و(5شدات )و(عين غطه وعين فراش )

ومرات عديدة اخرى كسر شاشة البلازما بسبب الاستخدام المفرط لعبارة (المسرح ابو الفنون )

و(المسرح يجري في عروقي وشراييني)

و(انا شمعة تحترق من أجل المسرح) من قبل عدد كبير من الفنانين والاعلاميين وصناع الراي ...

وقبل ايام اختفى ..اختفى فهرعت للبحث عنه حتى وجدته في احدى المستشفيات وتحديدا في غرفة الانعاش بين الحياة والموت وهو يكرر عبارة (ميكاواط ميكاواط) ...هرع الاطباء وتجمع الممرضون والممرضات وتجمع المرضى وتوقفت السيارات وساد صمت مهيب ..الجميع يريد ان يفهم ماذا اصاب هذا الرجل حتى ظنوا انه مصاب بالكورونا ..حار الاطباء في فهم حالته

حتى اتصلوا بوزير الكهرباء وهرع الرجل الى المكان على عجل

وبعد قبلة الحياة .... وتدخل عاجل من الاطباء فتح صديقي عينا واحدة

وقال للوزير وهو يبكي :

(لعد الله يقبل احنا العراقيين يوميا نسمع عبارة (ميكاواط ...ميكاواط ) من على شاشات التلفزة ...الله يخليك حجي

لعد هي هاي الديمقراطية ..

فهدء الوزير من روعه وامر ان تبدل قنينة المغذي لكن صديقي استل موبايله واخذ صورة سيلفي مع الوزير ....

ثم نشرها على الفيسبوك ومعها عبارة

اني والمبردة الصينية ؟