أخبار أدبية

كتب الفنان كاظم نصار

كتب الفنان كاظم نصار

575 مشاهدة

كتب الفنان كاظم نصار ...

#بغداد - بيروت

عملت بإشارة الاستاذ كامل عبد الرحيم ورحت اقرأ ماكتبه الفنان غانم بابان على صفحته الشخصية حول يومياته في حرب لبنان ثم انني اعيد بين آونة واخرى قراءة كتاب (دم  الاخوين - العنف في الحروب الاهلية ) لفواز طرابلسي وهو استاذ جامعي ومؤرخ وواحد من وجوه الحركة الوطنية اللبنانية

والكتاب قراءة تنقيبية في تصارع القوى السياسية والاجتماعية ووظيفة الملصقات الدعائية ورمزيتها وحتى مقاربة الطقوس القديمة هناك وتحولها لاحقا الى مناسبة أنية وتوظيفها في الصراع وعينات من مسرحيات للماغوط لها صلة بهذا البحث

ثم رحت اقلب طبيعة ماجرى خلال تلك السنوات من الحرب الاهلية اللبنانية من 75الى90

في محاولة للمقارنة بين ماجرى هناك مما سمي بحرب الاخرين على ارض لبنان  وهل ان ماحدث هنا في العراق منذ عام  2003 يمكن تسميته بحرب اهلية ام هو حرب الاخرين على ارض العراق

قادتني المذكرات عن حرب لبنان والتقارير الصحفية والنتاجات الادبية والمقابلات التلفزيونية مع شخصيات وقادة حرب وتقارير مرئية  الى اعادة تقليب تلكم الفترة الحرجة من تاريخ لبنان وتشكل الدولة من جديد بعد اتفاق الطائف

لبنان التي تركها العرب وهم يتابعون كأس العالم فدخلتها اسرائيل واحتلتها واحتلت بيروت

عدا عن ان تلك الحرب قد هجرت اكثر من مليون مواطن لبناني و 150 الف ضحية و 17الف مفقود

واحتلالها من قبل الجيش الاسرائيلي عام 82 وانسحابها بعد ان فرضت انسحاب القوى الفلسطينية من لبنان

في هذه الاثناء كان هناك شعراء وصحفيين وفنانين عراقيين بعضهم كانوا شبابا  سجلوا شهاداتهم اليومية لتلك اللحظات الانسانية الفريدة التي كانت تتشكل بين ما اسموه عاصمة المقاومة( الفاكهاني) وبين احياء بيروت الاخرى وامكنتها وخاصة ازقة شارع الحمرا ومقاهيها ومطاعمها ومطابعها حيث يعمل عددا منهم في صحف ومجلات تابعة للحركة الوطنية وتفرعاتها......  كتابات غاية في المتعة وهي قطع أدبية ماسية غارقة في نوستالجيا لكل تلك الملاذات الحميمة والمضغوطة بالحرب وتأثيراتها واستراق اللحظات الانسانية بين دوي القذائف والطائرات ولعلعة الرصاص  ومنها ماكتبه الشاعر شاكر لعيبي بعنوان (حسرة الياقوت في حصار بيروت) وهي وثيقة أدبية نادرة تضعك في قلب تفصيلات ذلك الجمر ومايكتبه الان على صفحته الفنان غانم بابان من مذكرات واحداث ووصف يفوق الالم وخاصة غياب الشاعر ابو سرحان والفنان كاظم الخالدي الى الابد في احدى حواجز بيروت الشرقية ...مصائر تراجيدية وشعر ويوميات وشظايا وعشق وتوحد وميتات غامضة كتلك التي حدثت للشاعر ادم حاتم في مدينة صيدا عام 93 ونبوءة موته :

ان كان علي

ان احيا مجبرا

ستجدني ذات يوم قتيلا

في الوديان البعيدة

مات الشاعر هناك ودفنته البلدية بدون شاهدة قبر

وكتب عنه الشاعر محمد مظلوم رثاءا نادرا كما لملم قصائده وطبعها في مجموعة وحيدة ....

وحتى قبري غائب طعمة فرمان وشمران الياسري وعددا من شهداء الحرب العراقيين لم يبق لها من اثر

تلك الفترة المنسية في الذاكرة العراقية وحضورها بقوة في كتابات شهودها ومن عايشها تبقى وثائقها قابلة للقراءة المتجددة وتقليب صفحاتها المنسية والحاضرة معا

وهي ايضا قابلة للبحث الموضوعي ومقاربة ماحدث هناك مع ماحدث هنا للوصول الى رؤية ماحدث وتشابهاته واختلافاته

ولعل هذه المقارنة بين الحربين تحتاج الى تنقيب وقراءة متأنية ودراسة الاهداف والنتائج ومصلحة كل طرف مشترك وتحالفاته