عنوان لوحة " غويا "...

زُحَل يلتهم ابنه هو عنوان لوحة الفنان "غويا" والتي رسمها في أخر حياته ،الفنان "غويا" هو رسام فلاح اسباني ولكنه أصبح فيما بعد الفنان الأول للبلاط الملكي.
عاش "غويا " حياة عابثة ماجنة بين الأسرة الملكية، إلا أن لوحاته عبرت عن معاناة شعبه، فتمثل هذه اللوحة نظرته السوداوية الكئيبة للبشرية، وتعكس هستيريا داخلية وخوفه من الجنون بعدما أصيب بمرض عانى منه لأشه، شفي من المرض، إلا انه بقي أصما حتى نهاية عمره، فاستسلم على اثر ذلك للوساوس الداخلية، و لخوفه الخارجي من شدة تأثره بالحروب النابوليونية، و قلقه من الاضطرابات السياسية التي ألمت بوطنه أسبانيا آنذاك.
هذه اللوحة تصوّر زُحَل : إله الزمان الروماني، وهو يلتهم ابنه، في استباقٍ أنانيٍ و وحشي لنبوءة ذهبت إلى أن هزيمته ستكون على يد أحد أبناءه، وفي الأسطورة، زُحَل العملاق، يبدأ بافتراس جميع أطفاله مدفوعا بخوفه من أن يُخلع عن عرشه، واقفا في الظلام بأطرافه العملاقة ممسكا بجسد ابنه. ويحفر أصابعه البدائية في الجزء الخلفي من جسد ابنه. وقد أكل للتوّ الرأس وأحد الذراعين. فم زحل مفتوح على اتساعه ليفترس ذراع ابنه الثانية. بلمعة عينين تصور مدى جنون الوحشية.
كما حال احداث الربيع العربي ، فالكل يأكل أطفاله خوفا من تحقيق النبوءة ،هذا الربيع العربي : المطابق لأفلام ولوحات آكلي لحوم البشر.
فماذا بعد الربيع العربي؟إن كان حقا ربيع! بالعربي؟!

بقلم: رجـ المكحل ـاء

صور متعلقة

كتبت الفنانة التشكيلية .. رجاء المكحل .. زُحَل يلتهم ابنه