مواضيع للحوار

لماذا من حولك اغبياء  قراءة في مسرحية  مزاد علني

لماذا من حولك اغبياء قراءة في مسرحية مزاد علني

878 مشاهدة

#لماذا من حولك اغبياء !  قراءة في مسرحية  مزاد علني

#للناقد _حسام _الدين _مسعد _مصر

22/5/2020

لماذا من حولك اغبياء  قراءة في مسرحية  مزاد علني

#للكاتب _عمار _نعمه _جابر

#حين شرعت في مطالعة نص «مزاد علني » للكاتب عمار نعمه جابر، تذكرت كتاب في التنمية البشرية عنوانه « لماذا من حولك أغبياء » كان الكتاب يناقش، لماذا نري الآخرين في بعض المواقف اغبياء !

ويدعونا لأن نضع انفسنا في موقفهم، قبل الحكم عليهم بالغباء.

هذا ما جعلني، كرجل عربي، ان يضع نفسه محل «ا لزوجة » بطلة نص «مزاد علني » للكاتب عمار نعمه جابر. هذه الزوجة التي بلغ بها العبث، ان تعرض زوجها للبيع في مزاد علني !

 ضاربة بالتقاليد والاعراف والشرائع السماوية، وغير السماوية، عرض الحائط، بل إنها تتباري في العبث من خلال التسويق لبضاعتها، فيما بعد البيع، وفي حوار يخلط العبث بالواقع، او بالأحرى في واقعية سحريه، يسترقنا الكاتب الذي استهل نصه بصدمة أو مفارقه للقارئ العربي، ذو الأعراف والتقاليد، التي جعلت من مجتمعه هذا مجتمع ذكوري الهوية، تأتي فيه المرأة ممثلة في الفتاة والزوجة والأم، في مرتبة تلي الرجل. فيصدمنا الكاتب بهذه الزوجة التي تفتتح مزاد علني لبيع زوجها. لكن الزوجة في مزادها العلني، لا تذكر عيوب بضاعتها، أو الاسباب التي دفعتها لبيع زوجها، سوي أنه لم يعد منه نفع، وإذا وضعنا انفسنا محل هذه الزوجة،  وتساءلنا عن ماهي الدوافع التي قادتها لهذا الفعل العبثي ؟

ولماذا استكانة وجمود الزوج أو السلبية التي قصدها الكاتب ؟

فأنه يتحتم علينا ان نتذكر، جدلية السيد والعبد ل(هيجل) والذي يفترض فيها، أنه عندما يصبح السيد عبدا للعبد، ويصبح العبد سيدا للسيد، وبذات سلاح القهر فإننا نصبح أما جدلية السيد والعبد، وهذا ما طرحه عمار نعمه في نصه مزاد علني. انها جدلية الزوجة في المجتمعات الذكورية، حيث استطاع أن يرمز بالمزاد العلني، علي غرار الاسلاف في "سوق الرقيق" الذي أصبح نخاسته تسيطر عليها امرأه، تتحكم في مصير رجل، في مجتمع ذكوري، مما يجعل القارئ يغوص في عبث الفكرة، ويتجادل معها جدلية السيد والعبد، لكننا نبحث في دوافع الزوجة، التي تطرح زوجها للبيع في مزاد علني، فهل تعرضت للقهر؟

 وما هو سلاح القهر ؟

إن عمار نعمه جابر اكتفي بالحوار العبثي، ولم يوضح لنا ما هية دوافع هذه الزوجة، في بيع زوجها، سوي قولها أنه لم يعد يجدي نفعا، وأعتمد علي أيدولوجيات القارئ، الذي يعلم ان نظام الزواج في المجتمعات الذكورية أو العربية لم يتحرر بعد من سيطرة التجارة والبيع والشراء لم يتحرر نظام الزواج من كونه سلعة، كأي سلعه، وهذا هو سلاح القهر بالنسبة للمرأة في المجتمع الذكوري ، وهذا هو الدافع الرئيس في جدلية الزوجة والزوج، الرجل والمرأة، السيد والعبد.

إن ما طرحه عمار نعمه جابر، من جدلية السيد والعبد، لهو امر فلسفي بالغ التعقيد، إلا أن الزوجة في نهاية النص تتجادل مع نفسها، ويبلغ ميزانها التساوي في لا مبالاة صريحه، وتمنحه هديه لزوجة اخري ودون مقابل !

 وكأن الزوج أو الرجل لم يعد يمثل لها أية قيمه، فقررت ان ترتقي بنفسها ، لتحدث التوازن النفسي ، لتظل سوية كما أراد لها المؤلف.

إن عمار نعمه جابر لم يحدد الزمان والمكان في نصه، ولم يشير إلي ملامح الشخصيات، لكن هذا التجهيل كان امرا محمود، إذ جعل القارئ يتجادل مع الفكرة الأساسية، التي ابتناها الكاتب ليوضح لنا معاناة المرأة في المجتمع الذكوري، والي اي مدي قد نصل ان لم نتدارك الأمر.

لقد قدم لنا عمار نعمه جابر صدمة عبثيه، وصرخة استثنائية  للمرأة  في مجتمع ذكوري.