مواضيع للحوار

مجموعة المسرح ثقافه  تطرح نقاشا حول مصطلح  المسرح المعاصر

مجموعة المسرح ثقافه تطرح نقاشا حول مصطلح المسرح المعاصر

1631 مشاهدة

المسرح العربي

مجموعة المسرح ثقافه  تطرح نقاشا حول مصطلح  المسرح المعاصر

 

FAWANESALMASRAH

الفوانيس المسرحية

 

 أدار دفة الحوار "سامي الزهراني" مؤسس المجموعة وبمشاركة مجموعة من المسرحيين الأعضاء :

-المسرحي العراقي بشار عليوي
-الناقد المصري د. محمود سعيد
-المسرحي الجزائري الحبيب سوالمي
-نقيب المسرحيين اللبنانيين شاديه زيتون
-المسرحي اليمني هايل المذابي
-المسرحي البحريني خالد الرويعي
-المسرحي المغربي المختار العسري
-المسرحي السوري د.عجاج سليم
-المسرحي السعودي علي الزهراني (لسعلي(
-
المسرحي المغربي عبدالجبار خمران
-المسرحي المغربي أمايور
-المسرحي السعودي حسين آل عبد المحسن

بدأ النقاش بفكره طرحها المسرحي العراقي "بشار عليوي" حين اقترح : عرض مصطلح ( المسرح المعاصر) للنقاش ، كون النقاش حول أسسهِ ومرجعياتهِ ، ما زال موجوداً .

وكتب الناقد المصري "محمود سعيد" في مداخلاته :
-
المسرح الاستمرادي : مصطلح قديم متجدد يعني : طلب التمرد ، مشتق من كلمتي هياج واثارة ، ويطلق علي نوع من المسرحيات ظهر في أوروبا وأمريكا في بدايات ثلاثينيات القرن الماضي وتدعو الي التمرد والثورة الاجتماعية علي اساس ماركسي ولا يزال استخدام المصطلح جاريا علي هذا المفهوم “وذلك كما عرّفه الدكتور "إبراهيم حماده" في : معجم المصطلحات الدراميه والمسرحية
 -
وهو مسرح قديم متجدد لكنه لم يحظ بدراسات كثيره بل ما زال هناك لبس في المصطلح فالاحتجاج فرع بسيط من هذا المسرح وهو مسرح مهم ولا يعلم عنه الكثير شيء و لا ينفصل عن المسرح المعاصر .
-
أما كلمة المعاصر كما جاءت في الكتب تعني الشيء الذي لم يمر عليه أكثر من قرن من الزمان وفي المسرح هي كلمة مطاطيه أشبه بالغاية التي تبررها الوسيلة بلا داعي
 -يرى أنها كلمة جديده علي المهرجان منذ العام الماضي لكنها لم تضف جديداً فالمهرجان احتوى علي العديد من المدارس المسرحيه المتنوعه وهذا يحسب للدكتور "سامح مهران"، هو جهد مهم ومنظم علي الرغم من ضعف مستوى بعض العروض ، ويؤكد أنه بالفعل كلمه معاصر لم تأت بجديد .

-من جانب آخر يرى أن التحديث صفه يجب أن تتوافر في اي عرض أو أي نص مسرحي أو ورشه مسرحيه فالتحديث لابد من وجوده بأي شيء فني أو غير فني لكن ربط المعاصره بالتحديث ربما هو ربط تعسفي ويحتمل أكثر من راي ، "اسخيليوس" منذ آلاف السنين قام بالتحديث في العرض المسرحي لدرجه أنه اعتبر اول من جرب في المسرح ، التحديث اصبح هدفاً وغايه اما المعاصرة شيء آخر ، أما الورشه ، المعمل. المختبر فهي أسماء يعتقد أنها تنبثق من البروفه ولايرى سبباً لهذه المسميات ووضعها في إطار مغاير ، البروفه الجيدة هي ورشه وهي معمل وهي مختبر اهم شيء الناتج يخرج عملاً مسرحياً مميزا لا مجرد أسماء يلعب بها ويتلاعب أكثر من مسرحي في العالم العربي لوضعها في مكان غير مكانها ، لذا يصدق المثل القائل : كالجبل يتمخض ليلد فارا ، هي بعض التجارب فقط لأن هناك تجارب نجحت كثيرا لكن لم تستمر وكان أصحابها استتفذوا أسباب وجودها .

ويذهب إلى ضم شتى الأنواع والمدارس تحت مسمى واحد هو المنشود بمعني ان التقطيع والتجديد احيانا يضر بالمصطلح .
-
إضافة إلى أن الصيغ المبتكره هي أحد أهم سمات التحديث المسرحي حتي وان اختلفت الرؤى والفرافير قديما مسرحيه يوسف إدريس في ستينيات القرن الماضي خير مثال خاصة ان المخرج "كرم مطاوع" حدّث كثيراً وغير من رؤية المؤلف لدرجة أن المؤلف استشاط غضباً لكن اثبتت التجربة ان رؤية وتحديث المخرج الافضل وكانت سبب نجاح المسرحيه وتتعدد الأمثلة علي فعل الابتكار داخل المسرح وأهميته نصاً وعرضاً

- حتي التناسج الثقافي نفسه يحتوي علي الهدم إلى حد بعيد لدرجه أن المصطلحات تداخلت بمصطلح التناسج والمثاقفة بشكل جعل من تجربة بيتر بروك اتجاهاً مغايراً عن رؤية "ايريكا فيشر ليشته"، وعن العديد من الاتجاهات الحديثة في العرض المسرحي خاصه تلك العروض التي تعتمد علي فكره التمازج .

*أما المسرحي العراقي بشار عليوي ففي مداخلاته يرى :

إن ثمة إشكالية في ترجمة المصطلح ، لأن المفروض هنا العرض وليس النص .
-
وكي يكون المفهوم والمصطلح متفاعلاً ويتمتع بالحيوية الراهنة فإن أقرب توصيف : هو( المسرح الاحتجاجي) أو ( مسرح الاحتجاج ) .. وقد تمت دراسته بعمق وتم التوسع في تبيان ماهيته من خلال عديد الدراسات والابحاث.
 -
كما أن صفة المعاصرة حالياً وفية لمخرجات المشهد المسرحي الجديد في العالم ، هي صفة العروض التي قاربتْ كثيراً مُستوى التحديث الذي طرأ على المشهد المسرحي للبلد الذي قَدمتْ منهُ , فضلاً عن أنها هي مُخرجات فعالية ورشوية مُنضبطة , وهذهِ إحدى سمات المسرح المُعاصر عالمياً , بمعنى ان ” المسرح المعاصر” هو العرض المسرحي المتأتي من فعل ورشوي مُنضبط ،

وهذا ما حصل بالضبط مع عروض مهرجان القاهرة الاجنبية منها تحديداً .. محدداً أنه يقصد الجانب التطبيقي المعملي .
-
ويراه مصطلحاً ضمن سياقات محددة معروفة ، ضرب مثلاً له بالعروض الاجنبية بكُليتها ، وبخصوص توصيف مهرجان القاهرة بالمعاصر ، يرى أن الامر يتعلق بمصر الدولة المنظمة للمهرجان ، مؤكداً أن لدى الأشقاء المسرحيين في مصر أسبابهم التي دفعتهم لإضافة مفردة ( المعاصر) إلى لافتة المهرجان الإشهارية وهي معروفة للخروج بتسوية مقبولة عن المهرجان بوصفه امتداداً لفعل ثقافي ما قبل ثورة يناير ٢٠١١ .. ويرى أيضاً : أن هذه الإضافة عامل ثراء للمهرجان ، لأن ينبغي ومن وجهة نظر نقدية مُجردة، الحُكم على المهرجان بجميع فاعلياته ( عروض /ورش/محاور فكرية) .

 -أما مايخص المعاصرة فرأيه أنها خرجت من كونها تتعلق بالظرف الزمني، المعاصرة هُنا : المخرجات التطبيقية التي تتشكل في صيغة عرض مسرحي ، ودليل ذلك لو تمت مراجعة جميع الوصلات الإشهارية عن تلك العروض لكانت تتأبط يافطة ( إنتاج معمل كذا المسرحي) ( إنتاج ورشة كذا المسرحية ) …. وغيرها
وبتحديد أكثر : فرق واضح بين كلا المصطلحين من حيث الصياغة لكنهما مُتداخلين مع بعضهما البعض ، فالتجريب في واحد من أكثر من ٢٠ تعريف تم الاتفاق عليهنَّ جميعاً في الدورة الثالثة من مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي ، يقصد به العرض المسرحي الذي يحتوي على الجِدة والجديد .

 -وكتب أيضاً استكمالاً لمداخلاته : ينحصر مفهوم المعاصرة في المسرح على المسرحيات التي تتأتى بفعل ورشات معينة مع الأخذ بنظر الاعتبار تمظهرات عصرنا الحالي ، عصر الصورة.. عصر الوسائطية ، والآخذ من هذه التمظهرات من قبل مُنتجي العروض ..
أما المعاصر والتجريبي تنبه لهُ القائمون على مهرجان القاهرة، فالتوصيفين يـكملان بعضهما البعض ، وهذا أعطى مُرونة كاملة وفسحة حُرية لتبني العروض المسرحية التي تنطوي تحت سياقاتها التقديمية مختلف التيارات والاتجاهات ذات المنحى التحديثي
 -أما عن تحديد المصطلح هو أمر ضروري وتوصيفه بدقة مأخوذة من التطبيقات المعملية ، ضروري جداً ، والمعملية : منهاج عمل يشتمل على جانبين نظري وعملي ضمن سياق ورشوي .. بمعنى الأخذ بالاعتبار المعطيات التطبيقية التي تُستخلص مع كل يوم من أيام العمل واستمزاجها مع المنهاج الذي يضعهُ المُدرب المسرحي وهو دائماً ما يكون المخرج نفسه .

 -برأيه لا يوجد هدم لثقافة مقابل ثقافة أو مسرح مقابل مسرح وإنما يوجد ( تناسج ثقافي) بين ثقافتين أو مسرح ومسرح آخر ، وهو ما اهتمت به المفكرة الألمانية “ايريكيا ليشته ” المتخصصة بتناسج ثقافات الفرجة ومتجاوراتها فضلاً عن كتابها المهم ( من مسرح المثاقفة الى تناسج ثقافات الفرجة) ترجمة "د.خالد امين" والصادر في طنجة المغربية عام ٢٠١٦ وكذلك كتاب المجتهد "د.هشام بن الهاشمي" في ذات السياق ..

 -كتب أيضاً : مصطلحات ( الامبريالية) و(العولمة) عفى عليها الزمن ، فنحنُ في عصر الوسائط باختلاف انواعها التي لها السيادة الكاملة على حياتنا سواء كنا عرب ، مشارقة، مغاربة ، قومجية … وغيره ..
والمسرح ليس ببعيد عن كل هذا ، فهو وسيط موسع يستوعب كل الوسائط وهذهِ واحدة من سمات مسرحنا المعاصر
ومن الضرورة أن يواكب المسرحي كل التحديثات الحياتية .

ويرى رئيس المجموعة "سامي الزهراني" في مداخلاته : من وجهة نظر شخصية : إن المسرح المعاصر هو مصطلح مطاطي يستطيع أن يحوي كل الأشكال ومدارس الإخراج المعروفة ، بمعنى أنه من الممكن رؤية مسرحية ملحمية أو من مسرح العبث أو اللا معقول بروح معاصرة فيطلق عليها مجازاً المسرح المعاصر ، حيث يرى أن المصطلح لا يشير إلى شكل أو مدرسة معينة فالمسرحيات بمختلف اتجاهاتها الان تندرج تحت هذا المسمى

-كما يرى أن المصطلح جدلي واستخدامه في مهرجان القاهرة خلق الكثير من الارتباك حول عروض المهرجان ، خصوصا انه المهرجان الأبرز الذي يستخدم هذا المصطلح ، وربما كان المقصود منه أن يكون خاصاً بالمسرحيات التي يقوم عليها مسرحيين معاصرين يناقشون هموم العصر الحالي ، مستفهماً في ذات السياق عن عروض المهرجان ومدى خروجها من ورشة ، مطالباً بمن يستطيع ان يتقصى هذه الحقائق ويحكم عليها مستدلاً على ذلك بالعرض الأردني كونه ليس عرضاً نابعا من ورشة ، حيث أن “إياد” مخرج العمل مخرج تقليدي ولا يعمل بالفكر الورشوي

-مضيفاً أن ما تراه أنت من وجهة نظرك معاصراً هو انعكاس لثقافتك فقد يكون من وجهة نظر شخص آخر آيس معاصراً لأنه شاهد هذه التجربة في فترة زمنية سابقة ، جازماً أن كل شيء نسبي ما بين الاصالة و القديم والمعاصر وتعتمد بشكل رئيس على ثقافة المتلقي بالدرجة الأولى .
ويضيف أيضاً : الحوار يقوم على المقاربة لأن المصطلح مسرحي والمسرح علم دخيل على مستوى الثقافة العربية ولم نستطع أن نتوافق معه ولم يطاله التجديد العربي بعد ، لا نزال ندور في فلك الغرب إلى الآن .

المسرحي الجزائري "الحبيب سوالمي" يرى في مداخلاته أن : مصطلح ينزاح نوعا ما للمسرح الملحمي الذي اصبح تعليميا او بمعنى اصح كان تعليميا ثم اصبح ثورياً فالمسرح المعاصر في مفهومه الاصطلاحي هو : تلك التحارب المسرحية التي ظهرت خاصة على مستوى العرض بداية من خمسينيات القرن الماضي أما أن ربط مصطلح المعاصر بالورشات فلايعتقد أنه توصيف دقيق وصحيح ، فالمسرح مهما اختلفت مصطلحات تعريفه أو تعريفات التيارات الحديثة او الما بعد حداثية وحتى العولمية فإنه لا يخرج عن الوظيفة الاجتماعية اولا باعتبار الانسان اجتماعي بطبعه والمسرح انساني ، هذا من جهة ومن جهة اخرى هذه الوظيفة لا يجب ان تعطي المبرر للدخول في إعطاء دروس ومواعظ اجتماعية فالمسرح فن والفن لا يحب الابتذال ولا المباشرة بل هو متعة فنية تتضمن رؤية اجتماعية ، والمقصود بالاجتماعية كل ما له علاقة بالمجتمع

 -ويرى أيضاً أن أغلب العروض التي نشاهدها في الوطن العربي وحتى في اوروبا ليست ورشية بل هي حرفية منها الاحترافي فنيا ومنها التجاري وهو مسرح معاصر وما يتم في الورشات ماهو الا جزء من كل .

 -وقد حصر سمات المعاصرة في مجموعة من النقاط اهمها : 1 الواقع المعيش 2 الادوات الاجرائية متمثلة في وسائل العرض 3 تجريب الفكر الفلسفي لمرحلة من المراحل 4 المضمون الفكري للعمل المسرحي ومجراته للعصر 5 التجديد شكلا ومضمونا
ويحمل المسرح المعاصر في طياته المسرح التجريبي فمصطلح المعاصرة اشمل من التجريبي ولذلك فالمسرح التجريبي جزء من المسرح المعاصر مثال ذلك المسرح اليوناني والكوميديا اليونانية فالكوميديا هي جزء من كل متكامل في المسرح اليوناني كذلك هو التجريبي هو جزء من كلية المعاصرة في المسرح .

- في مداخلة أخرى يؤكد أن المسرح المعاصر ليس مصطلح بقدر ما هو رؤية لحالة فنية في زمننا هذا وبعد 100 عام ما نقول نحن عنه انه معاصر سوف يكون تاريخا لمرحلة مسرحية زمنية معينة فالمصطلح يبقى مصطلح و مثال على ذلك التطهير ظل يتداول بهذه الصفة وبهذا المدلول رغم ما اعتراه من اختلافات في وجهات النظر ولكن المعنى العام للمصطلح بقي منذ "ارسطو" كذلك مثلا الفارس او الكوميديا السوداء ولكن يستحيل ان ينظر الى مسىرح اليوم على انه مسرح معاصر بعد 100 سنة
وفي مداخلته الأخيرة كتب : المسرح غربي النشأة ولا نستطيع تجاوز الشكل بل التجديد يجب ان يكون في المضمون فهل يستطيع شاعر اوروبي يشتغل على خصائص الشعر العربي ثم يقول انني انتج شعرا “عرغبيا” مثلا ، اكيد لا يستطيع الا في المضمون لأن المسرح هو فن عالمي اثل نشأته الغرب وعلى هذا فالتجديد يجب أن يكون مضمونياً .

المسرحي اليمني "هايل المذابي" في مداخلاته كتب أن : التجريب هو تجديد في الادوات و العناصر الجمالية بهدف توسيع افق التلقي و الطموح لتحطيم القوالب المتعارف عليها و اسقاط جميع الثنائيات الفاعلة داخل بنية النص الداخلية و خصائصه الخارجية المميزة له داخل نطاق الشيفرة اللغوية الجمالية .

وهناك ثلاثة مستويات للتجريب في أي نتاج إبداعي حيث سنجد التجريب البنيوي ,التجريب المضموني و التجريب الاسلوبي .
والتجريب يحمل معنى الإبداع والخلق والمحدث والجديد لكنه ليس بالضرورة أن يكون له سمات المعاصرة لإن ادواته لا يشترط فيها الحداثة فنحن نستخدم اللغة وهي ليست حديثة من اجل خلق شيء وابداعه وتجريبه
والتكنولوجيا هي مظهر معاصر وحداثي بمعنى تجريبي أيضا لكن هذه التكنولوجيا تحمل معنى التقليدي أيضا خصوصا إذا ما نظرنا إلى أصولها في القصص القديمة مثلا يتحدث العالم اليوم عن نظارة بجماليون او نظارات العالم الثلاثي الأبعاد وأصله قصة للإطفال كانت تحمل اسم نظارات "بجماليون" وبالمثل نجد قصة : ” ألس في بلاد العجائب ” "لدود جسون" التي تنبأت بحداثة القصص التي نجدها اليوم حول الثقوب الدودية والأكوان الموازية التي تنبأت أيضا بها نظرية النسبية "لأينشتاين" ، لذلك لايوجد شيء خالص في المعاصر والتجريبي والأصولي القديم ، فالتقليدي الأصولي يستخدم كل مظاهر التحديث وأدوات الحداثة في معركته ضد الحداثة والتجريبي لا يمكن أن يخترع أدواته بدون استخدام القديم الذي يثبت من خلاله وتفوقه عليه شكلا ومضمونا وفي كل المستويات أنه محدث وجديد ..

والخلاصة كل شيء نسبي في حالة التحديث والأصالة والقديم والمعاصر
-النموذج الذي قدمته أوروبا للمسرح يمكن القول أنها قدمته كممارسة أما النموذج المسرحي كشكل ثقافي فهو موجود كأحد النماذج العليا في كل الحضارات القديمة التي كما يقول الدكتور "عبدالعزيز المقالح" :”ضرورة حضارية لا تكتمل إلا به “واستدل "بكارل يونج" عن النماذج العليا التي نستطيع أن نلمسها في كل سلاسل النقل من حيث أنها وعي جماعي ينتقل من جيل إلى جيل وكما يقول صديقه "حبيب سالم" : إن التجديد يكون في المضمون فقط لأن الحضارة الفرعونية والسبئية والآشورية كلها كانت تمتلك مسرحا يعبر عن وجودها الحضاري المكتمل ، وعن التنوع الإنساني و ضرورة احترامه نتحدث به صرف حول ما سمي بالحضارة العالمية أو الثقافة العالمية و نسميها المسرح العالمي..

  • إن التقاء ثقافاتين مسرحيتين قد يؤدي إلى نتيجتين فإما أن يؤدي إلى تصدّع وانهيار نموذج أحد الثقافتين المسرحيتين و إما أن يؤدي إلى شكل أصيل بمعنى ولادة نموذج ثالث لا يمكن اختزاله في النموذجين السابقين و هذا يعني أنه ليس هناك تلاقح مسرحي دون مستفيد و المستفيد الأول هو ما يسمى بالمسرح العالمي الذي لا يمثل مسرحا متميزا عن المسارح الأخرى و متمتعا بنفس القدر من الواقعية و إنما هي فكرة مجردة و مساهمة الثقافات الفعلية المختلفة في المسرح العالمي لا تقتصر على لائحة الابتكارات الخاصة التي أضيفت له، خاصة و أن البحث عن جدارة مسرح ما باختراع أو بآخر هو أمر لا يمكن التثبت منه ثم إن المساهمات الثقافية في المسرح العالمي يمكن توزيعها إلى صنفين فمن جهة لدينا مجموعة من الإضافات والمكتسبات المعزولة التي يسهل تقييم أهميتها و هي محدودة.

و من الجهة المقابلة لدينا إسهامات نسقية ترتبط بالطريقة الخاصة التي يختارها كل مسرح للتعبير أو لإشباع مجموع طموحات إنسانية و المشكل هنا لا يتمثل في قدرة مسرح ما على الانتفاع من نمط مسرح جيرانه ولكن إذا ما كان هذا المسرح قادرا و إلى أيّ مدى يكون قادرا على فهم و معرفة مسرح جيرانه؟ و من هذا المنطلق فإن المسرح العالمي لا يمكن أن يوجد إلا كفكرة من حيث أنها: تحالف للثقافات المسرحية التي تحتفظ كلّ واحدة منها بخصوصيته.
-
وما فعلته الإمبريالية أكبر بكثير من مجرد هدم والمثاقفة كانت تعني أكبر من الهدم في التعريف الإنثروبولوجي الإمبريالي حتى انتصر العرب للمعنى بالمثاقفة المعكوسة ولعل السؤال مازال قائما: كيف يمكن تصنيف العولمة بدون أن نذكر هدم الثقافات و الصهر والدمج والصب في القالب والاستبعاد أيضا
ويرى أن : اللامركزية مهما بلغت في شأنها لا تلغ المركزية ، الذي هو السبب في كل ما تراه في اللامركزية و تتمتع به يشبه أن ترى دولة عظيمة في ديمقراطيتها و لشدة تلك اللامركزية في الديمقراطية ليس لها رئيس وهذا مما لا يحدث أبدا .

نقيب المسرحيين اللبنانيين "شادية زيتون" :
كتبت في مداخلتها : اللغط الذي جرى حول تسمية مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر لم يكن صائباً لأن هناك فرق مابين التجريبي والمعاصر
- التجريبي يتلخص في مواجهته التقليد والمؤسسة والاستغلال التجاري وفقا ل (باتريس بافي)

الكاتب السعودي "ناصر العمري" كتب : إشكالية المصطلح مثار إشكالية كبرى في الفكر العربي
تتجاوز هذين المصطلحين إلى مصطلحات آخرى عديدة
لأن المصطلحات تنتقل إلينا وهي محملة بحمولات مفاهيمية كبيرة سواء كانت تلك الحمولة المفاهيمية على المستوى الفلسفي أو على المستوى التاريخي أو حتى على المستوى العقائدي وحتى اللغوي
وبالتالي من النادر أن نجد اتفاقاً نهائياً وناجزاً
حتى على أشد المصطلحات وضوحاً

وكتب المسرحي المغربي "المختار العسري" في مداخلاته :
-التجريب آلية لتطبيق الحداثة، إذ تتمظهر هذه الأخيرة في الحقول الإبداعية من خلا له، فهو” مغامرة إبداعية في مجال الفنون والآداب” وهو تجربة “يرتاد مناطق بكرا غير مأهولة عن طريق استخدام أدوات جديدة” إنه يعلن القطيعة مع الأشكال التقليدية، ويسلك درب البحث عن أنماط جديدة ،وبالتالي ” التجريب يتضمن نفسا حداثيا يتجلى في نفي ما هو قائم، ورفض ما أصبح مسلما به إنه فعل التمرد والقفز على الثابت والتعاليم المطلقة، والقبول فقط بما يمتلك القابيلية للتجديد وإمكانيةالتغيير
-
بات المسرح المعاصر اليوم عبارة عن نسيج يضم العديد من الاشكال الثقافية ، مستفيداً من العولمة وانفتاح الشعوب على بعضها البعض.
صحيح ان البعض قد اغرق في التقنية لكنها تبقى من سمات المسرح المعاصر
-أما الوسائط فتحت للمسرح الافق نحو العالم الخارجي و باقي اشكال الفرجة ناسجا لهه من اجل ان يصبح اكثر تنافسية لما يوفره السمعي البصري من إغراءات .

ومن جانب آخر كتب المسرحي المغربي "عبدالجبار خمران" في مداخلاته :
- المسرح المعاصر ليس اتجاها وليس مدرسة مسرحية بقدر ما هو توصيف معرفي للدلالة على التناول الفني والمعالجة الجمالية والفكرية من داخل شكل تعبيري اسمه المسرح من صفاته الملازمة للمعاصرة كتناول وكمفهوم.. فكيف نعتبر مثلا “شكسبير معاصرنا” /عنوان كتاب يان كوت / ذلك اننا ما نزال غربا وشرقا نجد مآسي ومواضيع تراجيديا وكوميديا تهمنا وتخاطب عصرنا وتناقش وجداننا .. وكتاب عديدون ومسرحيون ومبتكرون لنظريات وتطبيقات مسرحية استطاعوا ان يكونوا معاصرين من خلال تناولهم لمواضيع انسانية وجمالية كبرى فتوارثت الاجيال اعمالهم بحب واحتضنت رؤاهم وتصوراتهم الحركات النقدية والفكرية بالتحليل والنقاش وعولجت جماليا من خلال التحيين واعادة القراءة الجمالية والفكرية

- أضاف : وكذلك مفهوم التجريب فهو ليس مدرسة قائمة الذات وليس تيارا فكريا وجماليا بقدر ما هو المرجعية الاساس للعملية الابداعية التي تحرك اي مبدع اصيل
الانخراط في التجريب المسرحي ليس انخراطاً في اتجاه بالمعنى الحرفي.. بقدر ما ان دينامكيته الخلاقة تخلق اتجاها جماليا وفكريا في المسرح… فتجريبية "بريشت" خلقت اتجاه المسرح الملحمي.. وتجريبية "مايرخولد" خلقت اتجاه البيوميكانيك وتجريبية "آرتو" خلقت اتجاه مسرح القسوة وتجريبية "أغستو بوال" مثلا خلقت مسرح المقهورين…الخ فكلهم انخرطوا في عملية التجريب لخلق توجهات مسرحية وكلها تدخل في منظومة المسرح المعاصرة .. حتى نعود الى مربط فرس النقاش الدائر… وقد نجد اشتغالات مسرحيبن غير معاصرين لنا “زمنيا” اكثر معاصرة في التناول الفكري والجمالي ممن هم يعاصروننا زمنيا ذلك ان اعمالهم لا تخاطبنا ولا تتفاعل مع القضايا التي تهمنا وتخاطب وجداننا الفردي والجمعي….

 -ويرى "عبد الجبار خُمران"  أنه وحتى لا تقتصر الامثلة التي ضربها بخصوص التجريب على المسرح الغربي .. فالمسرحيون العرب جربوا طبعا ولكن اغلبهم داخل منظومة المرجعية الغربية للمسرح .. فاستفاد "الطيب الصديقي" في "المغرب" من المرجعية المسرحية الفرنسية "لاندري فوازان" الذي تدرب على يديه في المغرب واستاذه الكبير "جون فيلار" في "فرنسا" .. جعلت اشتغالات "الصديقي" المسرحية الاولى عبارة عن معالجات اخراجية لنصوص من الربرتوار المسرحي الغربي.. وعندما انتبه الى جماليات الاشكال الفرجوية التقليدية المغربية ك “الحلقة” و “البساط” تعامل معها من داخل معارفه المسرحية الغربية التي راكمها طيلة تجربته الاولى… فادخل هذه الى الاشكال الى العلبة الاطالية مما خلقت شكلا مسرحيا “هجينا” بالمعنى الجمالي الايجابي… وطبعا كانت تجربته مسرحا معاصرا.. من حيث التناول الجمالي والفكري .. ولمس وجدان الشخصية المغربية والعربية .. ووظف شخصيات تراثية داخل اطار مسرحي معاصر.. وتطرق لمواضيع معاصرة من خلال اشتغال معاصر على المقامات مثلا .

المسرحي السوري "د. عجاج سليم" حدد مداخلته حول أهم سمات المسرح كونه فن يحدث الآن وهنا…وبذلك تبدو صفة المعاصرة شرطا ضروريا للمسرح…وتعني الآن وهنا أن المسرحي على صلة وثيقة وإدراك ومعرفة لحاجات المجتمع وقضاياه. ..أحلامه ورغباته….
وهذه السمة تنسحب على كافة عناصر العرض التي ينبغي أن تخاطب المشاهد ب ( وسائل وادوات) عصرية….وبلغة بصرية مدركة لأهمية الصورة إن ميزة المسرح في بعده الرابع. لافرق في ذلك بين نص يوناني أو أفكار يتم الارتجال عليها.
وهنا تتدخل آلية البروفات التي ينبغي بعد تجارب عالمية أن تتجاوز القراءات التقليدية وان تكون فعالة يشارك فيه العقل الجسد لتحقيق الأهداف والرؤية التي وضعتها الفرقة أمام نفسها بهدف تحقيقها، ليبرز فهم المخرج للطرق المتطورة في تجسيد العرض على الخشبة. وخلق الجو الابداعي الذي يكون فيه للجميع الدور الهام وبحيث يشكل تكامل العناصر بنية جديدة تضم الأجزاء وتنتقل بها إلى الصورة النهائية للعرض. ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال بروفات غير تقليدية ومنها مبدأ الورشة .والورش ليست شرطا لبناء عرض معاصر.
ولأن سمة الإبداع التجديد…فإن التجريب يدخل في صلب العمل الإبداعي الذي يشكل أيضا آلية تنحو صوب الإبداع والتجديد. والمسرح المعاصر يفترض كل ما سبق…هو الرغبة ليس فقط بتفكيك آليات العمل التقليدي لبناء العرض المسرحي. بل يصل إلى مرحلة التقويض لكثير من الآليات الكسولة التي لا تضيف للمسرح أي نجاح أو تطور..وبالتالي هي بعيدة عن نيل شرف المعاصرة التي تمثل شرطا للتطور وتقديم الجديد.

  • منذ سنوات طويلة والمسرح العالمي وكذلك تجارب عربية كثيرة تعتمد صيغ مبتكرة لإنجاز العرض….وهي ليست وصفة أو آلية جامدة لأن ذلك نقيض الإبداع. أما الجلسات التقليدية حيث يجلس الجميع حول الطاولة للقراءة ومن ثم يحملون النصوص بهدف الحفظ والاستنكار . فعمر تلك طرق عفى عنها الزمان ولاتستطيع إيصال أي عرض مسرحي إلى إبداع معاصر.
    ولذلك تبدو أهمية الاطلاع على التجارب المسرحية المتعددة ومعرفة المناهج والأساليب ضرورة وخاصة لنا كمسرحيين عرب …وهذه المجموعة تبدو كندي ينير الكثير من العتمة
    -ويحدد أن : المسرح والإبداع لا يعيشان إلا في الأوكسجين النقي الذي اسمه …الحرية. بكل معانيها.

وكتب المسرحي البحريني "خالد الرويعي" :
- المسرح المعاصر يعني رؤية ثاقبة لما يحدث حولك كمسرحي، على المسرحي أن لا يكون بريئاً إلى حد أن تكون لفظة (فنان) “مسبة” أو انتقاص.. على المسرحي في تقديمه لعرضه المعاصر أن يقدم مفاهيمه الجديدة لعصر جديد يقدم قيم مختلفة ومتقدمة
المسرح المعاصر هو لسان حال الإنسان المعاصر

كما كتب المسرحي السعودي علي الزهراني  (السعلي) في مداخلته :
المعملية تعني الورشة داخل المنظور التطبيقي ومن ثم نحدد المصطلح
 -المعاصر داخل ضمن التجريب
ويصبح التجريبي المعاصر توأمين لإطلاق لفظتهما
والاختلاف في تبنّي ثقافة المتلقي بين تجريبي ومعاصر وكأننا بعد كل هذا النقاش نعود من حيث بدأنا !
تحديد المصطلح من وجهك نظري مهمة وبعدها ننطلق في التوصيف كحالة ثم الدخول في المنهج

وآخر المداخلات للمسرحي المغربي "أمايور" الذي يرى أن :
المسرح المعاصر دائم التحول، لكل عصر مسرحه المعاصر ..
ويرى أن من أهم سمات المسرح :
 –
تغليب ماهو مرئي على الكلمة الملفوظة. او غيابها في بعض الاحيان. وهذا ليس سمة مرتبطة فقط بالمسرح الآن لكنه توجه ساد في الأوساط المسرحية الغربية وانتج عدة نظريات ( غروتوفسكي. مايرلهولد. باربا . جوك لوكوك…) . والمسرحيون الان في كل بقاع العالم. قد حققوا – بالفعل والقوة – هذه التوجهات النظرية التي سادت في الغرب خاصة بعض الحرب ع2.

 تحول الحكاية la fable شيئا فشيئا الى حكاية متشطية او شدرية . تمنح المتلقي مساحة اكبر لصناعة المعنى . فالعروض المعاصرة تراهن على المتلقي الايجابي القادر على اعمال الخيال والدخول في متاهات تشكيل المعنى اكثر مما تقدم معنا واحدا.
 توظيف العلوم الانسانية، خاصة علم الاجتماع وعلم التفس ( علم النفس الاجتماعي اساسا ) في الترتيب لدفع المتلقي من اجل المشاركة في الفرجة المسرحية. وبالتالي يمكن الحديث في هذا الشان عن تحول المتفرج الى صانع للفرجة . او تحقيقا لما تسميه اريكا فيتشر : الحلقة المرتدة لتبادل الاثر. هدا المسعى لم يكن وليد التجارب المسرحية المختبرية الان لكنه قديم قدم التجريب – على الاقل يمكن رصده في التجارب المختبرية الذي قام بها غروتوفسكي ومن بعده باربا.

 توظيف الاقنعة تحقيقا لمقولة مايرهولد ” سيأتي يوم يثير فيه عدم ارتداء الممثل للقناع سخط الجمهور
 –
حضور الوسائط في العروض المسرحية والحديث عن ” المؤدي ” عوض الممثل . والتقنيات الاكثر معاصرة يمكن دكر : المابينغ والهولوغرام.

وانتهى ذلك النقاش وقد أجمع كافة المتحاورين على الفائدة منوهين بثراء الحوار معبرين عن سعادتهم بما حققوه من خلاله .

تحرير غادة كمال