قالت الصحف

محمد عزوز  شواهد تاريخية فقدناها

محمد عزوز شواهد تاريخية فقدناها

485 مشاهدة

محمد عزوز  شواهد تاريخية فقدناها

من الصحافة

تشرين 11-6-2020

( 7103 )

#الباحث _الأديب _محمد _عزوز

#سقطت الأندلس يوم أُحرقت كتب ابن رشد

#بقلم _الدكتور _رحيم _هادي _الشمخي

 

سقطت الأندلس يوم أُحرقت كتب ابن رشد، وبدأت نهضة أوروبا يوم وصلتهم أفكاره، العالم والطبيب والفقيه والقاضي والفلكي والفيزيائي الأندلسي (ابن رشد) واحد من أبرز وأكبر وأشهر فلاسفة العرب والإسلام.

وضع ابن رشد أول قاعدة حوّلت الإنسان الأوروبي صوب النور، ولم يستفد منها المواطن العربي لأنه أحرقها بنفسه، مقولته التي حسمت العلاقة مع الدين « الله لا يمكن أن يعطينا عقولاً ثم يعطينا شرائع مخالفة لها »، أما القاعدة الثانية التي وضعها ابن رشد فهي مقولته التي حسمت التجارة بالأديان.

« التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل، فإن أردت التحكم في جاهل عليك أن تغلّف كل باطل بغلاف ديني ».

أصدر رجال الدين فتواهم بحرق جميع كتبه خوفاً من تدريسها لما تحتوى من مفاسد وكفر وفجور وهرطقة على حد قولهم وحسبما يدّعون، وبالفعل زحف الناس إلى بيته وأحرقوا كتبه كلها حتى أصبحت رماداً، حينها بكى أحد تلامذته بحرقة شديدة فقال ابن رشد جملته الشهيرة:

« يا بني لو كنت تبكي على الكتب المحترقة فاعلم أن للأفكار أجنحة وهي تطير بها إلى أصحابها، لكن لو كنت تبكي على حال العرب والمسلمين فاعلم أنك لو حوّلت بحار العالم إلى دموع لن تكفيك ».

والسؤال هو: إلى متى يبقى العرب والمسلمون على حالهم في هذا الزمن الرديء.

أحرقوا كتب ابن رشد العالم والفيلسوف، ساهموا في إسقاط الأندلس، ولازالت قرطبة وغرناطة وإشبيلية أميرات عربيات، وتعاونوا مع هولاكو لاحتلال بغداد وسامراء، ودمروا وأحرقوا الكتب والخزائن العريقة والنفيسة فيها، وفتحوا الأبواب مشرعة للاحتلال الأمريكي- الصهيوني ليحرق كل ما تبقى من الحضارة العربية في بغداد الرشيد، ولازال العرب يمسحون خارطة وجودهم الحضاري بأيديهم.. أنها محنة أمة قدّر لها أن لا تعيد بطولات أمجادها وحضاراتها التي علّمت البشرية أبجدية الحرب من سومر.