مواضيع للحوار

مساهمتي بمبادرة إضاءات في المسرح  في المسرح الجهوي بسيدي بالعباس

مساهمتي بمبادرة إضاءات في المسرح في المسرح الجهوي بسيدي بالعباس

489 مشاهدة

#تتشرف نافذة " إضاءات في المسرح" التي يبعث بها المسرح الجهوي سيدي بلعباس ، منصّة للتفاعل والحوار الجادّ ، أن تستقبل ثاني المواضيع ، والتي تأتينا من أرض الياسمين –ســـوريـــا ، مع الإعلامي والفنان " كنعان محيميد البني " وهو أيضا مدير موقع المهرجانات العربية / سوريا ، وقد انغمس بالعمل المسرحي ممثلا ، فنيا ، مساعدا بالإخراج ثم مؤلفا ومخرجا ، كما أنه صاحب كثير من المبادرات الفنية والإنسانية بخاصة في عزّ الأزمة في سوريا ، هو الذي لطالما آمن وردّد ولا يزال بأنّ : " المسرح هو الحياة ... والإنسان محور الحياة ..." ، يشاركنا بموضوعه الموسوم بــ: " البديل الفني مسرحيا في زمن الكورونا" .

البديل الفني مسرحيا في زمن الكورونا

المسرح هو الحياة ، والإنسان محور الحياة ، وفي الأزمات تولد الفرص والتصورات ، وفي هذه المرحلة التي يمر بها العالم تحت مسمى "جائحة كورونا" تاريخيا مرَّ مثيل لها ، ذهب البلاء وبقيت الحياة وبقي الإنسان ، ومعه بقيت الفنون بمختلف أشكالها وأنواعها ، حيث لعب الوعي المعرفي الاجتماعي فيها دورا هاما جدا ، في سبيل البحث عن البديل ، والمثل الشعبي يقول: " الحاجة أم الاختراع " ، وجميعنا يتذكر النقلة النوعية في المجتمع الإنساني مع اختراع " المحرك البخاري " الذي دفع الإنسان لبناء علاقة مع الطاقة وتحولاتها وتنوعها ومفرزاتها التي أوصلتنا لأحدث معطيات العلوم .

وأصبحت هذه العلوم والمعارف الفكرية والعلمية التجريبية والفلسفية الروحية ملك للمجتمع الإنساني قاطبة ، من هنا جاءت مبادرة الجهات القائمة على الشأن المسرحي في " سيدي بلعباس" وتحديدا المسرح الجهوي بسيدي بلعباس ، لتحفيز المهتمين بالشأن الثقافي والفني الاجتماعي ، وبشكل خاص المهتمين بالمسرح ، لطرح مبادراتهم ورؤاهم في البحث عن بديل في زمن الجائحة العالمية " كورونا " تحت عنوان " إضاءات في المسرح " .

لذا ، واستجابة لهذه المبادرة الطيبة والعملية تأتي مساهمتي لطرح وجهة نظري في هذا المجال تحت مسمى " البديل الفني مسرحيا في زمن الكورونا " ، متمنيا أن أوفق في فتح بوابات الحوار بروح حيادية ، مبنية على احترام الرأي الآخر وقبول الآخر ، فالآخر يعتبر كما تعلمون جميعا الركيزة الأساس في العمل المسرح القائم على روح الجماعة ، بوصفه الأب الشرعي للفنون جميعا .

تـــوطـــئــــة :

لا بد من الإشارة أنّه ثمّة مبادرات كثيرة قد تم طرحها ويتم العمل عليها إعدادا وتجهيزا وممارسة في مختلف أرجاء العالم وتحت مسميات متنوعة ومختلفة وفق الرؤية والهدف منها ، وتم طرحها كمبادرة شخصية وجماعية بإشراف مؤسسة أو جمعية أو فريق أو محترف ، وأذكر البعض منها هنا على سبيل المثال:

• مبادرة العرض المسرحي المصور سابقا وموجود في أرشيف بعض الجهات المهتمة .

• مبادرة شخصية لتقديم عروض مسرحية شارك بغالبيتها الشخص المبادر مثل مبادرة الفنانة "أسماء مصطفى" على صفحتها بالفيس بوك.

• مبادرة مسرح الحجرة تحت عنوان التحدي وقائم على قراءة مقطع من نص مسرحي يختاره المسرحي الذي قبل التحدي.

• مبادرة التحدي بأن يذكر المسرحي ثلاث عروض شارك فيها الذي وقع الخيار عليه ، وهو بدوره يختار زميلا آخر .

• مبادرة اكتشاف كاتب مسرحي من قبل محترف مسرحي ولكن خصص المبادرة لبلده.

• مبادرة إقامة مهرجان مسرحي دولي "أون لاين" له إدارته على أرض الواقع ، وهو مهرجان المونودراما الدولي في العراق.

ثم تأتي مبادرة "المسرح الجهوي في سيدي بلعباس" تحت يافطة "إضاءات في المسرح" مفتوحا لطرح ما يراه المسرحي أنه يمكن القيام به كحل بديل في زمن "كورونا" حتى نتخلص من هذا الوباء الذي فرض علينا الحجر لحماية أنفسنا ومجتمعاتنا البشرية من خطره ، والمشكلة أنه استهدف ( أو أريد له بفعل فاعل ) العالم أجمع.

والفضاء المتاح أمامنا جميعا هو " مواقع التواصل الاجتماعي " ، الذي يجمعنا من كل مكان مختصرا المسافات ، وموفرا الأمان للجميع.

وأعتقد من الضرورة بداية ألاّ يغيب عن الذهن أن من أهم الشروط التي لا يكتمل العرض المسرحي بدونها الجمهور ، الضلع الثالث المهم في مثلث العرض المسرحي ، قد لا أملك الجواب الشافي هنا ، وهذا أتركه لكم ولمبادراتكم بالحوار بهذه النقطة الهامة، ولكن لا يمنع من الإشارة أننا في بحثنا عن البديل ، أن يكون بالحسبان حيث لا بديل عن المسرح نهائيا ، وإنما البحث عن البديل في ظل ظرف قاهر مانع لا يسمح بتجهيز عرض مسرحي ، ولا إقامة مهرجان أو ندوات أو محاضرات .

إذا نحن نبحث عن بدائل توفر لنا الاستمرار بمتابعة الفعل المسرحي من خلال مجمل المبادرات التي تم طرحها وأشرنا للبعض كمثال عليها .

وما أود الإشارة له في هذا المجال – أنا شخصيا مع كافة المبادرات التي يتم طرحها – أن لا يكون الهدف منها فقط تزجية الوقت لقتل الفراغ الذي نوضع فيه في البيت بسبب الظرف الطارئ ، بل أن نفكر كيف يمكننا شد الجمهور البعيد عن أعيننا لمتابعة هذه الحلول البديلة المقترحة؟

أكيد المقصود الجمهور العام وجمهور المسرحيين أيضا ، وأسوق هنا مثالا موجودا قبل جائحة "الكورونا" تجربة "المسرح ثقافة" عبر الوتس ، وكذلك "دنيا المسرح" عبر الوتس أيضا ، كما أسوق بعض الأفكار والمقترحات التي يمكن أن نعمقها من خلال الحوار الذي نتوقع أن ينشأ بعد مساهمات الأحبة من عشاق المسرح هواة وعاملين واختصاصيين أكاديميين لهم ولديهم الخبرة المعرفية والتجريبية في شؤون الفنون كافة والمسرح بشكل خاص.

وأود العودة للتذكير بشيء طرحته في البداية أن الأزمات توفر لنا الفرص لطرح رؤيتنا في هذه القضية أو تلك ، طبعا بهدف الوصول لحلول أو حلول بديلة ، لذا علينا أن نكون واثقين من أنفسنا ومن هدفنا وضرورة الجرأة في طرح الآراء والمبادرات ، بمنأى عن الأحكام المسبقة إذ نحن نعمل بظرف غير طبيعي ، كما قد لا تكتمل شروط حل ما بعينه ، وهذه المرة الأولى الذي نحن أمامه جميعا كبشر وأمم وشعوب ، وبين معترضتين ، أذكّر بوضع "الصين" التي استطاعت كشعب ومؤسسات رسمية وشعبية أن تتخلص من الوباء وتعود الحياة في الصين لسابق عهدها ، "بغض النظر عن كل شيء".

ومن أهمّ البدائل يمكن أن نذكر :

مثلا : مشاهدة العروض المسرحية المنجزة سابقا أن يكون هناك مجموعة للحوار بالعرض المسرحي ، كنص درامي وكنص عرض درامي ، وتبيان وجهي الاختلاف أو التباين بين المصطلحين ، وفتح باب الحوار عبر وسائل التواصل بكل ما يخطر من ملاحظات نقدية وسواها حول العرض المسرحي ،وفي الختام يجمع الاختصاصيون كل الآراء بملخص يفيد الجميع وأقصد هنا الجمهور العام وجمهور المختصين مسرحيا.

مثلا : قراءة مقطع من نص مسرحي ، على أن تراعى فيه كل تقنيات الإلقاء المسرحي كربط الحركة بالمنطوق ، وخصوصا ردّات الفعل على الوجه ومدى تأثرها بالمعاني المختلفة عاطفيا للمنطوق/الحوار ، وأن يكون هناك من يشرف كمختص ويوجه الملاحظات الأساس في ما يتم قراءته مسرحيا.

وهذا ينطبق على كل المبادرات التي تم ذكرها أو سواها كي نحقق الفائدة منها ذاتيا واجتماعيا ، وقد تلعب دورا مهما في جذب الجمهور للمتابعة ، وأعتقد أن موضوع شد الجمهور يحتاج لمعرفة بأهمية التواصل الفعال وكيفية تحفيز المتلقي على المتابعة من خلال تحفيز مهاراته الشخصية في هذا المجال الفني أو ذاك .

في مساهمتي أحببت توجيه الأنظار للواقع الذي نعيش الآن وهنا ، أي الظرف الطارئ وهذا يخص مختلف الفئات العمرية من المجتمع ، لذا لا يلغي أن نتناول ما يخص مسرح الطفل واليافعين والشباب والكبار ، باختيار حلول بديلة تناسب هذه الفئات العمرية المختلفة.

أكتفي بهذا القدر من الأفكار تاركا المساحة أمامكم للمساهمة والحوار الذي أشار له طارحي المبادرة بأن ينال كل موضوع حقه من الحوار على مدى خمسة أيام ، كما أكرر شكري وتقديري للقائمين على شؤون المسرح في المسرح الجهوي في سيدي بالعباس .. ومن خلالكم لكافة الأحبة والأصدقاء من الشعب الجزائري الكريم.

#كنعان _محيميد _البني _مسرحي وإعلامي من سوريا