مواضيع للحوار

مسرحة المتاحف الوظيفة التربوية والجمالية

مسرحة المتاحف الوظيفة التربوية والجمالية

1022 مشاهدة

Théâtre Régional de Sidi belabbes

مسرحة المتاحف الوظيفة التربوية والجمالية

الدكتورة شوق النكلاوي - مصر

في العدد العشرين ( 20 ) من " إضاءات في المسرح " للمسرح الجهوي سيدي بلعباس ، نحطّ الرحال مجدّدا بأرض الكنانة ، جمهورية مصر العربية ، ضمن إضاءة متجدّدة وقضية من قضايا أبي الفنون .

ملف العدد يتمحور حول تيمة " مسرحة المتاحف – الوظيفة التربوية والجمالية - " من إثراء الدكتورة " شوق النكلاوي" ، حيث ومن خلال فتحها نافذة الحوار ههنا ، تركّز على أهميّة المتاحف وأهمّ الوظائف المنوطة بها ، مؤكّدة على مصطلح " المسرح المتحفي" وعلاقته التفاعلية من خلال تحقيق النمو المعرفي والتثقيفيّ للطفل في ارتباطه الوثيق بالمقتنيات المتحفية ، محدّدة من خلال موضوعها مفهوم " المسرح المتحفيّ " وأهمّ وظائفه التثقيفية ، المعرفية ، الجمالية والتربوية .

الدكتورة شوق عباده أحمد النكلاوي ، أكاديمية من مصر ، تعمل كمدرس لأدب الطفل بقسم العلوم الأساسية ، كلية التربية للطفولة المبكرة – جامعة مطروح - مصر.

تقوم بتدريس مقررات : قصص وحكايات الأطفال ومسرح الطفل وأدب الطفل وإعداد الطفل للقراءة والكتابة وفن رواية القصة للأطفال ، كما أنّها مدرّب خبير على النظام التعليمي الجديد بوزارة التربية والتعليم بمصر.

صدر لها كتاب المسرح المتحفي وثقافة الطفل إشكاليات المصطلح وآليات التطبيق عن مركز الحضارة العربية 2017 ، ولها كتاب تحت الطبع بعنوان " المسرح وثقافة الطفل العربي".

حاصلة على الدكتوراه في مسرح وتربية الطفل بعنوان "التشكيل في الفضاء المسرحي ودوره في تكوين ثقافة الطفل العربي "دراسة تحليلية " 2018

� حاصلة على الماجستير بعنوان " فاعلية استخدام المسرح المتحفي كوسيط لتنمية ثقافة الطفل" 2015

لها عدد من الدراسات والبحوث والمقالات المنشورة بالدوريات المصرية والعربية ، ولها العديد من المشاركات بالمؤتمرات والمهرجانات الدولية والعربية منها:

المشاركة في المهرجان الدولي لمسرح الطفل بأم العرائس بتونس أبريل 2015 ببحث حول " التجربة العربية في مسرح الطفل" بمشاركة عديد من المسرحيين العرب.

� المشاركة في المهرجان الدولي لمسرح الطفل بأم العرائس بتونس أبريل 2016 بعرض " قطرة رنا "ممثلا لجمهورية مصر العربية.

� المشاركة في المهرجان الدولي لمسرح الطفل بأم العرائس بتونس أبريل 2016 بورشتي عمل لمعلمات رياض الأطفال بتونس حول " المسرح وثقافة طفل الروضة" و "الأركان التعليمية للروضة بين الإبداع والتقليد".

� المشاركة في مهرجان فرقة مسرح الدن للثقافة والفن لمسرح الطفل والكبار والشارع بسلطنة عمان عام2016 وورشة المسرح المدرسي بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح 2016.

عضو لجنة تحكيم مهرجان المسرح الدولي لمسرح الطفل بأم العرائس بتونس 2019.

مسرحة المتاحف :الوظيفة التربوية والجمالية-

تعتبر المتاحف منبرًا للثقافة والعلم والفن على مر العصور؛ فهي تعتبر وسيلة من وسائل الاتصال التعليمية والثقافية كما تلعب دورًا بارزًا في حفظ التاريخ فهي تراث لكل أمة وحلقة الوصل بين الأجيال المتعاقبة؛ تنقل لهم العناصر الثقافية والتاريخية والفنية والأدبية من خلال تنوعها وتعدد أشكالها وأهدافها, كما تعرض للعالم الإنجازات الفنية والأدبية التي تعبر عن إسهامات الحضارات الإنسانية عبر تاريخها الممتد. وتستخدم قيم التراث التي تعبر عن الهوية لبناء طرق لفهم الحاضر وجعله ذا معني خاصة وأن الأشياء التي تعرف بأنها تراث هي في الحقيقة جزء من الأدوات والبرامج الثقافية التي يمكن أن تساعد الأشخاص والجماعات علي تذكر ماضيهم بل تصبح مسارح للذاكرة , والمواقع التراثية والمعارض المتحفية هي أماكن تساهم في إحياء ذكريات أحداث مهمة وهنا يتحول التراث إلي شيء مفهوم حينما يصبح عرضا

وحتى تتحقق الأهداف التي من أجلها تسعى الأمم لإنشاء المتاحف القومية فقد كان لا بد من البحث عن وسائط اتصال تساعد القائمين على المتاحف في أداء مهمتهم التثقيفية في نقل الثقافة التي يتضمنها المتحف ومعروضاته إلى زائريه من الأجيال الجديدة، ومن هنا فقد ظهرت فكرة التربية المتحفية, حيث إن النشاط المتحفي بدأ من خلال ظهور فكرة التربية المتحفية مستهدفًا جذب انتباه الأطفال وتثقيفهم عبر تشجيع التحرر البدني والنفسي للطفل، وتقوية الصور العقلية و الابتكار وتعزيز الانسجام والصفاء في العلاقة مع الآخرين، والتطبيع الاجتماعي والإشباع الذاتي ومن ثم تفترض الباحثة أن الأنشطة المتحفية - وفي مقدمتها المسرح المتحفي – تسعي إلى تحقيق النمو المعرفي والثقافي للطفل من خلال خلق علاقة تفاعلية بينه وبين المقتنيات المتحفية. تعد مرحلة الطفولة البداية العقلية لإكساب البناء الثقافي بصفة عامة والثقافة المتحفية بصفة خاصة في المراحل العمرية اللاحقة، فإن الباحثة تناول موضوع التثقيف المتحفي للطفل من زاوية مختلفة بعض الشيء عما قدم من قبل, وهي المسرح المتحفي القائم على التعاون بين المتحف وزائريه ومدى تأثيرهم فيه وتأثرهم به واستفادتهم مما يمكن أن يقدمه من خبرات لأطفال اليوم الذين هم رجال المستقبل وهم- الآن- في أمس الحاجة لبرامج تناسب أعمارهم وخلفياتهم الثقافية المحدودة.

مفهوم المسرح المتحفي

المسرح المتحفي هو نوع من أنواع المسرح يقدم داخل المتحف أو خارجه في مسرح ملحق به أو في الفصل الدراسي مستندًا في كل أشكاله إلى معروضات المتحف وما يتعلق به من مفاهيم علمية أو شخصيات أو أحداث أو فترات زمنية أو مظاهر للعمارة، تقدم بطريقة مسرحية بعيدة عن التقريرية والمباشرة التي تدفع إلى الملل، تقدم في قالب يجذب عقل المتلقي ويستثير خياله مما يجعله يتفاعل مع المتحف بطريقة أكثر فاعلية وجذبًا.

يقول مارك توين عن مسرح الطفل" إنه أعظم الاختراعات في القرن العشرين وهو أكبر معلم للأخلاق لأن دروسه لا تقدم عن طريق الكتب بصورة مرهقة أو في المنزل بطريقة مملة بل بالحركة المنظورة التي تبعث الحماس فإذا كانت كتب الأطفال لا يتعدى تأثيرها العقل وقلما تصل إليه بعد رحلتها الطويلة الباهتة فإن الدروس عندما تبدأ رحلتها عن طريق المسرح فإنها لا تتوقف في منتصف الطريق بل تصل إلى غايتها القصوى لتحقيق أهدافها النبيلة" والمسرح ينبغي أن يساهم في غرس القيم الوطنية وتعميق حب الوطن والانتماء إليه كما يعود الطفل علي سلامة النطق والتعبير السليم باللغة وتعلم مفرداتها ومصطلحاتها و "مسرح الطفل - إذا أحسن تأليفه وإخراجه وتمثيله- سينجح بلا شك في تحقيق ما تعجز عنه أنواع أخرى من الأعمال الفنية والمقصود تقديمها إلى الطفل لقد نجح هذا المسرح في إثارة أكثر من فكرة تربوية وجمالية وفي تقديم أكثر من توجه وخبرة فنية ولغوية كما أن المسرح وسيلة ترفيهية فهو يسهم في استخدام الحقيقة والواقع من خلال (الفانتازيا ) فإن عروضه تجلب المتعة والسعادة إلى نفوس الأطفال في مختلف الأعمار.

وللمسرح المتحفي أهمية كبيرة ؛ حيث يعد أسلوبًا أكثر فاعلية للعرض المتحفي وجذب الزوار وربطهم بالمتحف وتفاعلهم مع مقتنياته لأنه يخرج به من مجرد عرض أصم غير تفاعلي إلي حوار حي بين الزائر، والمعروضات.

والفن بصفة عامة والمسرح بصفة خاصة وسيلة مثلى لعرض التاريخ؛ فهو أفضل من التاريخ كما قال أرسطو لأنه يعالج الكلي ولذلك وضع الفن والفلسفة في مرتبة واحدة أعلى من مرتبة التاريخ المجرد .

والمسرح المتحفي يعد من الأنشطة التي تهتم بها معظم المتاحف العالمية، ويضم مسرحيات مستلهمة من موضوعات ومعروضات المتحف ومرتبطة بأنشطة الورش الفنية؛ حيث يفخر الأطفال عندما يظهرون في المسرحية بالزينة والملابس والأدوات التي صمموها ونفذوها بأنفسهم بالورش الفنية؛ فالمسرح المتحفي له قدرة كبيرة على إحياء التاريخ و التعبير عن السياقات التاريخية من خلال استخدام الأدوات الجمالية في اللغة وإذا كان المتحف يوفر متعة المعرفة والمسرح يوفر متعة الحياة فإن المسرح المتحفي يمكن أن يوفر تجربة حية تضم الاثنين معًا، فالتفاعل بين المسرح والمتحف قد يساعد في معالجة بعض القضايا، كما يمكن للمتحف أن يوفر مجالاً جديدًا للمسرح، ويعمل المسرح المتحفي على تحقيق الأهداف التعليمية والتثقيفية التي تسعى إليها المتاحف كما يعمل على زيادة دافعية الزوار نحو التعلم والتثقيف المتحفي .

وظائف المسرح المتحفي:

إن وظيفة المسرح المتحفي تتعدى مجرد بث روح الحياة في المعروضات؛ لأنه يعد وسيلة قوية لتوصيل الأفكار الصعبة وخلق خبرات حقيقية مقنعة للزوار.

وفي الثقافة المتحفية المعاصرة فإن هناك أهدافًا آنية وأهدافًا مؤجلة للمسرح المتحفي ومن بينها توفير خبرات إضافية قيمة وتعزيز عملية التعلم داخل المتحف فضلاً عن جذب زوار جدد وتحويل العرض إلى عرض تأملي يعكس القضايا ويثير التفكير, وتقديم عرض موضوعي وتحويل المتحف إلى معرض ممتع يثير الزائر ويخلب لبه ويمكن للمسرح المتحفي أن يساعد على فهم العلاقة بين المتحف و المسرح فضلاً عن فهم مدى قدرة المسرح على التعبير عن المتحف و مقتنياته و كيفية توظيف المسرح في التعبير عن المتحف.

والمسرح التثقيفي في المتحف يؤدي إلى الربط بين التاريخ والعرض المتحفي من خلال شرح الأماكن التاريخية أو المقتنيات المتحفية وتعريفها وبيان أهداف كل منها وعمل مناقشة حولها في شيء لا يغفل عنصر الخيال الذي يضيفه النص المسرحي وهو "ما يستدعي تعاونًا بين الأمين وباقي فريق المسرح حتى يقدم العنصر الأثري بدقة تاريخية " ، كما يهدف إلى خلق تفاعل بين المتحف ومقتنياته من ناحية والمؤسسات التعليمية الأخرى ويعمل على النهوض بالمستوى الثقافي لزوار المتحف والعمل على ربطهم بتراثهم الوطني بصورة غير تقليدية ولقد ثبت أنه لكي يكون العرض المتحفي هادفًا وجاذبًا للزائر الطفل ودافعًا له للاشتراك في العملية المتحفية فإن ذلك يستوجب استخدام وسائط تحقق عملية الاتصال المرجوة ويزداد استيعاب المتلقي كلما خاطبت تلك الوسائط عددًا أكبر من حواسه كحاسة البصر والتذوق الفني والسمع واللمس من خلال تقنياته المختلفة من (تمثيل وإضاءة وديكور مؤثرات صوتية).

وتستطيع المتاحف أن تلعب دورًا محوريًا في تقديم تاريخ الشعوب وتوصيل مضمون المقتنيات المتحفية التي تبدو للبعض صماء عصية على الفهم والاستيعاب ولا يقف دورها عند هذا الحد فحسب بل يمكن أن يمتد لتطوير آليات توصيل المعلومة وتحسين أساليب الاتصال ومن ثم المساهمة في خلق عملية تعليمية وتثقيفية خارج أسوار المدارس عن طريق المسرح المتحفي وهو" استخدام التقنيات المسرحية في المتحف لأهداف تعليمية وتثقيفية وترفيهية ويمكن استخدامه في حدائق الحيوان ومتاحف الأحياء المائية والمتاحف الفنية والمتاحف التاريخية والأثرية.

وظائف ترفيهية ترويحية:

إن المسرح وسيلة ترفيهية؛ فهو يسهم في استخراج الحقيقة والواقع من خلال "الفانتازيا" وتجلب عروضه المتعة والسعادة إلى نفوس الأطفال في مختلف الأعمار.

والترويح الملتزم ليس أمرًا مرفوضًا لكنه مطلوب للنفس الإنسانية، وطبيعة كامنة في البشر؛ فالترويح عملية بنائية تشحذ الفاعلية وتنشط العقل وتثير الهمة وتوقظ الروح والعمل الجماعي وإشاعة روح الفريق واجتناب العداوة والحقد والصراع وهو ميدان لتصفية الغرائز ومعالجة الأثرة" والهدف الترفيهي والترويحي لمسرح الطفل يعد بمثابة البوابة التي تعبر منها جميع أهداف مسرح الطفل الأخرى، فبدون المتعة والسعادة التي يجلبها المسرح إلى نفوس الأطفال- على اختلاف مراحلهم العمرية- في أثناء مشاهدتهم للعروض المسرحية؛ لا يستطيع المسرح أن يحقق أيًا من أهدافه الأخرى ولتحول العمل المسرحي إلى مجموعة من الحكم والمواعظ والشعارات والإرشادات الجافة والمسرح المتحفي يتطلع إلى تقديم مقتنيات المتحف بطريقة غير مباشرة تعتمد على وسيط محبب لدى الزوار (الأطفال) وهو ما يحقق لهم قدرًا من السعادة والبهجة من خلال متابعة المسرحية التي تتحدث عن معروضات المتحف بأسلوب يجذبه ويؤثر في نفسه.

ومن خلال المسرح المتحفي يمكن التأثير على زوار المتاحف وجذبهم؛ فمسرح المتحف يمكن أن يتكون من نص بسيط يقدم في مدة قصيرة من خلال المناظر والتصميم ويمكن أن يتواجد الزائر المتفرج داخل حيز العرض ويعيش تجربة تفاعلية شيقة تجذب اهتمامه، ومن ثم فإنه يتبين أهمية المسرح المتحفي في تحقيق الأهداف الترفيهية من خلال إمتاع الزائر بالعرض المسرحي اعتمادًا على تقنياته التي تبهر الزائر الطفل وتبعث السعادة في نفسه فضلاً عن افتنانه بالمعروضات والمقتنيات المتحفية التي تثير شغفه.

وظائف جمالية:

يسهم المسرح المتحفي في تنمية قدرات التذوق الفني تجاه فنون المسرح من خلال خلق جيل من الأطفال يعشقون هذا الفن ويشاهدون عروضه ويتذوقونها كما يعرفهم بفن المسرح ويدربهم على تذوق العروض المسرحية وينمي مواهبهم من خلال مشاركة بعضهم في عرض المسرح المتحفي باعتبارهم ممثلين أو متلقين كما يساعد المسرح الزوار على الترفيه والحصول على خدمة مقابل ما دفعوه ومساعدة الزوار على إبراز ما لديهم من مهارات إبداعية و عرضها و تقديمها على مجال أوسع .كما تنمي مهارات العمل الجماعي و الذي بدوره يساعد على تبادل الخبرات ؛حيث إن المسرح يحتوي على جميع الفنون، مما يتيح الفرصة لاكتشاف مهارات إبداعية مختلفة توظف جميعها في خدمة المسرح المتحفي كما يساعد المسرح المتحفي علي تذوق القطع المتحفية والوصول إلي جمالياتها.

وظائف تربوية:

إن التعلم واكتساب الخبرات والتعرف على الدوافع البشرية، ومعرفة خبرات الأخرين وأساليب حل مشاكلهم، والتوحد مع الأبطال الممثلين لقوى الخير، والحق، والعدل، كل هذا يدفع الإنسان إلى أن يتعلم شيئًا جديدًا لم يكن يعرفه قبل مشاهدة العرض المسرحي، ويظهر هذا التعلم في تمثل سلوك البطل والتوحد مع قيمه ومبادئه والإيمان بما ينادي به من أفكارومن ثم فإن من أهم الجوانب التربوية التي يحققها المسرح المتحفي هو تنمية الثقة بالنفس لدى الأطفال وهو ما يساعدهم على تكوين صورة إيجابية للذات تساعدهم على النمو السوي، كما تزيد من قدرتهم على المواجهة؛ باعتبارهم متلقين فضلاً عما يحصلون عليه من دعم من المشرفين القائمين على العروض، كما يعمل على تنمية العادات، والتقاليد، ويكسب الزوار –الصغار والكبار- كثيرًا من السلوكيات الحميدة، والاتجاهات الإيجابية التي تجعل منه متقبلاً لذاته ومجتمعه كما تنقل له الخبرة، وتمنحه الفرصة للتجربة بنفسه كما يلعب دورًا بارزًا في تكوين شخصية الطفل وجعله فردًا قائمًا بذاته يؤكد شخصية مستقلة، لها مقوماتها المنفردة والقادرة على إقامة علاقات متكافئة مع الآخرين.

"ومن خلال ما يمكن أن تقدمه العروض المسرحية من خبرات ونماذج وطنية مشرفة, تدور حول أحداث عظام وشخصيات نبيلة ساهمت في رفعة شأن الوطن والتقدم به. كل هذا يساعد على تنمية الانتماء والتقدير للوطن ورجاله .

وترى الباحثة أن هذا هدف يمكن تحقيقه في المسرح المتحفي ولا سيما في المتاحف التاريخية التي تتعرض للأبطال الذين لعبوا دورًا في حياة الوطن ؛ حيث يستطيع الطفل المتلقي من خلال تقديم تلك الشخصيات في إطار مسرحي أن يتفاعل معها بشكل كبيركما يمكن تحقيق الهدف ذاته من خلال المتاحف العلمية التي تقدم "النماذج الإيجابية من العلماء والأبطال سواء علي المستوى المحلي أم العالمي فيتعرف التلاميذ علي رجال صنعوا تاريخ أممهم وتاريخ العلم , وساعدوا على النهوض بالإنسان وتقدم الإنسانية مما يدفعهم للتوحد بهم وتمثلهم في حياتهم والسعي الدؤوب للتشبه بهم والقيام بإنجازات تضاف لإنجازاتهم وتعمل على خلق مزيد من الرفاهية للإنسانية .

"ويصبح المسرح المتحفي فعالاً حينما يكون سببًا في إطلاق عملية التعلم والتعرف لدى الجمهور وعندما يبدأ في إثارة تعاطفهم, والمسرح والمتحف يعدان طريقة من طرق التعلم التي قد تكون تربوية وتستخدم باعتبارها أداة لنقل المعلومات والمعارف والتقاليد".