أخبار فنية

مسرحية الأميرة والصعلوك

مسرحية الأميرة والصعلوك

2307 مشاهدة

مسرحية الأميرة والصعلوك

 

ضمن برنامج عروض المسرح القومي في دمشق فقد تم عرض مسرحية "الأميرة والصعلوك" تأليف: الفريد فرج ..إعداد وإخراج: حسين إدلبي ..بالاشتراك مع فرقة أمية للفنون الشعبية ...

قالوا من داخل البروشور:

"ولنتذكَّر أن مستقبل المسرح مرهون بإرادة الشباب، ولنشعل أصابعنا شموعاً لدحر قوى الظلام، ولنعش سحر المسرح، لأنه سينعش حياتنا، ويضيء أرواحنا، ليعمّر طويلاً في الذاكرة، ويصنع مستقبل الأمة" وزير الثقافة الدكتور رياض عصمت

"سورية .. أم الدنيا وقد أهدت الحضارة البشرية أول أبجدية في التاريخ وكذلك أول نوتة موسيقية أيضاً.

وستبقى رغم الشدائد والمحن التي مرت وتمر وستمر أم الدنيا ومنارة يشع منها الحل والأمل والأمان ويسود أبناءها جميعاً روح التآخي والتسامح والتفاهم والوئام لتكون مثلاً ونموذجاً يُحتذى على مر الأيام"

"المسرحية تعبر عن الواقع مستعينة بالحلم لتؤكد أن من حقنا أن نحلم ونحول هذا الحلم إلى حقيقة، وربما تعمد "الفريد فرج" من خلال زواج الأميرة من ذلك "المتصعلك" أن يُظهر لنا الفارق الكبير بين الطبقات وليكشف لنا خبايا عالم طبقة الأمراء الأثرياء في الحكاية. وربما ليلمح لنا أيضاً إلى ذلك التشابه – الملفت للنظر – في صفات سلبية عديدة تجمع بين أمراء الحكاية وبعض أمراء البترول والملوك العرب في عالمنا المعاصر منها: الخيانة، الأنانية، التآمر، عدم الوفاء، حب الانتقام وغيرها." مخرج المسرحية حسين إدلبي

قالوا من خارج البروشور:

 يحضرنا هنا هذا البت من الشعر:

عيد بأي حال عدت ياعيد                بما مضى أم لأمر فيك تجديد

فقد كان العرض قد صادف بمرور الذكرى /50/ ليوم المسرح العالمي، واستمعنا من الأستاذ الشاعر "هشام كفارنة" مدير المسرح القومي لمقتطفات من رسالة المسرح، تؤكد على ضرورة التجديد، وتحقيق المعاصرة والإدهاش الذي يقوم عليه المسرح..

ثم تابعنا العرض المسرحي لمخرج له باع طويل بالعمل الإبداعي بالمسرح، لا يمكن نكرانه، فتحية له ولكل من ساهم في تكريس الفن المسرحي في سوريا والوطن العربي والعالم..

وكم تمنينا أن يتوافق ما جاء بداخل البروشور، مع ما قدمه العرض المسرحيّ، من الناحية الفنية والجمالية ... لكن يبدو أن "حساب الحقل قد اختلف عن حساب البيدر" ..على صعيد الديكور، والإضاءة، والموسيقا، والرقص، والإعداد، والإخراج .. فقد توقعنا أن يكون العرض المسرحي معاصرا بالفعل وبشكل عمليّ، ليس بالكلام والتنظير والأمنيات.. وجميعنا يعرف تماماً أن الفن والعمل به لا يتقيد بالعمر .. لأن المسرح بشكل خاص قائم على الجديد والتجديد .. فالتمرد والمشاكسة بالفكر والفن والجمال دعائم المسرح .. فقد كان العرض بالعموم عادي بكل المقاييس، على صعيد الإعداد والفكرة، لأت النص كُتب بمرحلة زمنية شهدت تحولات كبيرة على كافة الصعد السياسية والوطنية والاجتماعية والثقافية والفنية، وبشكل خاص على صعيد الفن المسرحي وعلاقته بالتراث والنهضة الاجتماعية في تلك الفترة المنصرمة، وقد كان من النصوص الهامة بتقديرات النقاد والمختصين بالفن والجمال المسرحي .. هذا لا يمنع من تقديمه في زمان آخر شرط أن يضج بالإبداع والتجديد ويقدم ما غَفل عنه الآخرين.. فالمسرح الحاضن الأساس للتجديد والتجريب ..لكن ما شهدناه جاء ليعيد للذاكرة مسرح الستينيات/المصري .. الديكور الساكن غير الموظف بسياق العمل ليتحول إلى مشارك بالعرض كعنصر أساسي، عبر تحولات المشاهد وتغير الزمان والمكان للأفعال التي تحمل رسالة العرض للجمهور..وكذلك الإضاءة التي كانت عبارة عن عنصر محايد فقط للإنارة، والموسيقى لم تكن بأفضل حال من سواها، لا يمنع أن نأخذ من الموسيقى العالمية، لكن بما ينسجم وفكر النص، وتأكيد للفعل/الحدث وللحوار الذي حملته الشخصيات على مختلف وظائفها ومهامها .. وكذلك الرقص الذي غاب عنه الجسد بحركات رياضية "تمارين سويدية" .. لكن الجميل أننا كحلنا عيوننا بكنوز فرقة أمية للفنون الشعبية التي تم إخراجها من المستودعات ونفض الغبار عنها لترى النور بعد أن غفت عن أمجادها المدونة بماء الحياة .. لكن سيد الخشبة رغم كل التطورات والاختزالات لعناصر كان لها الدور المميز بالعرض المسرحي .. الممثل .. كان له الدور في حمل ما يمكن حمله مما ذكرنا والحفاظ على ماء الوجه .. شكرا للقامات من المخضرمين، والشباب في مسرحنا السوري/العربي " تيسير إدريس، اسكندر عزيز، فائق عرقسوسي، محمود خليلي، كميل أبو صعب" والآخرون من الشباب الطامح للعطاء موهبة وفعل "خوشناف ظاظا، طالب عزيزي، هزار سليمان، تماضر غانم، منذر فارس، عزيز قولنج" .. الذين حملوا أعباء العرض المسرحي بكل وفاء وإخلاص .. رغم غياب التلوين بالإلقاء، و الصراخ الذي فوت علينا سماع وفهم بعض الحوارات، كذلك الإغراق بالحركات الكوميدية غير الموظفة بسياق العرض المسرحي ..

لكن بالنهاية لا بد من توجيه الشكر لفريق العمل الذي قدم ما لديه بسويات مميزة، ومختلفة، في ظرف لا يخفى على أحد ما يتركه من أثار نفسية من الحزن والألم على الوطن الغالي " سوريا "، التي نتمنى أن تستعيد عافيتها بهمة الغيورين والمخلصين بانتمائهم لها قبل أي انتماء جزئي آخر، وبشكل خاص شبابها الذين يستحقون فعلاً أن نشعل لهم أصابعنا محبة وسلام وحرية وكرامة ..

 

كنعان البني – دمشق  

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية