أخبار أدبية

مسرحية  انكح باسم ربك  بفصل ومشهد واحد

مسرحية انكح باسم ربك بفصل ومشهد واحد

629 مشاهدة

مسرحية  انكح باسم ربك  بفصل ومشهد واحد

#تأليف _الكاتب _المسرحي _عدي _المختار

#مسرحية بفصل ومشهد واحد

شخوص العمل :

-      امرأة في الثلاثين من عمرها

-      الزمان : لا زمن للبوح

-      المكان : لا مكان محدد للوجع

فكرة العمل :

 تموت الاوطان حينما يموت الانسان فينا ....

ملاحظة العرض :

لا جغرافيا محددة لمسرح العرض , البقع الضوئية الملونة وحدها تحدد مكان الممثلة وطبيعة بوحها .

 

الفصل الاول – المشهد الاول

المنظر العام :

 اظلام تام ... ومن ثم تفتح الستار على وقع موسيقى من بعيدة تقترب كلما فتحت الستار اكثر

بقعة بيضاء : الممثلة بثياب زفاف ترقص بجنون.

بقعة ضوء حمراء : الممثلة بلا برقع تبكي.

بقعة ضوء زرقاء : ( الممثلة بملابس عرس ممزقة كالقرفصاء وهي تئن بنشيج عالٍ ) لفظتني من بطنها كأي كرة تدحرجت في شباك لا ترحم .. ومضت دون وداع .. لم اراها .. لم اتقاسمها كل شيء .. لم تحفظ عيناي حتى ملامحها او تسمع اذاني صوتها ... لم اتلمس حتى وجودي لحظتها ... لم ارث عنها غير هذه الصور ( تضحك بحزن وانكسار) .. صور تتصنع الابتسامة بخذلان وفي عينيها الف سؤال, ولدتني ومضت في تيه اسئلة لا قرار لها .. ( تصيح بهمس) أمي .. يامن لم اعرف الا اسمك فقط هل تعين حجم الكارثة الان ؟

هل تتلمسين هول الفاجعة ؟

لم رميتني في دنيا لا يعرف اهلها طمأنينة غير القسوة والخراب؟

 ( تضحك بانكسار ) هل كانت ولادتي لك نذير شؤم لهذه الدرجة !!

ولم سلمت نفسك له ( صمت بخوف) لم تتلمس ذلك الوحش النائم فيه وأنت في فراشه ؟

كيف سلمتي نفسك لرغبة مجنونة احالتك الى تراب ومنحني من بعدك ثمنا لنزواته ؟!!

(اظلام )

 

بقعة ضوء حمراء : ( الممثلة تؤدي دور امها وابيها رجل الدين لحظة اغتصاب امها )

الام: ( بحزن ) اعرف ان لا أب للعار

الاب : ( بتفاخر ) وتعرفين ان الرغبة قرار

الام : وهل كان هناك متسع للقرار؟

الاب: لم يكن هناك متسع للتراجع

الام : عنوة استباحتني فحولتك

الاب : بسم الله ابتدأناها فلا وقت للعزاء

الام : وان .....؟

الاب : ( مقاطعا ) حينها لا أب للعار ...

( اظلام )

بقعة ضوء زرقاء : ( الممثلة كالقرفصاء) فجئت انا لعنة من نطفة في لحظة لا لهاث فيها او أنين غير فحولة غاصب وبرودة مغتصبة, ( تصيح ) لا أب للعار .. فكنت العار الذي جاء يحمل كفنه بيده والتهمة جاهزة ... عار .... عار ... عار... هههههههههههههههههههه ( للجمهور ) نعم .. نعم .. اضحكوا .. اضحكوا بسخرية هههههههههههه فقطعة اللحم الصغيرة التي ولدت تحت شجرة عاقر لأم تحتضر لا ناصر لها ولا معين غير عجوز خرساء, هههههههههههههههه لم تجد من يربيها الا هو ههههههههههههههههههههه نعم .. نعم نعم شيخ القرية الذي بكلمة مغلفة باسم الرب استباح عذرية امي  هههههههههههههههههه هو من رباني ههههههههههههههه لا ..لا .. ليس اعترافا منه بأبوته بل لان فضيلة الذين يعرفون الرب ان يعملوا خيرا في الدنيا ويستروا عورة الضالين دون دراية بدروب السماء هههههههههههههههه

( صمت  وبحزن للجمهور ) العجوز الخرساء هي من تعرف كل شيء ولان الناس لا يصدقون إلا الذين بكامل قيافة حواسهم فلا بوح جاء منها ولا دمع نزل .... سلمتني له واكتفت بمراقبتي كيف أكبر يوما بعد يوم هههههههههههههههه ليس في عينيها بل في رغبات الشيخ نفسه ههههههههههههه ... نعم نفسه هههههههههههه

( اظلام )

بقعة ضوء حمراء : ( الممثلة في حوار مع الشيخ )

الشيخ : تبارك الذي خلق

الممثلة : حمدٌ ام ...؟

الشيخ : ( يقاطعها ) الله جميل يحب الجمال ..

الممثلة : وهل له زوج وولد ..؟

الشيخ : استغفر الله ..

الممثلة : هل عيونه تعشق ام تحب ؟

الشيخ : ومالفرق ؟

الممثلة : العشق رغبة تنتهي بالحرام ..

الشيخ : والحب ؟

الممثلة : نبض دون اقتراب ...

الشيخ : ( بهمس ) ومابيننا نحن ؟

الممثلة : لا حبٌ ولا عشق ههههههههه بل هو الحرام ههههههههههههههههه

( اظلام )

بقعة ضوء بيضاء: ( الممثلة تمزق بثوب الزفاف وكأنها تتحدث مع نسوة ) في كل كلمة ونظرة كان يمزق احشاء المحرمات دون ان يشعر( بهمس) وانا لا اريده ان يعرف أيضا هههههههههههههههه, هكذا أريده يمعن في خطاياه, ( بعصبية ) هذا الذي تلومنني فيه يتلذذ في فض بكارة العذراوات في القرية بشتى انواع الدهاء .. وباسم الرب طبعا دون ان يقف امام شهواته احد ( بسخرية ) فهو العارف بالله والمرتل لكلماته والمفسر لآياته لذا فأبناء الرب دوما فوق كل الشبهات, ( اصوات انين يرتفع متعدد فتصيح ) من يسمعكن ... هااااا ... من يسمعكن يامن تصرخن بأعلى اصواتكن خلسة وبوجع من اغتصاب .. اصرخن ... اصرخن ... بأعلى اصواتكن المبحوحة, وابكين بعيون غادرتها الدموع حرقة فلا احد يسمعكن غيري .. نعم لا احد يسمع الوجع الا من مزقه صداه ..( صمت وبهمس وحزن ) فمانحن إلا أسئلة مؤجلة ( تستدرك وتثور ) فلا أي الاسباب قدمتن بكارتكن هكذا بالمجان ؟

هل خدعتكن الكلمات التي يسبح بها ؟

 ام غشيتكن ثمالة البخور الذي يوهمكن انه يصعد للرب كهداية مباركة من عطر اجسادكن ؟!

ههههههههههههه انكن خطايا الذين اتخذوا من الرب سبيلا للهاث واللذة .. هههههههههه مزحة هي تلك الكلمات التي غشيتكن حد العار ههههههههه ( تكلم الجمهور ) اسمعوا ..

اظلام

بقعة حمراء : ( تمثل فيها الممثلة دور احداهن دور الشيخ )

الممثلة : اليأس يقتحم العمر

الشيخ : اطلقي العنان للرغبة

الممثلة : استغفر الله

الشيخ : النار ان تلاقي الموت وانت بكامل عذريتك

الممثلة : العار ....

الشيخ : لا عار فيما احله الرب سرا وعلانيه ..

اظلام

الممثلة : ( في عمق المسرح وتتقدم ببطء نحو الجمهور )  ههههههههههههههه ( صمت وبوجع ) هل الرب يسمع ويرى الذين يتخذونه إلهاً لا رب ؟!!

 ( صمت وبهمس ) الألهة وحدها فقط تأخذ ولا تعطي يارب ... ( تصيح ) ياررررب لم الصمت وقد احالوك رزق حلال واكلوك !!

 ( بصمت واستدراك ) قالوا إنك تمهل ولا تهمل فعجل بسخطك عليهم قبل ان تُهمل وتتلاشى كلماتك في مهب خطايا هؤلاء وأصوات مناجيك دون عقاب ( صمت وبهمس ) يارب ... فحولة النطفة الملعونة التي خلقتني منها تريد ان تفض بكارتي .... ( تصيح ) يارررب إن الذي رماني من ظهره كنطفة من نار في رحمٍ مستباح يريد ان يصلي بكارتي من نار ظهره عنوة مجددا أو يدفع بي إلى حفلة مجانية لفض البكارة الجماعية .. ( تصيح بصوت عالٍ) يارررب هل ثمة متسع للصمت ....

( اظلام )

  بقعة ضوء زرقاء : ( الممثلة مع احدهم )

الممثلة : ارجوك لا توغل في بكارتي حد اللعنة

احدهم : هذا هو جهادكن

الممثلة : باي شريعة ننكح عنوة

احدهم : باسم الرب (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء)

الممثلة : تقتطعون كلام الرب بما تشاؤون .. وماملكت ايمانكم؟! ..

احدهم : (ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف)

الممثلة : تغلفون خطاياكم بكلمات مبتورة ..

احدهم : ( وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ)

الممثلة : ولم  عنوة ؟

احدهم :  ( تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ : لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ)

الممثلة : وانا لأي الأربع أنتمي .. ماتهمتي ..

احدهم : حفظتي بكارتك بما يكفي....

اظلام

بقعة ضوء صفراء: ( الممثلة تمزق بثيابها مع موسيقى لتجسيد واقعة اغتصابها الجماعي )

الممثلة : هل من مزيد ... هل من مزيد ... هيا .. كلوا من لحمي .. واشربوا من بكارتي ولا تسرفوا بالوقت فان ربكم لا يحب المسرفين ... هيا .. هيا .. كلوا مني جسدي رطبا شهيا فربكم لايستوي عنده الذي يعملون والذين لا يعملون .. هيا .. هيا ... اشرب ماء روحي وعجل .. هيا ..( تسقط على ركبتيها وهي تلهث ) هكذا ترون ربكم وتفسروه .. إلهاً لرغباتكم فقط, دينكم مقتطع لا بل مجتزء وفق ما تشاؤون وتشتهون, تمعنون فيهما انتم فيه ههههههههههه بحكمة منه ههههههههههههههه ... ( صمت ومن ثم تنظر يمين المسرح تفتح بقعة فيه منيكانة رجل دين فتترجل وجعا ) وأنت قلت لك اريد ان أعيش كما تعيش الاخريات, كان كل حلمي زوج وحفلة عرس وجدران اتفيء بطمأنينتها, حياة أخرى دون عار يلاحقني أو ماض يوقظ مضجع حاضري, حياة أنجب فيها وأربيهم بتعاليم أخرى, أطفال أعلمهم وجه الرب الذي تخفونه عنهم, كي أكبرهم وأزوجهم وأعيش ماتبقى من رحلة العار التي صيرتني بها دون ذنب, حلمت كثيرا بدفء فيئهم, لم حتى أحلامنا تسرق أو تحتضر ؟ 

أحلامي بسيطة, وآمالي أبسط, كأي فتاة ولدت لتحيا بطمأنينة وحب ,كأي أم تعيش الأمومة التي لم تعشها أمها من قبل, ( تترجل بحلم وتمثل دورها مع طفل ) :

الطفل : أمي لا تنامي بعيدا أريد أن تقصي لي حكاية

الممثلة : لن أبتعد عنك فاأنا معك يابني

الطفل : أمي أحبك يا أمي

الممثلة : وأنا أعشق عينيك التي تراني جميلة ويديك اللواتي تتلمس خطوط الطول والعرض على جسدي المتهالك من ... من .. سياط جدك

الطفل : ولماذا يضربك يا أمي

الممثلة : ( بحيره ) هااااا .... يضربني جدك لأني لا أسمع كلامه

الطفل : ألم تعلميني أن أسمع كلامك فلماذا لا تسمعين كلام أبيك يا أمي

الممثلة : ( في حيرة أكبر ) ماذا ؟... نعم سأسمع كلامه يابني وأنت نم .. نم .. (تهدهده بترنيمه عراقية ) دللول .. دللول .. يالولد يبني دللول ...عدوك عليل وساكن الجول ....

( تخفت الإضاءة أكثر وهي تهدهد وتبكي ومن ثم يتعالى نشيجها وتعود تلتفت له حيث تضاء بقعة ضوء عليه بلا رأس وبعصبية ووجع  وهي تمزق بثيابها)

الممثلة : وأنت ... رميتني بكل بساطة في أتون الرذيلة باسم ربكم الذي رسمتموه للأخرين حسب مقاساتكم .... رميتني ببساطة ... كبساطة استباحتك للعذراوات اللواتي سقتموهن إلى احضان النكاح بدعوة الصعمة من الرزيلة والتقرب الى الرب , ههههههههههههههههه كنت تجاهد في فض بكارة العذراوات بالسر  هههههههههههه والآن هههههههههههههههه جهادك بالعلن ههههههههههه ( تستدرك ) هل تعرف أي شعور مر عليه ليلة التي اهديتني فيها لحلفة جهاد النكاح تلك ... ( تترجل بحزن ) كنت أذوي أمامك كالشمعة التي استباحتها الظلمة وبقيت تقاوم بما تبقى فيها من خيط رفيع للعفة علها تقاوم ذلك الاجتياح, كانت ايديهم جمر على جسدي وهم يتقاذفونني ككرة من حضن للأخر, وأنا ...... أصرخ وأتوسل بهم بأن يحفظوا لي آخر قلاع روحي, كانت ضحكاتهم تضج في رأسي كأنها طنين ذباب يتعالى كلما هاجوا باللهاث, كنت أرى سيل لعابهم وهم يمزقون آخر خرقة تسترني من العار, كانت نشوتهم تتصاعد كلما مرت أيديهم الخشنة على جسدي, كانت تلك الخربشة التي تحدثها أيديهم على جسدي هي جروح خفية تمتد إلى بكارتي شيئا فشيئا ... لحظات أو قل ثوان حتى آخذ كل واحد منهم يضاجع شيء فيه وأنا ...( يتعالى نشيجها ) وأنا كنت قد استسلمت للخيبة وماعدت أشعر بأي شيء حولي .. جثة هامدة تضاعها بضع كلاب في مقبرة ( تنهار بالبكاء) ...

( صمت ومن ثم تترجل بمناجاة وبخشوع ) يامن كظمت غيض النبوة بدهليز لم يحجبك عن الله … يامن شهدتم وهم يسرقون نبوتك بأفعالهم وراقبت من السماء كيف يدنسون الرب .. أتوسل اليك ياباب كل حاجة  بأن تغفر ليَّ ماقترفوه بي من ظليمة … الجأ الى مغفرتك وأنا محملة بنزواتهم رغما عني .. أشفع لي واقبل توبة من سيقت للمعاصي دون رضا.. أغتسل بدموعي علني أبرء من وصمة عارهم التي ألصقوها ببكارتي ... لا أرجو توبة بل مغفرة علها تكون ليَّ شفاعة في سموات سبع …

اظلام

تظهر في عمق المسرح شاشة عرض للأخبار

المذيع: فجرت انتحارية نفسها على عصابات داعش بعد أن تعرضت هي وعائلتها لجهاد النكاح ويذكر أن حالات الحمل والإنجاب على طريقة جهاد النكاح بلغت منذ 2014 حول المئات من الأطفال الذين باتوا قنابل موقوته يعتبرهم البعض "جيل إرهاب جديد"..

اظلام

يضاء المسرح وكله منيكانات رجال بلا رؤوس والممثلة ببطن حامل تجلس كالقرفصاء تئن

 الممثلة : (بحزن تكلم المنيكانات ) هل اشبعت رغباتك المريضة الان ؟ ..هل تلذذت وأنت تقف كأي بائع هوى تشاهد دم بكارتي يملأ المكان, لا لشيء إلا لأني رفضت أن تفض انت بكارتي ببسملة وتراتيل سرقتموها من الرب عنوة ( بهمس ) اااااه لو تعرف لم رفضت اااااه , ( تصيح بثقة ) هل تعرف أي بكارة فضيت اليوم ههههههههههههههههه ( تضحك بوجع ) هههههههههههههه نسيت أنك أصبحت الآن أمير الجماعة هههههههههههههه ماذا تريد أن أقول لك ياشيخ ؟ أم  يا أمير ؟ ههههههههههه لا . لا .. لا .. سأناديك أمير تعرف لماذا ؟

 ههههههههههه لأن المشيخة كانت تحتاج منك الترغيب لضحاياك أما الآن فلا تحتاج للترغيب بل أنت أمير عنوانك الرب وفعلك الترهيب فلا تحتاج للآيات ولا للتفسير والترتيل فكلمتك هي القول والفصل فأنت الابن الشرعي للرب الآن ههههههههههههههه ياأمير هل تعرف أي بكارة فضيت ههههههههههههههههه ( كلما تعيد الكلمة يسقط منيكانه من المنيكانات الموزعات على عموم جغرافيا المسرح وتدخل هي في هستيريا ضحك حتى تسقط كل المنيكانات على المسرح ) ياأمير هل تعرف أي بكارة فضيت هههههههههههههه...... ياأمير هل تعرف أي بكارة فضيت ههههههههههههه.... هل تعرف أي بكارة فضيت هههههههههههه... ياأمير هل تعرف أي بكارة فضيت ههههههههههههه.... هل تعرف أي بكارة فضيت هههههههههههه... ياأمير  هل تعرف أي بكارة فضيت ههههههههههههه.

( صوت انفجارات متقطعة تختصر انفجارات الوطن  + اظلام )

انتهى

العراق / ميسان – اذار / مارس 2016