مهرجان دمشق المسرحي الدولي الخامس عشر 2010

مسرحية .... جمهورية الموز

مسرحية .... جمهورية الموز

2304 مشاهدة
مسرحية .... جمهورية الموز إدانة الطغيان كوميديا!! خاص موقع المهرجانات في سورية دمشق- أحمد الخليل ضمن فعاليات مهرجان دمشق للفنون المسرحية الخامس عشر عرضت فرقة المسرح الحر الأردنية عرضها المسرحي (جمهورية الموز) والتي قدمتها خلال العام الحالي في عدة مدن أردنية وكان انطلاق عروضها خلال مهرجان ليالي المسرح الحر الخامس بالأردن منذ أشهر.. يبتعد مؤلف نص مسرحية (جمهورية الموز) الدكتور رياض عصمت عن الزمان والمكان المحددين لأحداث نصه ليهرب من الإيحاءات المباشرة خاصة وأن النص يتضمن أفكار سياسية وتناقش موضوع الانقلابات العسكرية والفساد وطغيان الطغم الحاكمة في بعض دول العالم الثالث. تتناول المسرحية التي أخرجها إياد شطناوي قصة انقلاب عسكري في بلدا ما وتشكيل مجلس عسكري بعد الانقلاب ويعين الجنرال الأقدم في الجيش رئيسا للدولة رغم أنه لا علاقة له بالتخطيط أو تنفيذ الانقلاب هو فقط واجهة للمجلس العسكري الذي يحكم فعليا البلد واختيار الجنرال حاكما شكليا جاء لكونه ساذجا ضعيفا يستطيع المجلس السيطرة عليه وجعله أداة تنفيذية في يد المجلس استخدم المخرج شطناوي في عرضه عدة تقنيات لإبراز فكرة العرض الأساسية ففي عمق المسرح توضعت شاشة عرض تكمل ما يجري على الخشبة أو تستهل مشهدا سيقدم على الخشبة عبر لعبة تداخل بين فني السينما والمسرح في البداية ثمة صورة كبيرة لجنرال يوحي بالعظمة والسطوة على الشاشة بينما على الخشبة ثمة جنرال يشبه الصورة مع سكرتيرته في لحظات نزوة لكنه قياسا بالصورة هو جنرال مهلل ضعيف لا يفقه في الأمور لعامة شيئا يساوم عشيقته- السكرتيرة على أجرها.. يتفاجأ الجنرال بترقيته إلى منصب الرئيس ويعتبرها بداية من مقالب الكاميرا الخفية...يلعب الجنرال الدور المرسوم له من قبل المجلس العسكري رغم أنه يدرك أنه مجرد واجهة لهم.. تلعب كل من سكرتيرة الجنرال – العشيقة وزوجته والكهربائي عاشق ابنة الجنرال دورا كبيرا في كشف زيف الانقلاب وفسادهم وسلوكهم المدمر للبلد من خلال حبك كمين متقن للإيقاع بهم وتسجيل سي دي لهم وهم يحاولون التسلل واحدا تلو الآخر لمكتب الجنرال لقضاء أمسية حمراء مع السكرتيرة التي واعدتهم ثم حلت محلها زوجة الجنرال التي خدعتهم بإطفائها النور ليتوهموا أنها نيللي السكرتيرة الجميلة التي يشتهيها جميع أعضاء المجلس العسكري في اليوم التالي يلق الجنرال خطابا مكتوبا يتلعثم في كلماته وبعد لحظات يمزق الخطاب ليلق خطابا آخر يفضح فيه المجلس العسكري أمام الشعب ويعرض على شاشة التلفزيون الفضائح المسجلة للمجلس العسكري وخططهم لاستغلال البلد وقمع الشعب وفضيحتهم مع نيللي.. يستخدم المخرج مقاطع من السلسلة الكرتونية الشهيرة توم وجيري كمشاهد توضيحية لما يجري على المسرح أو هي وجه آخر للصراع ففي المشهد الأول نرى اتفاقا مكتوبا بين جيري وتوم والكلب بعد قتال عنيف ...لكن سرعان ما يتجدد الخلاف بين أعضاء الحلف في المشهد الختامي فيمزق الكلب الاتفاق لتبدأ سلسلة جديدة من الصراع يختم فيه إياد شطناوي عرضه العرض كوميدي يحاول تقديم قراءة بصرية للنص باستخدام سينوغرافيا غنية العناصر للوصول إلى مشهدية تمتع الجمهور لكن هل استطاع المخرج وفريقه تحقيق المتعة للجمهور وخاصة بالاعتماد على اللعب على الألفاظ وحركات الممثلين وإيحاءاتهم الجنسية ؟ وهل كان بناء الشخصيات متقنا ومقنعا ؟ فالشخصية الرئيسية الجنرال بدا في أغلب المشاهد بسيطا غبيا مضحكا يلهث وراء النساء..وفجأة هو محب للشعب مخلصا له يساهم في كشف الطغمة الحاكمة ويفضح طبيعة حكمهم؟!! العرض قدم اقتراحات جمالية وحلول إخراجية تكشف عن اجتهاد المخرج وبحثه عن صيغ فنية جديدة كما تكشف عن تعبه مع ممثليه للوصول إلى أداء مميز ... طبعا النص المسرحية الذي كتبه الدكتور عصمت وصدر في كتاب بدمشق عن وزارة الثقافة يحتمل قراءات متعددة الشطناوي استخدم السينما والتركيز على الأسلوب الكوميدي لخدمة رؤيته في النص بعض النقاد رأى أن العرض حين عرضه في الأردن يميل للتهريج من خلال الاستخدام الحركي واللفظي المفتعل وآخرون اعتبروا أسلوب المخرج وفريقه موفقا في تقديم كوميديا راقية هدفها تقديم رؤية سياسية وفنية لما هو موجود في العالم من فساد في الحكومات وصراعات سياسية يقوم بها مغامرون لا يؤخذون بحسبانهم طموحات شعوبهم ومتطلباته لذلك النص بانتظار قراءات واقتراحات فنية أخرى تقرأ ما وراء السطور وتتعمق باستخدام أساليب أخرى بالبحث في أعماق النص بطاقة العرض تأليف الدكتور رياض عصمت إعداد الفنان علي عليان الممثلون: علي عليان – رامي شفيق – محمد سميرات – رائد شقاح – بيسان كمال – معتصم فحماوي – ايمان ياسين – رامز لطيف – بيان وهبة – نبيل مرار موسيقى : مراد دمرجيان الإضاءة: محمد المراشدة ملابس وديكور: سامي عبد الحليم تقنيات مونتاج : انس المنسي تنفيذ الديكور وليد أرشيد تنفيذ ملابس : علي دويدار

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية