أخبار أدبية

مسرحية مزاد علني   للكاتب المسرحي عمار نعمه جابر

مسرحية مزاد علني للكاتب المسرحي عمار نعمه جابر

563 مشاهدة

مسرحية مزاد علني   للكاتب المسرحي عمار نعمه جابر

19 مايو 2020

#الكاتب _المسرحي _عمار _نعمة _جابر

المصدر: موقع #أرو نيوز

 

مسرحية .... #مزاد علني

الزوجة ( تنادي) من يشتري ، من يدفع أكثر ، اقتربوا الى هنا ، من يشتري ، من يدفع أكثر .

رجل 1 : ما هذا ، ماذا تفعلين بنفسك !

الزوجة : تعال الى هنا ، تعال واشتري ، سأعمل لك تخفيضات هائلة .

العجوز : ماذا تفعلين أيتها العاهرة ! هل جننت ؟

الزوجة : عاهرة ! لأني قد طفح الكيل بي ، عاهرة لأني ما عدت أحتمل ما يجري .

رجل1 : ولكن يا ابنتي ، هذا زوجك ، لماذا تفعلين ذلك ؟

الزوجة : نعم ، هذا زوجي ، وهو الآن معروض للبيع .

العجوز : ويحك ، تبيعين زوجك !

الزوجة : نعم ، أبيع زوجي ، وبالمزاد العلني ، لأنني بصراحة لا اعرف ، كم قد يساوي في سوق الرجال ، هذا الشيء .

رجل 2 : ولكن ما تفعلين يا ابنتي ، لا يرضي الله .

الزوجة : أرجوك شيخنا الجليل ، انت آخر من يتكلم ، فأنت من عقد قراني على هذا الرجل .

رجل 2 : ولكنك وافقتي على الزواج منه ، يا ابنتي .

الزوجة : غبية ، كنت أكبر بهيمة على وجه الأرض ، والا أية بهيمة توافق عليه زوجا ! اسمع ، أنت من ورطني به ، وعليك أن ترفع قيمة المزاد ، هيا ، ادفع فيه مبلغ إضافي شيخنا .

العجوز : يا عاهرة ، هذا زوجك ، جنتك ونارك .

الزوجة : لا أريد جنة تأتي من هكذا جحيم .

رجل 1 : ولكنك تبيعين زوجك ، هذا شيء لم تفعله أي زوجة قبلك .

الزوجة : معك حق ، كان يجب أن أفعل ما فعلته زوجات كثيرات قبلي .

رجل 2 : نعم ، كان عليك أن تخافي الله ، وتطيعي زوجك ، مثلما تفعل الزوجات .

الزوجة : بارك الله فيك شيخنا الجليل ، ولكن أنا أقصد ، كان يجب أن أقتله ، وأغلق الموضوع بشكل نهائي .

العجوز : تقتلين زوجك !

الزوجة : لا أخفي عليكم ، أني فكرت جديا أن أقتله ، ولكن قلت في نفسي لماذا هذا التبذير ، لماذا لا أبيعه لكي أعوض خساراتي الكبيرة في حياتي معه .

رجل 1 : لماذا لم تحاولي ان تتفاوضي معه ، وتصلين الى نتيجة .

رجل 2 : نعم ، الصلح خير .

الزوجة : عندما تتفاوض معه ، في كل مرة تكتشف أن هذا الكائن ، ليس له شكل محدد ، فهو ليس مربع مثل المربعات ، ولا مثلث مثل المثلثات ، ولا هو شكل معيني . ليس له وجه ولا قفا ، لا تعرف من أين يمكن أن تمسكه ، أو تتحاور معه . تتكلم معه من فوق ، تجد نفسك تتكلم معه من تحت ، افهموا يا ناس ، هذا شيء لا محدد .

رجل 1 : ولكنه هو رجل البيت !

الزوجة : هذا ما يبدو فقط من الهيكل ، من الخارج فقط .

رجل 2 : وما حقيقته بالضبط ؟

الزوجة : كومة من الاعتراضات ، والطلبات التي لا تنتهي ، وكومة من قلة التقدير تجاه ما أفعل من اجله ، وكومة كبيرة من الابقار البليدة .

العجوزة : لماذا تقولين ذلك عن زوجك ، الا تخجلي من نفسك .

الزوجة : ( مع العجوز ) يراودني شعور ، أن لك رغبه في شراءه ، سأعمل لك تخفيض خاص ، لا تترددي أبدا .

العجوز : انت حقا لا تملكين ، ولا ذرة من الاخلاق .

الزوجة : اسمعي ، هذا أفضل مزاد علني سيخدم أمثالك ، من الارامل والمطلقات والعوانس ، اقسم لكنَّ بشرفي أنه لازال يعمل بكفاءة ، هو غير مستهلك ، لم أستخدمه كثيرا ، إنه أخو الجديد .

رجل 2 : ارجوك يا ابنتي ، هذا الكلام لا يصح ، خذي زوجك وارجعي للبيت .

الزوجة : لن أتحرك من هنا ، حتى ابيع زوحي ، وبكامل ملحقاته .

امرأة 1 : تبعين مع الملحقات ؟

الزوجة : نعم ، وبنظافة تامة ، اقتربي وافحصي ، لن تندمي .

امرأة 2 : ولكن كيف نتخلص من عيوب الصنع ؟

الزوجة : انت وشطارتك ، فكري وستجدين حلا للعيوب ، ولكن ستكسبين المميزات التي يتمتع بها ، لن تجدي مثل هكذا عرض .

امرأة 1 : هل هناك ضمان للبيع ؟

الزوجة : أي عيب قد يظهر في المباع ، يُرجع فورا ، وسأدفع كل الخسائر .

امرأة 2 : وماذا عن خدمات ما بعد البيع ؟

الزوجة : سيكون هاتفي مفتوحا لأربعة وعشرين ساعة ، لتقديم خدمات ما بعد البيع .

امرأة 2 : وماذا تشمل ؟

الزوجة : خدمات كثيرة ، منها على سبيل المثال ، لا الحصر ، نعالجه من البلادة بشحنة من الروادع اللفظية من خلال سيل من الكلمات والجمل التي تعيد له صوابه . ونعالجه من كثرة طلباته بأن نقذف عليه قدر او قدرين من قدور المطبخ كي يخرس . أما اذا تأخر في واجباته ليلة الخميس واخواتها ، فسنقدم له علبة كاملة من الاقراص الزرقاء .

رجل 2 : اسمعي مني يا ابنتي ، الشر الذي تعرفين ، خير لك من الخير الذي لا تعرفين . ابقي على بيتك ، ولا تهدميه .

رجل 1 : انت تعرفين أن هناك ازمة كبيرة في الزواج ، الرجال قليلو العدد ، وهذا القليل نصفه ليس لديه رغبة في الزواج . حافظي على زوجك ولا تبيعيه .

الزوجة : هل يعني هذا ، أنكم تقترحون علي أن ابيعه بصفقة تبادل ؟

العجوز : وما هذه الصفقة ايضا .

الزوجة : هذه صفقة لتبادل الازواج ، ابيع زوجي لامرأة ، ترغب هي الأخرى في بيع زوجها .

العجوز : يا رب سترك !

الزوجة : هي تشتري زوجي مني ، وانا اشتري زوجها منها ، حتى لو اضطررت أنا ، أن أدفع مبلغا من المال ، وذلك لفرق القيمة بين الزوجين .

رجل 2 : اتق الله يا ابنتي انه ليس ماعز ، انه زوجك .

الزوجة : لو تريد الصراحة شيخنا ، الماعز اكثر نفعا منه ، الماعز تعطينا الحليب .

امرأة3 : وكم ستدفعين لي فرقا في المال ، اذا بعت لك زوجي ، واشتريت زوجك ؟

الزوجة : تشترين زوجي ؟

امرأة 3 : نعم ، وابيع لك زوجي .

الزوجة : اقتربي الى هنا ، كي نتفاوض على الصفقة .

رجل 1 : يا الهي ! ماذا يجري هنا .

رجل 2 : استغفر الله ، ستسقط السماء على الارض !

امرأة 3 : كم ستدفعين للفرق ؟

الزوجة : اقتربي ، وتمعني في زوجي ، انظري اليه ، وبعدها سنتفاوض .

امرأة 3 : ما هذا ! زوجي اكثر شبابا منه ، وعيونه وشعره اجمل ، وعضلات زوجي اكبر ، ثم ان كرش زوجك ..

الزوجة : ما به كرش زوجي ، انت تعرفين ” الكرش هيبة” . كرش زوجي نقطة لصالحي .

امرأة 3 : ولكن أنا أحب الرجل الرشيق ، إنه اكثر وسامة .

الزوجة : الكرش يعطي انطباع بشخصية اقوى واكبر .

العجوز : عش رجبا ، ترى عجبا .

الزوجة : قولي لي ، ماهي عيوب جهازك ، أقصد زوجك ؟

امرأة 3 : زوجي جديد ، لم يمضي عليه سنتين في الخدمة ، لا توجد عيوب في الصنع ، ولا عيوب استخدام ابدا .

العجوز : اذا لم يكن فيه عيوب ، فلماذا تبيعين زوجك يا عاهرتنا الثانية ؟

امرأة 3 : فقط من أجل التغيير .

العجوز : للتغيير ، تريدين التغيير ، ونحن قضينا خمسين سنة على نفس الجهاز ، اقصد نفس الزوج ، تعالي الي ، تعالي هنا بقربي ، سأريك التغيير بأصوله بهذه العصا ، سوف اضربك يا عاهرة .

( تخرج امرأة 3 مسرعة من المزاد )

رجل 1 : ما تقومين به شيء فضيع ، تبيعين زوجك ، لماذا لا تحاولين اصلاحه .

رجل 2 : نعم حاولي اصلاح جهازك ، أقصد زوجك .

الزوجة : أقول لكم عيوبه كثيرة ، لا يمكن اصلاحها ، بعض البشر لا ينفعهم الاصلاح ابدا ، إما يباعون ، أو يتم تدويرهم الى منتجات أخرى .

رجل 1 : الجميع يقدرون مدى تعبك وتحملك ، لكن لا يجب ان تصل الأمور الى هذا الحال .

الزوجة : هل تعرفون أن أمثال هذا الشيء يدمرون الحياة الاسرية ، من المشرق الى المغرب .

رجل 2 : مستحيل ، انظري اليه انه حمل وديع .

الزوجة : والله ، ثم والله ، ليس هناك كارثة في حياتنا ، أكبر من سماحتكم . تقتلون القتيل ، وتمشون في جنازته .

العجوز : لقد جنّت بشكل رسمي هذه المرأة .

الزوجة : ( مع العجوز ) طيب لماذا لا نعقد صفقة صغيرة ، بيني وبينك ، لأني متأكدة ان عينك عليه ، وترغبين به لك .

العجوز : لماذا لا تخجلين من كلامك ، صحيح انا امرأة وحيدة ، واحتاج الى من يرد وحشتي ، ولكن هذا زوجك انت .

الزوجة : وأنا لا أريده ، اريد بيع زوجي ، في المزاد العلني ، وبما أنه لم يدفع لي أحد أي سعر به ، فما رأيك أن تعطيني قيمة سيارة الأجرة التي سأعود بها الى بيتي ، وتأخذينه ؟

العجوز : ( تبحث في محفظتها الخاصة ) حسنا ، ولكن لا أحمل معي فكة ، هل آخذه الآن ، وسأدفع لك لاحقا قيمة سيارة الأجرة ؟

الزوجة : اتفقنا ، واذا لا تملكين المبلغ ، اعتبريه هدية مني .

ستار –

تركيا – سامسون

18/5/2020