مهرجان حماة المسرحي الثاني والعشرون

مظهر الشاغوري .. ليس بالمهرجانات يحيا المسرح

مظهر الشاغوري .. ليس بالمهرجانات يحيا المسرح

1869 مشاهدة

 

ليس بالمهرجانات وحدها يحيا المسرح

الفداء – ثقافة  : 14077 
الاثنين :17-1-2011

مظهر الشاغوري

 
كم من عام أشعلنا فيه شموعاً لمهرجان مسرحي، وعام آخر ودعنا فيه مهرجاناً وأطفأنا شموعه بعد عروض وتظاهرات فنية وندوات مسرحية.

وفورة دامت سبع ليالٍ من كل عام غصّت فيها مقاعد المسرح ساخنة فرحة بمن يؤنسها، ثم عادت كئيبة تشكو الغبار، تحن إلى جماهيرها التي لولاها لما كانت ولما وجدت.‏

وهذا ماجعلنا نتساءل: ماذا بعد المهرجانات؟ وماذا بعد المهرجان الذي حمل الرقم «22»؟..‏

فمهما كانت درجة النجاح في هذه الظاهرة الثقافية أو التظاهرة المسرحية «المناسبية» التي تمر سريعاً كعيد من الأعياد ونعيش معها ونقتات عليها أسبوعاً من كل عام ونجوع بعدها باقي الأيام، فإن ذلك لايطفئ ظمأ جمهور، أثبت بحضوره العروض المهرجانية، وانتظاره عند أبواب دور العرض قبل ساعات من الافتتاح أنه محروم ومتعطش ومشدود لفن حضاري راق، ممتع جذّاب يجد فيه نفسه ويعكس في مرآته حياته الفكرية والثقافية والاجتماعية والإنسانية.‏

لانريد أن نقف طويلاً نعدد مآثر فن المسرح ودوره الكبير في بناء الإنسان والمجتمعات إذا ماأحسن استخدامه وبرز فيه من تمكّن في امتلاك ناصيته.‏

ويكفينا أن نلقي نظرة على تاريخه منذ مراحله الأولى عند أقوام اليونان الذين عاشوه وكان شغلهم الشاغل وانشغال شعرائهم وفلاسفتهم وعلى رأسهم «أرسطو» كفن حضاري له سماته الساحرة الآسرة.‏

وإذا كان لنا أن نعترف بهذا الفن العريق، وبأنه الأكثر نفوذاً وتأثيراً في العقول والقلوب والضمائر من سائر الفنون الأخرى، وأنه الطريق المعبدة لتربية الأجيال... فقد كان علينا أن نلتصق به ونعيش معه بشكل صحّي، ونمنحه حقه الطبيعي في الاستمرارية.‏

وهذا مايتطلب منا وقفة جادة ودراسة مستفيضة للوصول إلى إحداث فرق ثابتة ومتفرغة تشعل جذوة هذا الفن، وتنفذ برامج مسرحية على مدار العام، تستقطب إليها جميع الشرائح الاجتماعية. وتحيي في النفوس أصالة هذا الفن المفيد الممتع الجميل.‏

فالمشكلة ليست في المهرجانات... ولا في مهرجان مسرحي كان في عام «كذا» متفوقاً عنه في عام سابق، ولا في مهرجان أتى مقصراً في عام لاحق.‏

كما أنها ليست في أمكنة العروض التي غدت متوافرة لدينا... ولا في عقم الكاتب والنص الغائب مما كان يتذرّع به بعضهم.‏

والمشكلة الأهم أن نعود ونسأل أنفسنا بصراحة: أين نحن اليوم من عالم المسرح..؟ وهل تكفي تلك العروض السنوية المتواضعة في عددها التي تمر كسرعة البرق وتلقى في سلال النسيان ليقال إننا نعيش حالة أو حياة مسرحية؟... هذا هو السؤال..‏

وهذا مايستدعي أن نتساءل أيضاً: ماذا عن مسرحنا القومي الذي أعلن عنه منذ أكثر من عام، ولم يخرج بعد إلى النور... ولم نرَ منه سوى مسرحية يتيمة سموها«باكورة أعماله»، هي:‏

"كشف الضو، عن معنى لو" كل ذلك دون إصدار قرار رسمي لإحداث مسرح قومي.‏

مانريده اليوم ونرجوه من مديرية الثقافة بحماة متابعة هذا المشروع الفني الحيوي والعودة من جديد "لتسليط الضو" على مسرح قومي في هذا البلد الذي عاش وشهد تحركات مسرحية وطنية وقومية بدأت في عشرينيات القرن العشرين في صالات الأندية وأروقة الكشافة... واستمرت حتى وصلت رعايتها إلى الشبيبة والمسرح المدرسي واتحاد العمال والمنظمات الطلائعية ونقابة الفنانين.‏

ونحن على ثقة بأن وزير الثقافة «الدكتور رياض عصمت» لن يبخل على حماة بمسرح رسمي قومي إذا مارأى فيها استعداداً فنياً وتكاتفاً، وهو المثقف والمسرحي اللامع الذي وهب للمسرح جزءاً من عمره، وحمل قلمه يكتب فيه الدراسات المستفيضة فيما خلّفه من مؤلفات... وأسهم ناقداً وعضواً بارزاً في لجان التقويم للعديد من مهرجانات حماة المسرحية

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية