أخبار أدبية

مقطع من رواية   لا ملح على الموت   للأديبة ريما نزيهة

مقطع من رواية لا ملح على الموت للأديبة ريما نزيهة

941 مشاهدة

مقطع من رواية "لا ملح على الموت"  للأديبة ريما نزيهة

حوار بين بطلي الرواية ... مجد ومريم

 

أقدم إليها خطوة وقال في مسمعيها: هذا البن في عينيك قد خلق للهال المنسي على دروب الشمس وأما حزنهما يعني أنني لم أضع السكر بعد.. أما آن الوقت لكي أكون حبة السكر فيفرحا؟

- إن كنت ستضع السكر في عيني .. ضعه على جراح الأمهات فهنَّ فُجَّع كم كنت لأكونَ سعيدة لو أنهنُّ سعيدات .. لا تستطع أن تنسى يا مجد ولا أن تتحاشى رؤيتهم فهنّ في كل المطارح  والشوارع وإذ لا بد و لم ترَهم سترى اللافتات والصور الأبدية التي خلدتهم .. وخلدت الحزن في قلوبهنّ أيضاً.. لذلك سيبقى البن لكنه دامسٌ..

- في كل مرة رأيتك فيها تصونين الوطنية حتى في مشاعرك أحبك بها أكثر فأنا منذ أن بدأت الأزمة أراها في عينيك على الرغم من قساوتها لكن أشكرها فلولاها لما لمع حزن البن ولما التفت قلبي ..

- لم أفهم يا مجد .. منذ بداية الأزمة؟

- أقصد أن بعينيك قد عدت سنوات إلى الوراء رأيتها بلحظاتها الجميلة والواهية .. رأيتك تصونين بيتك وتحزنين له وتفرحين للفرح وتساعدين من كلمة نحن يا مريم جل ما نحتاجه إنسانُ رأى فينا غيوماً سوداء فتقلبها دون ألوان من ركض إلى الألوان سيأتي يوماً وتمحيها حبة مطر!!