مهرجان الكوميديا الثالث في اللاذقية 2009

مهرجان الكوميديا الثالث في اللاذقية

مهرجان الكوميديا الثالث في اللاذقية

2361 مشاهدة

فعالية اليوم الأول لمهرجان الكوميديا الثالث في اللاذقية

بدأت فعالية اليوم الأول بحضور الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة والدكتور يعرب بدر وزير النقل والدكتور فاروق بديوي أمين فرع الحزب في اللاذقية والدكتور خليل مشهدية محافظ اللاذقية والسادة الضيوف من سوريا ومن الأقطار العربية الشقيقة والسيدات والسادة الأدباء والفنانون والإعلاميون ..والجمهور .

قبل البداية تم استقبال الجمهور بتقديم العدد الأول من مجلة" الكوميضة" التي تصدرها هيئة التحرير التي لم تبخل براحتها لتحقيق ميزة طيبة تضاف للمهرجان بدورته الثالثة، والتي ستكون يومية مرافقة لفعاليات المهرجان تلقي الضوء على أحداثه ومفارقاته التي ينتجها الجميع جمهوراً ومهتمين بالمسرح.

البداية بافتتاح المعارض الفنية التشكيلية التالية:

1 – معرض كاركاتير بعنوان ( حول مجزرة غزّة ) لمجموعة من الرسامين العرب والأجانب بالتعاون مع المركز الثقافي الايراني.

2 – معرض كاريكاتير للفنان العالمي علي فرزات.

3 – معرض تصوير ضوئي بعنوان ( على قارعة المعرض ) للفنان أنس اسماعيل.

4 – معرض فن تشكيلي بعنوان ( لأجل الكوميديا ) لطلاب مركز الفنون التشكيلية.

ثم انتقل الجميع إلى المسرح، حيث رحب عريف الحفل الفنان أمجد طعمه بالحضور، ثم عزف نشيد الجمهورية العربية السورية، الذي أدته فرقة كورال الراعي الصالح بقيادة الفنان الياس سمعان وهي من الأطفال، بمشاركة الحضور.

ثم ألقى الفنان الأستاذ لؤي شانا مدير المسرح القومي باللاذقية ومدير مهرجان الكوميديا الثالث، رحب بالحضور مع حفظ الصفات والألقاب قال:"   للمرة الثالثة أقف في حضرة المسرح لنضيء شمعة أمل جديد كما فعل أجدادنا حين أضاؤا بأبجديتهم العالم بأسرة.. ولا أدعيّ أن ما نصنعه اليوم يوازي ما صنعه الأجداد... ولكنها خطوة من خطى كثيرة نمشيها بأقدام حافية على رمال حارقة .. لن أطيل ... ولكن: شكراً لكل من كان معنا في صنع هذا المشروع الثقافي ولن أنسى أن أرحب بالفنان علي فرزات والفنان الكبير أسعد فضة نلتقي لنرتقي كل عام وأنت بخير"

وتم دعوة السيد وزير الثقافة لإلقاء كلمة في هذه المناسبة، وكما هو معهود ومعروف عن الدكتور رياض نعسان آغا مقدرته الفذة بارتجال الكلمات في مختلف اللقاءات والاحتفالات والمهرجانات التي يدعى إليها فقد قال:" سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، لعلي أسهبت بالحديث على هذا المسرح منذ أسبوعين، فلا أريد أن أقول معاداً، لكنني فوجئت بمجلة الكوميضة التي وزعت،  مانشيت يقول على لساني ( وزير الثقافة يتخوف من إقامة مهرجان للكوميديا)، لعلي قلتها، فسألت الأستاذ لؤي قائلاً ذكرني مالذي دعاني للتخوف آنذاك وقد مضى على ذلك سنوات، قال ( كنت تخاف أن تسف الكوميديا إلى التهريج)، لكني سعيد أن يتجدد لقاؤنا وقد حافظت فرقة سورية ولا أقول فرقة اللاذقية على الخط الرفيع الفاصل بين الإبداع والإسفاف، حقاً كنت دائماً أتخوف أن تذل قدم الكوميديا إلى مستوى لا يليق أن يقدم على المسارح، لكن وراء هذا المهرجان رجالاً ونساءً مثقفات ومثقفين هم ينطلقون بوعي كبير لدور المسرح، وأنا أهنيء هنا أهلنا في اللاذقية لما أجد لدى أبنائهم الشباب من حيوية وإبداع ومن حضور ثقافي متوارث، واسمحوا ليّ أن أنقل إلى الآباء الأمهات  إعجابي وأن أتكلم باسمي واسم الأخ العزيز أمين فرع الحزب والأخ الصديق الذي أرحب به في اللاذقية الدكتور خليل مشهديه وهو من أصدقائنا القدامى، باسمي وباسمهم أن أنقل إلى الآباء والأمهات مدى الإعجاب الكبير الذي شعرنا به ونحن نطوف في معارض الفن التشكيلي قبل دخولنا للمسرح. والفن كل متكامل فإن أردت أن تبحث عنه دفعة واحدة فاذهب إلى المسرح، وقديماً كان يقال المسرح جماع الفنون فيه تلتقي أنواع الفن والإبداع فيه الشعر وفيه الموسيقى وفيه الأداء والكلمة النثرية وفيه التشكيل البصريّ وفيه الفكر العميق اللامع. أصعب الفنون جميعاً فن الكوميديا فما أسهل أن نستدعيّ الدموع في المآقي، إن قصة حزينة تبدأ بحملة كافية أن تستدر دموعنا بأن نتعاطف معها، لذلك كنت أشعر أن فن التراجيديا فن سهل حتى أن شكسبير كان يختتم أعماله المسرحية الكوميدية بجثث يلقيها على خشبة المسرح، أما فن الكوميديا فن صعب يتطلب إبداعاً كبيراً، يتطلب إبداعاً للابتسامة بقلب ما يعيشه الإنسان والمجتمع على طول المدى، لذلك أشعر أن صناع الكوميديا، هم الذين يلونون حياتنا بالفرح ويملؤنها بالطيب وينثرون البهجة على الشفاه، وإن كانت الضحكات المقهقهة سهلة فإن الفن والإبداع عظيم في الابتسام وفي كوميديا الموقف وفي كوميديا الفكرة ، هذا ما أرجو أن يتألق في مهرجان اللاذقية، التي نبعت منها أقدم الفنون السومرية الكنعانية، التي تجلت ثقافة وحضارة عربية. اسمحوا ليّ أن أشكر لؤي وأن أتوجه من خلاله إلى زميلاته وزملائه لأحيّ لديهم هذا الدأب وهذا النشاط ، وأن أبارك لكم أبناءكم إنشاء الله تقر بهم أعينكم بهم، وهم يتألقون في سماء الإبداع العربي والعالمي والسلام عليكم".

ثم تم تقديم " نشيد المسرح " كلمات الأستاذ: شهيربنشي، وألحان الأستاذ أحمد قشقارة وأداء فرقة كورال الراعي الصالح بقيادة الفنان الياس سمعان. بعدها بدأت مراسم تكريم الفنانين الكبار نجوم الكوميديا في سورية ولبنان الشقيق وهم ( حسن علاء الدين " شوشو" من لبنان الشقيق، الفنان القصاص الشعبي حكمت محسن، والفنان القدير سعد الدين بقدونس ) .

والفقرة الأخيرة كانت مع العرض المسرحي( كاريكاتير ) من لوحات الفنان العالمي " علي فرزات" تأليف وإخراج وسينوغرافيا: لؤي شانا.

ارتكز النص المسرحي على مجموعة من الرسوم الكاريكاتيرية للفنان العالمي" علي فرزات" التي حولها الفنان" لؤي شانا" إلى شخوص من لحم ودمّ، لتتحدث عن أحوالها العامة منطلقة من القلق النفسي والضغط المعاشي من مقولة ( بوكرا شو؟؟؟؟؟) ، هذا الوضع المقيت من الزيف والنفاق القائم على الفساد المرافق لكافة مفردات حياة المواطن اليومية، مروراً بالوضع العام الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، والأهم النفاق الأخلاقي الذي أفسد الدواخل الإنسانية، تحت ضغط ( حرامي بمشي حالي أحسن من شريف يعقد أموري )، بالإضافة إلى المرور على القضايا الوطنية والقومية، التي نالها التزوير للحقائق التاريخية والتراثية التي تتعلق بالأرض وثرواتها القومية التي من حق الجميع، لكن من خلال التضخم للأنا القائمة على المصالح الشخصية والطائفية والعشائرية والإثنية والحزبية التي تحولت إلى دكاكين تعرض بها البضائع المستوردة من الخارج، والمزركشة من الداخل، لتنطلي على المواطن الخدعة الكبيرة، بأن متطلباته وهمومه في أبعد سلم الأولويات لهؤلاء المتبجحين بالعفة والطهارة.

وقد تجسد كل ذلك على الخشبة في سياق التشكيلات البصرية المرتكزة على الحركة الحاملة للحلول الإخراجية التي ملأت فضاء الخشبة بجمالية الصورة التي تلقتها عيون الجمهور الذي صفق مطولاً عدة مرات، مأخوذاً بعفوية ما يشاهده على الخشبة، من أحداث وأفعال متسلسلة بنسق دراميّ، تركز الصراع فيه بالشخصية التي لم تتحدث كثيراً بلسانها، فقد تم الاستعاضة فيها عن النطق برسم الحراك الجواني النفسي للشخصية الشاهد والراوي لجميع هذه المشاهد التي انعكست عليه ليصير غريباً في بيته / وطنه.

مجموعة العمل، لم تبخل بإفراز مخزونها التراكمي معرفة نظرية، وتجربة استهلكت من كل ممثل منهم زمناً أكسبه فهماً متكاملاً في امتلاك تقنية الممثل جسداً وحركة وإلقاءً محمولة جميعاً على ردات فعل ناتجة عن الداخل المشحون بحرارة بركان يبحث عن الخلاص ليطلق ما بداخله بحثاً عن الهدوء والاستقرار والأمان. المجموعة / البطل كانت تجسد انسجاماً كان العامل الأساس في تألقهم جميعاً، وبالتالي تألق المؤلف والمخرج وراسم هذا الفضاء الفنان لؤي شانا الذي استطاع شحن المجموعة لتفرز هذه الدرر القيمة وتقدمها بجمالية للجمهور الرائع الجميل، والجميع يقدمونها معاً لرسول الفن الساخر المضحك والمبكي بآن معاً للفنان الكبير علي فرزات تقديراً لفنه وجهده ومقاومته ولصموده واستمراره نصيراً لإنسانية الإنسان وحريته مبدعاً جمالياً للوطن.

لطاقة العرض

 تمثيل: مجد أحمد يونس، باسل حيدر، نجاة محمد، وسام مهنا، محمد أبو طه، نضال عديرة، طارق حلوم، هبة محمد، رشا اسماعيل، هبة عيسى، فلاديمير الخضر، قسورة عثمان، محمد طريفي، محمد بدور.

دراماتورج: أحمد قشقارة

إشراف على الديكور: محمد بدر حمدان

مساعد مخرج: غادة اسماعيل

الجدير بالذكر أن العرض قدم أول مرّة ضمن فعاليات مهرجان دمشق المسرحي الرابع عشر 2008

كل عام وأنتم بخير

                                                                         كنعان البني

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية