أخبار فنية

مونودراما .. حـلم ... بين ذاكرة امرأة وواقع معاش

مونودراما .. حـلم ... بين ذاكرة امرأة وواقع معاش

1564 مشاهدة

 أ.م.د. أحمد قتيبه يونس

ضمن فعاليات المهرجان المسرحي الثالث الذي أقامه قسم التربية الفنية في كلية الفنون الجميلة/ جامعة الموصل، وبمناسبة يوم المسرح العالمي، قدم الدكتور محمد إسماعيل الطائي مونودراما (حـلم) على قاعة المسرح التجريبي يوم الثلاثاء المصادف 27/3/2011، والعرض من تأليف (عبد الرزاق الربيعي) وتمثيل الطالبة (آية ثامر).
يتناول العرض فكرة (الانتظار) لامرأة يتراءى لها شوق الاستذكار والاستقبال لأمل مفقود، ولكنها من خلال مجريات العرض تحاول أن تبحث عن (أملها) في ذاكرة الأشياء، تلك التي وظفها محمد إسماعيل في الموجودات من (هاتف/ مرآة/ كرسي/ رقعة شطرنج/ الشباك/ فضلاً عن ثوب الشخصية الأبيض الذي يحيل إلى أنها عروس).
لقد وفق الدكتور محمد إسماعيل في اختيار شخصية (آية ثامر) لهذا الدور، كونها أجادت الأداء واستحوذت على لفت أنظار الحضور من خلال معطيات أبعادها الثلاثة (الجسدي، والنفسي، والاجتماعي)، تلك الأبعاد التي جسدت كل مجريات فكرة العرض بطرحه للتساؤل الذي يتمحور في (هل الانتظار فينا، أم نحن في الانتظار)، ولعل هذه الفكرة قد عبر عنها وصموئيل بكيت من قبل، ولكنها هنا تماشت مع الأحداث الحالية للواقع المعاش.
ركزت مونودراما (حـلم) على المعالجة الإخراجية للنص بنقله إلى شفرة جسد باستخدام تقنية عرض (الأحداث والأشياء) أثناء تقديم الممثلة لنفسها فمن الملاحظ أن المخرج قد بذل جهدا كبيرا من أجل اكتشاف وتطوير القدرات والمهارات الأولية لدى الطالبة (آية ثامر) لاسيما أنها تعتلي خشب المسرح للمرة الأولى وقد تألقت في أداء الحركات وصنعت لنفسها كاركتر يحمل بصمتها، كما أسهمت بتشكيل السينوغرافيا بكل موجوداته.
تأسست لعبة التحولات بين الشخصية والأشياء من أجل إتمام توضيح الفكرة الرئيسة فعند مشاهدة العرض نجد أننا أمام عدد كبير من المكونات البصرية التي تبدو كناصر أساسية للبنيات التصويرية، وهذه العناصر تنساب في أنساق الدوال التصويرية الخالصة التي تتناول الأيديولوجية المعبرة عن حركة الجسد فوق خشبه المسرح، وبوساطة هذه الأيديولوجية أسس (المخرج) الصورة التي تنعكس على ملامح الشخصية التي يحيل تاريخها إلى فضاء مفتوح، يترك للمشاهد قراءتها ومليء فجوات القراءة بعد ذلك.
 
ويبدو بأن تصوير المخرج جاءت مطابقاً في التعبير عن مكبوت الواقع؛ لأنه قد داعب في موضوعه مكبوتات المتلقي بشكل عام، لأن المتلقي قد عاش أو شاهد مثل هذه الأحداث في الواقع، فحاول المخرج أن يقف عند تلك الأحداث بوصفها وحدات قرائية وتشكيل (ثقافي) للمنظر المتحرك حسب المعايير الواقعية وأيديولوجية لفترة تحيل إلى زمن العرض، ولكن أطلق الزمن في (نص العرض) وأطلق زمن الأحداث في العرض كتقنية من تقنيات الإخراج.

( مركز دراسات الموصل)

أ.م.د. أحمد قتيبه يونس 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية