نساء الفنان الرسام الفرنسي بيير أوغست رينوار
بقلم الفنان: تمام محمد
كان الرسام الفرنسي ( بيير أوغست رينوار ) محاطا .. بالنساء حتى نهاية حياته .. كان في منزله .. جيش غير تقليدي من الفتيات الشابات العاملات اللواتي ..جلسن او وقفن أمامه كي يرسمهن ...عاريات في معظم الأحيان .. رافقوه طوال أكثر من ثلاثين عام .... هذا العدد الكبير من النساء الجميلات من مربيات وممرضات وطباخات واللاتي وظفهن في الأساس لأداء اعمال منزلية ....
لكن - رينوار - لم يكن زير نساء .. ولم يكن أبدا .. شخصا فاجرا .. أو إباحيا ... وبالعكس كان يتعامل مع موديلاته بالكثير من الاحترام ...وكان من اكثر الفنانين الذين فهموا جسد المرأة .. حتى ان البعض أقترح عليه ان يتخذ خدما .. من الرجال لكنه رفض بعناد قائلا : لا استطيع ان أتسامح مع أي شخص باستثناء النساء ..
رسم رينوار لوحة ( المستحمات ) هذه اللوحة توحي بأن متلصصا ما .... قام بضبطهن وهن عاريات .. مع افتراض أنهن غير عارفات بوقوعهن تحت المراقبة ... لكن في حقيقة الامر كان يرسمهن .. وهن في كامل الارتياح .. لكن عندما تمعن النظر وتحدق في لوحاته لنساء عاريات .. فإنك لن ترى أثر لأية أحقاد .. أو أفكار مزعجة .. تعكر صفوهن ... لأن رينوار .. كان يرسمهن وكأنه يرسم أزهار ملونة ..
لم يحتاج رينوار ان يضيف للعاريات .. طفل او ملاك بجناحين على غرار فناني عصر النهضة ... فهو لايريد إثبات براءة العري بل يريده مفتوحا .. على احتمالاته كلها ... لم يكن يريد تكبيل جسد المرأة .. ووضعه في نطاق الإثم ..
كان رينوار معجب بالفنان فرانسوا بوشيه الذي كان بدوره يقول:
على المرء ان يشك في أن جسد المرأة لايحتوي على عظام ...
وفي جميع الأحوال .. فإن معظم النقاد خلصوا .. إلى استنتاج مفاده:
كي تحب نساء رينوار .. عليك ان تنسى الجسد .. كما تعرفه ... وعليك أن تستشعر جسدا يعتمد على الإحساس والقرب والعلاقة الحميمة .. وأن موقف رينوار الابوي تجاه النساء ... منعه من التعامل معهن بوصفهن من لحم ودم .. بل كان يبحث عن اللون الذي يجعل أجسادهن تحيا وترتعش على قماش الرسم.
