أخبار فنية

نساء لوركا من فوق خشبة سورية يحاولن إنقاذ المرأة العربية

نساء لوركا من فوق خشبة سورية يحاولن إنقاذ المرأة العربية

376 مشاهدة

نساء لوركا من فوق خشبة سورية يحاولن إنقاذ المرأة العربية

#مجلة _الفنون _المسرحية

المصدر : #حمص _العرب

العمل المسرحي يسلط الضوء على قصص النساء اللواتي يعشن حالات حب مختلفة لا تكون نهاياتها سعيدة.

 بعد تقديمه لأول مرة في الـ22 من مارس الماضي كباكورة أعمال المسرح القومي في محافظة حمص بعيد إحداثه، يتواصل عرض مسرحية “نساء لوركا” نص وإخراج المسرحي السوري #حسين _ناصر.

ويوضح ناصر أن التوليفة التي شكلها لعرض “نساء لوركا” كانت من خلال تجميع عدد من شخصيات لوركا الرئيسة من مسرحياته الثلاث “بيت برناردا ألبا” و”عرس الدم” و”روزيتا العانس”، ليشكل منها عرضه الذي يسلط فيه الضوء على واقع المرأة في إسبانيا في ثلاثينات القرن الماضي وتشابهه مع ما يطال النساء في مجتمعاتنا من تسلط وقهر، مبينا أن شخصية الفرس في عرضه كانت إشارة إلى رغبة هؤلاء النسوة في الانعتاق والحرية.

وكتب لوركا عددا من الأعمال المسرحية القصيرة والطويلة والكوميدية، لكن أشهرها هذه التراجيديات الثلاث التي تدور حول المرأة ومشاكلها ونفسيتها في المجتمع الإسباني، فالعروس في “عرس الدم” تصطدم بالزواج من غير مَنْ تحب، ويرما تصارع في سبيل حقها الطبيعي في الإنجاب، و”بنات برناردا ألبا” يبحثن عن الرجل الزوج، وهن سجينات بيت أمهن.

ومن ثم إن وضوح الفكرة في كل مسرحيات لوركا لا يؤدي إلى تسطيح العمل الدرامي لديه، فالشخوص في أعماله حيّة، والفكرة تنبع من الفعل والشخوص والبيئة. وهو ما استغله ناصر بشكل جيد في إسقاط واقع إسباني قديم على واقع عربي معاصر ولكنه في عمقه ما زال قديما ومتخلف الأفكار.

وكتب الناقد عبدالحكيم مرزوق حول العرض أنه “استمرار لسلسلة مسرحيات قدمها المخرج حسين الناصر خلال السنوات الماضية والتي جل أبطالها نساء عشن حياة غير عادية نتيجة الظروف المحيطة بهن والتي تكبل المرأة وتقحمها في مواجهة عنيفة مع المجتمع الذي تعانده وتصارعه من أجل تحقيق ذاتها”.

ويضيف مرزوق “‘نساء لوركا’ هي بعض من قصص النساء اللواتي يعشن حالات حب مختلفة لا تكون نهاياتها سعيدة، فالبطل غالباً في القصص يترك حبيبته ليتزوج من أخرى أو يختلف معها لأسباب ربما تعود للأهل، ولكن المختلف في عرض ناصر أن الحبيب يترك حبيبته ليتزوج من أخرى وحين يعلم أنها ستتزوج يعود إليها كي تهرب معه لإكمال حياتهما سوية حيث تتنازع المرأة صراعات عنيفة تمزقها بين أن تنتصر لحبها أو تتزوج من رجل لا تحبه ولذلك تفضل الخيار الأول، ولكن القصة لا تنتهي عند الهروب إذ أنه يقتل من قبل أهلها ولذلك تعود مكسورة وحزينة”.

القصة الثانية أيضاً قصة حب تبدو غير مكتملة فيها صراع بين الأختين على حب رجل واحد وحين تجد البطلة نفسها محاصرة من قبل أهلها وخاصة أمها التي تقتل حبيبها، تشنق نفسها لتنتهي حياتها بشكل مأساوي.

ومن الملاحظ حسب مرزوق أننا لا نجد في المسرحية ديكورا لعرض مسرحي بل يبدو فضاء الخشبة مفتوحاً للأداء المسرحي الذي كرر فيه ناصر ذاته إخراجياً في العروض السابقة وبذات الأسلوب الذي اعتمد على بعض الرقصات المعبرة والتي توحي بما يريد أن يقوله من خلال شخصيات تتوق نحو الحرية والانعتاق من القيود.

عرض “نساء لوركا” قدمته مجموعة من الممثلات الموهوبات والمتمكنات من الأداء المسرحي واللواتي جهدن على تقديم عرض جيد ومتميز كما كان حضور الرجل بارزا عبر الممثل ستيفان برشيني.

ويقول برشيني عن دوره في شخصية ليوناردو في العرض الذي تشاركه العروس كل لوحاته إنه جسد محاولة الهروب مع حبيبته إلى خارج بيت المرأة القومية برناردا جراء ما تفرضه من حالة حصار وقسوة وظلم على بناتها، هروب ينتهي بمأساة، مشيرا إلى أنه قدم سابقا الكثير من الأعمال منذ مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب والجامعة على خشبة المسرح لأنه يعتبره عشقه.

وقد اختتمت مسرحية “نساء لوركا” احتفالية يوم المسرح العالمي التي أقامها فرع نقابة الفنانين في حمص مؤخرا وذلك على خشبة قصر دار الثقافة في المدينة.

وانطلقت الاحتفالية في الـ27 من مارس الماضي وقدمت خلالها ستة عروض بينها واحد للصغار، وتحدث عنها أمين رومية رئيس فرع نقابة الفنانين قائلا “إن فرقا وممثلين من المحافظة قدموا عروضا مهمة حاكت واقعنا المعاش لافتا إلى ما تزخر به المحافظة من مثقفين وأدباء ومسرحيين وإلى مساعي مؤسساتها الثقافية بتحويل كل فعالياتها إلى مهرجانات واحتفاليات”.

وكانت احتفالية اليوم العالمي للمسرح تضمنت تقديم عروض “العرس” لفرقة نقابة المحامين في حمص، “إشبيليا” و”شمس الليل” لفرقة المحبة، “حمص مدينة مطرزة بالحكايات” لفرقة المسرح العمالي، “الرهان الخير” لفرقة سوا و”حال الدنيا” لفرقة غسان كنفاني.