أخبار أدبية

نص مسرحية احتجاج للكاتب المسرحي عمار نعمه جابر

نص مسرحية احتجاج للكاتب المسرحي عمار نعمه جابر

1308 مشاهدة

 نص مسرحية احتجاج للكاتب المسرحي عمار نعمه جابر

الشخصيات

-      الرجل

-      المحقق

 

الرجل  : سيدي اقول لك انهم لم يأخذوا موافقتي .

المحقق : ولكن كيف لهم أن يفعلوا ذلك برأيك .

الرجل  : لا ادري ، ولكن كان يجب عليهم ان يبحثوا عن طريقة لذلك .

المحقق : ولكن الامور لا تحسب بهذا الشكل أبدا .

الرجل   : يجب ان تحسب هكذا ، يجب ان يأخذوا موافقتي قبل ان يبدأوا .

المحقق  : رغم انه لك الحق في تقديم شكوى على من تشاء ، ولكن الامور عادة تحدث بهذا السياق .

الرجل  : السياق الذي تتحدث عنه لا اعترف به ، ولا اريد لأي كان ان يخضعني الى هكذا سياق .

المحقق  : طلبك قانوني ، ولكنه شديد الغرابة .

الرجل   : عليك ان تستدعيهما سيدي المحقق ، وتبدأ باستجوابهما ، انا قدمت لك شكوى قانونية .

المحقق  : ولكن كيف لهما أن يتقبلا مثل هذه الشكوى انها ، انها ..

الرجل    : انها ماذا سيدي المحقق ؟

المحقق  : انها غير معقولة ..

الرجل    : وهل ما يجري لي بسببهم معقول .

المحقق   : انا اقدر انك تمر في حالة صعبة .

الرجل     : أنا بائس منذ اليوم الاول ، وحتى هذا العمر .

المحقق    : وهذا ما يجري تماما ، للكثير ممن حولك ، فلماذا تتذمر ؟

الرجل     : أنا أطالب بحقوقي ، يجب أن يتم محاسبتهما على خطأ المجيء بي الى هنا ، ما كان يجب ان يقوما بذلك دون موافقتي .

المحقق      : لماذا تحملهما جريرة ما حدث لك ؟

الرجل.        : ما فعلاه كان سبب مباشر ، بكل ما حدث ويحدث لي  .

المحقق      : كان ينبغي عليك ان تغير واقعك بنفسك ، لا أن تحاسب الآخرين .

الرجل        : كيف اغير واقع ، لم يمنحاني فيه مقومات التغيير ولا العيش !

المحقق      : هذه الحياة ، هي هذه المحاولات المتكررة من أجل النجاة .

الرجل       : وهل تعتقد انني لم اتحرك من اجل الخروج مما أنا فيه ، ولكن اختياراتهما في المكان والزمان والبيئة كانت كارثية ، لست قادرا فيها على ان احدث فرقا يذكر ، لست قادرا على فعل أي شيء تجاه ما فعلاه بي ، بتعمدهما المجيئ بي الى هنا في هذا الوقت .

المحقق     : وهل تظن انهما كانا يعرفان بكل ما سيجري ، ربما لو كانوا يعرفون ذلك ، لما جاءوا بك ، فهم يحبانك الى اقصى حد .

الرجل      : اذا كانا يحباني حقا ، ما كان يجب عليهم ان يقررا مجيئي الى هنا .

المحقق     : منحاك نعمة الوجود .

الرجل      : هنا ، والآن !

المحقق     : ربما قد يوجد هنا أشياء لا تستطيع ان تراها ..

الرجل      : اذا كنت لا اراها ، فهي غير موجودة اصلا .

المحقق    : قد تحتاج الى النظر بطريقة اخرى .

الرجل     : سنوات طويلة ، وانتظار مرير ، اخاف ان تنتهي الحكاية وانا في الصفحة الاولى .

المحقق     : وهل تظن انهما قادرين على ان يغيرا شيئا من اجلك ، ولا يفعلان !

الرجل      : ولماذا نقترف الاخطاء ، ثم نحتاج الى إصلاحها !

المحقق     : هو ليس خطأ ، إنه فرصة كبيرة .

الرجل      : فرصة غير مناسبة بالمرة .

المحقق     : ربما كانت ستكون رائعة لو جرت الامور بشكل أفضل .

الرجل      : هما يقرران مجيئي ، وتحملي كل ما في هذا العالم ، على أمل ربما ، غبية وداعرة !

المحقق     : كرم منهما ان يمنحاك كل هذا الوجود .

الرجل      : انانية مقيتة منهما ، أن يمارسا حياتهما على حساب حياتي ، فأكون لهما مجرد مكسب وحيازة ، وفرحة عابرة ، بينما يلقيان بي في هذا الجحيم ، بلا حساب ، يجب ان تفتح لي محضر ، اريد ان اقاضيهما أيها المحقق  .

المحقق     : حقك محفوظ بلا شك ، ولكنهما أيضا يملكان حقوق كثيرة عليك ، نعم ،  خدمات ومعانات ، ورعاية لسنين ، لماذا لا تريد ان تنظر الى كل ذلك ؟

الرجل      : كانا يدفعان ثمن نتائج افعالهم ، الغير محسوبة .

المحقق      : لقد دفعا ثمن افعالهم ، لسنين طويلة .

الرجل       : وماذا عني ، ماذا سأفعل ؟

المحقق      : اذهب لهما .

الرجل       : ماذا تقول انت !

المحقق      : اذهب لهما ، لا يمكن أن يكون ما يحدث لنا جميعا شيئا فضيعا ، إننا بكل ما فينا أسئلة ، الكثير من الاسئلة ، نحتاج الى اجابات . اذهب لهم ، ربما يكون لديهم ما يودان قوله لك ، وانت محتاج لسماعه ، اسمعه بقلبك لا بأذنك ، قد يملكان لغة السكينة واليقين ، اذهب لهما ، واترك يديهما تحنوان على روحك ، وتحسس حجم حبهما لك ، حينها قد تجد الإجابات ، وروحك ترتاح .

ستار

سامسون – تركيا

7/2/2019