أخبار أدبية

نــفــحــة حبّ على مقاس روح معطاءة

نــفــحــة حبّ على مقاس روح معطاءة

802 مشاهدة

نــفــحــة حبّ على مقاس روح معطاءة

#للأديبة _القاصّة  _فــداء _ســلــوم _ســوريا

 

  #تكتب مجدّدا ، القاصة " فداء سلوم " معانقة الأمل ، الحب والإنسانية ، ضمن حيّز  شاهق من البوح الأنيق ، في محاكاة  للأنا الباطن المكتنز للجمال وكلّ الحنوّ  ، إنّها لغة  الروح التي لابد أن تزهر بساتينها في ظل الاهتمام والرعاية والكلمة الطيبة والصدق  والشفافية دونما تجريح، فالروح وردة تحتاج أن تسقى محبة حتى تزهر براعم عطائها وتنثر بدورها أريج    ما تبذله من بهجة وعطاء ، في تشريح لفلسفة الوجود، فلسفة التعايش  وفلسفة الإنسانية في التعاطي مع الآخر دونما عقدة ودونما منيّة ، هي فلسفة حدائق      هذا العالم بكلّ خرابه وتنافضاته ، ليظلّ الحبّ في معناه الشامل الأقدر على مدارة كل   فجع وقبح ...( عباسية مدوني – الجزائر )

نــفــحــة حبّ على مقاس روح معطاءة

ظنّت أنّ كل بستان بين أسواره تراب ... وسواقي الماء تتمايل على جوانبه ...

ظنّت أنها من ذلك المكان...

قامتها الغضة الطرية ستخضرّ ، و جذورها ستتعمّق ويحتضنها الحنان،  وتتفتح وتفوح رائحتها، لتملأ قوارير العطر وتحفر حرفها معلنة اسمها الرنّان ...

ستشرب لترتوي من ماء الحياة ... ستلوّن أوراقها بكافة الألوان ... ستعانق الشمس  وتحتضن القمر...

هذه هي أرض أحلامها،  رسمتها بريشة من نور ،  وكم ركضت لتصل لتلك الأرض ...

لم تميّز أنّ الرمل يملأ المكان... لم تر تلك الحجارة القاسية ، الصلبة والمتعنّتة بشحّها وجفافها ...

راهنت أنّ الشمس لكل الأرض ، راهنت أنّ النور يكفي وماء الحياة يروي كل القلوب    وكل الزهور...

هي زهرة برية ، من عذرية الطبيعة خرجت للحياة  ، رافعة" منديلا أبيضا " رسمت عليه السلام والمحبة.....العناق بصميم روحها، فقد أدمنت الاحتضان ...

تريد اعلان بستان الزهر مملكة لوجودها ...

لم يكن للحجارة مملكة ، وإن وُجدتْ مملكة الحجارة دون زهور ستبقى أطلالا تحكي عن زهرة برية لا تريد الحرب ...

وكيف تقوى الزهور على اعلان الحرب...؟

لا اشواك لها ، ولا إبـر ...  لها فقط عيون تنبع كل صباح بالدموع،  عيونها خانتها وأوصلتها  للسراب ......

لا ماء ... لا حب...ولا عناق ... لا قلوب بين الصخور...

منديلها الأبيض أحرقته الشمس بغضبها ، كيف ستمسح حبات العرق ...؟

تفحــّم  القلب ،  فغفى ونام سنينا ...

وحلم بمملكة الزهور المملوءة بالقلوب ،  الخافقة بالعطور  ، بالأشواق ، بالحنان            و الحنين...

فتح القلب عيونه من شدة التصفيق، فقد توّجت الزهرة البرية ملكة للزهور ...

وتاجها منسوج من زرقة السماء، وحنين النور ، وسورها عرائش من الاطمئنان والسلام ،

لم تتعب وريقاتها وهي ترفع يديها للسماء، تدق الأبواب تــتــرجـــّى :

أن يعيش الحب لتعيش الــزهــور ........