مواضيع للحوار

همس الكراسي براءة الخشب وصرخة الفنان

همس الكراسي براءة الخشب وصرخة الفنان

1085 مشاهدة

همس الكراسي براءة الخشب وصرخة الفنان

 د. جبار صبري

 

دع الكرسي يتكلم : ذلك هو البوح الذي طمح ان يكون رسالته مؤلف ومخرج العرض المسرحي القطري في اطلالة العروض لمهرجان الكويت لمسرح الشباب . لكن مشْكل ذلك الكلام يعود بالنتيجة الى مشكل حياة الانسان ، مصيره ، بقاءه . سعادته ، أشكال وجودهوعلاقاته . وبالضرورة سيتجلّى عن ذلك المشكل حضور اللحظة الراهنة التي تمر على الفنان وتجعله يبدي زاوية النظر التي عن طريقها يؤكد وهو الشاهد الحي عما تمر به السلطة وكيف يتحرر فيه القرار وكيف ترسم حركة الانسان فيه اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا .. في مخاض تأريخي يكون الكرسي شاهدا عليه ومشهودا في آن واحد .

 

في العرض المسرحي ( همس الكراسي )وهو من اخراج "فيصل حسن" كان البؤرة الأساس ، مركز الأحداث . بل محركها الخطير هو الكرسي فما لهذا العالم الذي بالكاد ينولد فيه الكائن البشري فيكون من بعد تلك الولادة عسر القرار والسلطة التي تحرك الكائن وهي سلسلة معيش وجوده وسعادته وبالكاد ذاته تنقلب حيوات الكائن الى أطوار ومراحل يكون الكرسي أصل حركتها

وبقدر ما نحن نروي قصتنا بأسباب الكرسي بقدر ما نحن نصير مادة صراعه : نحن رواة ما نحن عليه من فعل درامي . الامر الذي تمايز عند المخرج فجعل انتقالات الكرسي الدلالية تعد انتقالات لمسير الانسان وهو يشهد نفسه داخل معترك السلطة اذ كان الكرسي ولادة وكان عشقا وكان منصة وكان قبرا وكان سلاح الإعدام الاخير ..حتى كان الفنان نفسه وبالوقت الذي ترمّز به الزِّي ليؤكد كينونة الدلالة ويحصرها في محلية القرار والسلطة بالوقت ذاته صار عدد الممثلين الستة مقرونا بعدد الدول ومقرونا بعدد السلطة والقرار والإنسان . هي اللحظة – الصورة او الانطباع الذي عن طريقه يبحث الفنان واقع تاريخه الذي استلهمه من واقع كرسي القرار والسلطة ،شاهدا ومشهودا